الأحد 4/11/1445 هـ الموافق 12/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الحصاد المر وعار العرب ....سمير الهنائي

في عالمنا العربي نحلم بتعليم يرقي النفس قبل العقل ونحلم بتعليم يعلمنا الإنسانية قبل التربية والتعليم نفسه ، نحلم بعلم يعلم لا يعلب الفكر أو يحتكره ويقيده بمعايير وبمناهج تدمر الإبداع التي قتلت وقضت على الطالب العربي في ثقافته ونشأته وأفكاره ، ومن ذلك المنطلق سأتطرق إلى واقعنا المر وانا أشاهد اليوم على التلفاز والهاتف هؤلاء الطلبة في أمريكا من يهود ومسيحيين ومسلمين وهندوس وبوذيين ولادينين وغيرهم متحدين ومجتمعين على أن الهدف والغاية هي الإنسانية ليدافعون عنها ، بعدما تشبعت نفوسهم رقيا وعقولهم ثقافة رغم أنف القانون وجبروت الطاغية، خرجوا ليقولون للعالم لا ومع تزامن الأحداث في عالمنا العربي تذكرت هنا الفيلم المصري "الهروب من الخانكة" وكيف تتعامل أجهزة الأمن مع الكلمة وقذارة الرقيب وقصة فريد شوقي ربما هي أكثر ألما عندما لعب دور الصحفي المعتقل الذي قضى اكثر من تسعة وعشرين سنة في مستشفى الإمراض العقلية بعدما ذاق التعذيب والتنكيل حينما قال للمستبد لا....لا ... ارحلوا ..وجريمته الوحيدة هنا هي عقله حينما حاول أن يفكر ويعبر عن رأيه ،وهي احداث من واقعنا العربي تعكس حكم الطغاة من الحكام الفاسدون والتي توؤطت بهم الأمة ، ومن هنا بدأ المستبد لتدمير العقل العربي ترهييا وخنقا بالتعلم من خلال علم لايعلم ومناهج لاتعلم ومن ثم بقوة السلاح ولقمة العيش - خرجت أجيالا ضعيفه لاتثأر لحقوقها ولاتعرف معالم طريق حريتها ولاتدرك أهمية القراءة والثقافة والمعرفة-

حتى ثوراتنا التي خرجت كانت غالبيتها فاشله لغياب الوعي فيها ، لذلك جميعنا تاجرنا في قضية فلسطين ورفعنا شعاراتنا المزيفة وأعتزلنا المنازل خوفا من سلاح المستبد وخوفا على لقمة العيش لأن العقل العربي قتل في جريمة مكتملة اركانها بعدما بدأ الغرب يعين عملاءه منذ بداية القرن الماضي ليحكموا المنطقة ولينهبوا ثرواتها ويخنقوا عقولها وتقسم شطائرا ، وهذه النتيجة تجنى ثمارها الان الا أن المستعمر سيدفع ثمن خطيئته التاريخية بعدما نسف جميع القيم والاعراف الإخلاقية التي تغنو بها مع شعوبهم وفي في عقر دارهم ونحن نشاهد عدسات التلفاز وهي تلتقط الطلاب المرابطين نشعر بقليلا من الفرحة لأن تعاركهم مع بعضهما البعض غير مستبعد ، ولكن حزننا هو على أنفسنا وعلى ضعفنا المتوارث جيلا عن جيلا وعن تخلفنا وشتاتنا وتخاذلنا المر الذي جعلنا عاجزين عن فعل اي شيء ضد إبادة شعب فلسطين ، أن للتاريخ كلمات ولكل محتل ميعاد رحيل آت آت ولو بعد حين فالمجد للشعوب التي أنتخت لغزة والمجد لشعب فلسطين وللمقاومين في ساحات المعارك والنضال ، تحيا فلسطين تحيا فلسطين والعار عار العرب والموت للمحتل .

كاتب عماني

2024-04-27