الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المال السياسي في فلسطين : عندما تشترى الذمم والاقلام!!/امل مصطفى السعيد
المال السياسي في فلسطين : عندما تشترى الذمم والاقلام!!/امل مصطفى السعيد

اعتقد – والله اعلم – ان اي حديث عن القضية الفلسطينية تاريخيا، او حاضرا، او مستقبليا دون الحديث عن دور المال السياسي في تعثر حلها هو حديث لا معنى له، او التفاف على الواقع، او لوي لعنق الحقيقة. لقد لعب المال السياسي، وما زال يلعب وبقوة وبشراسة، دوره في توجيه دفة مسار لقضية الفسطينية شعبيا وجماهيريا وفصائليا، وكذلك في شراء الاصوات والاقلام والذمم والضمائر، وهي بمعنى، او بآخر بيع القضية مقابل حفنة من المال، كثرت ام قلت، بالملايين ام بكيس "جوال" من الطحين، هو نفس المبدا، ونفس الخطر، ونفس الكارثة، وبالتالي ليس من حقنا هنا التساؤل لماذا لم يات النصر بعد؟ ولماذا لم تتحرر فلسطين بعد؟ ولماذا عدنا بالفلسطيني بعد 100 عام من النضال الى عصر "وابور الكاز" في غزة في القرن الحادي والعشرين!! تاريخيا، الم يلعب المال السياسي دوره في صراع العائلات الفلسطينية البرجوازية – وهنا اقسم لكم انني لست ماركسية او يسارية او شيوعية او "زفت"... وانما مصرية اصيلة من وسط البلد – الم تحرف صراعات عائلات الحسيني والنشاشيبي والعلمي القضية الفلسطينية نتيجة استخدام نفوذها المالي البشع في بداية الثورة الفسطينية ونشوب الصراع العربي – الاسرائيلي في فلسطين؟ اليس هذا الصراع هو ابشع انواع استخدام واستغلال المال السياسي ؟ ثم ماذا يمكن ان نسمي رشوة الامم المتحدة ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" بغير الرشوة واستخدام المال السياسي وانما من دول كبرى نافذة ومهيمنة لاسكات الشعب الفلسطيني المهاجر في الشتات والمخيمات، وان كان لحين، وهو ما فشلوا فيه ولله الحمد، حيث ما زال الفلسطيني مصرا على حق العودة، وباي ثمن... ثم ماذا يمكن ان نسمي محاولات الدول العربية لتشكيل منظمات فلسطينية موالية لها، وكاننا امام "مدجنة" فصائل، لا تملك سوى يافطة، وبعضها لا يزيد عدد افرادها عن ركاب "بيجو استيشن"!!، اليس هذا هو المال السياسي العربي والدولي الذي خرب القضية وشتت جهودها، وحرفها عن البوصلة؟ وبايدي فلسطينية؟!! الم نكن نبات ونصحو فاذا نحن امام انشقاق فلسطيني، واحيانا ما يقوم به فرد ارعن، ازعر، متعطش للمال، والنفوذ، والشهرة، دون وازع او ضمير الم تلعب بعض القيادات الفلسطينية تاريخيا - دون ذكر الاسماء - دورها في احداث تلك الانشقاقات، فكانت بذلك الدور تقوم بدور الافساد، افساد المناخ السياسي الفلسطيني وتعريضه للتشرذم، وان لم تكن تلك القيادات فاسدة في سلوكها الشخصي احيانا، الا انها كانت تتلذذ، وتستمتع، بتنفيذ تلك الانشقاقات، وشرذمة الفصائل، وانهاكها في معارك داخلية، كانت تستهويها وتسيطر عليها شهوة استخدام المال السياسي في تحريك الدمى من الفصائل، وضرب الفصائل من الداخل! بمعنى تحطيم الحصون الفلسطينية صغرت ام كبرت، فصائل ام احزاب، ام حتى مستقلين من كتاب واصحاب فكر وراي وهم الاخطر ايضا في هذه الكارثة، لانهم هم من يوجهون الراي العام الفلسطيني وتاثيرهم ربما اعمق واخطر من انشقاق او شراء ذمة صعلوك من صعاليك الفصائل، او شبيح، او مرتزق، او "ازعر" من الزعران الذين ابتليت بهم القضية الفلسطينية، وهنا اقصد وبالتحديد زعران السياسة، الذين شوهوا وخربوا وتاجروا بالقضية الفلسطينية وباعوها بكاس من الويسكي!! ما يقال عن تشبيح وزعرنة الفصائل الفلسطينية التي شوهها المال السياسي على امتداد عمر الثورة الفلسطينية وتاليا منظمة التحرير الفلسطينية لا يمكن فصله عن ممارسات الفصائل التي تنتمي للاسلام السياسي وعلى راسها حماس التي استخدمت المال السياسي بجدارة وبوقاحة لا تختلف عن عمن سبقوها في هذا السلوك الرذيل وربما هو الذي اوصلها لتحقيق نتائج وارقام قياسية وفوزها في الانتخابات التشريعية في مطلع عام 2006 لقد لعب المال السياسي دوره، ولعب الزيت والصابون والطحين ...... دوره في شراء ذمم الكثير ممن ادلوا باصواتهم لصالح حماس ثم اصيبوا بانتكاسة لما جربوا سياستها وممارساتها القمعية في غزة حين قامت "بالانقلاب" او "الحسم" في غزة – لن ادخل طرفا في حرب المصطلحات بينها وبين فتح – وهنا اتوقف عند تصريحات ابو العبد هنية وتعليقه على خطة كيري بانها "خديعة وغش سياسي واغراء بالمال لتصفية قضية فلسطين" لاقول له انك قلت هنا نصف الحقيقة، والبقية عندكم في حماس، وهنا لا ابريء اي فصل فلسطيني من شبهة المال السياسي وما فعله في القضية الفلسطينية من تخريب لقد لعب المال السياسي دوره في تحجيم القضية الفلسطينية، او شل قدرات القادة او السياسيين المحكومين بفواتير المال السياسي، المهددين بقطع المساعدات والمعونات العربية او الايرانية او الدولية عبر الاتحاد الاوروبي والدول المانحة لقد خلخل المال السياسي منطومة العلاقات الفلسطينية، وحطم القيم والاخلاق عند كثير من القادة والمنظرين واصحاب القرار والمفكرين والكتاب والمحللين السياسيين الذين تحولوا لاداة رخيصة بايدي تجار السياسة فتحولوا لناعقين وابواق لسياسيين وقادة فلسطينيين، لقد باتوا مرتزفة على اعتاب هذا السياسي، او ذاك، وبتنا في مزاد سياسي رخيص، وعفن، وانتشر قاموس التخوين والتشكيك والعمالة وكل مفردات العهر السياسي يتحكم به شلة من مراهقي ومافيا السياسة الفلسطينية، وهو ما لا ينسجم بتاتا مع كرامة الانسان الفلسطيني المتطلع للحرية والاستقلال وتحقيق حلم العودة، والا فبماذا يمكن تفسير التنظير او غسيل وتلميع تاريخ قادة فلسطينيين لوثت اياديهم بالدم الفلسطيني على ايدي فئة من الكتاب او المحللين السياسيين مهما حسنت نواياهم، او كانت سليمة تحت حجة البحث عن الخلاص او الخروج من المازق !! ومن هنا اختم بالقول اعتمادا على هذا السرد التاريخي المختصر للدور القذر للمال السياسي في فلسطين لاقول:ألا قاتل الله المال السياسي، انه كارثة القضية الفلسطينية ....