الجمعة 17/10/1445 هـ الموافق 26/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وطن وشجرة/الشاعر ياسر حرب
وطن وشجرة/الشاعر ياسر حرب

وطنٌ وشجرة

الأشياءُ في ركنِ الخاصرةِ

تتبدلُ في زوايا الخبزِ

يسودُ قليلٌ منَ الصمتِ

يفتشُ فى مخاضِ الأرضِ عنْ ورداتِها

يلامسُ سُرّتَها باستحياءٍ

يستذكرُ حبْلَهُ السُّرِّىَّ وَغُربةَ المَشيمَةِ

يّصدِّرُ إليَّ الضجةَ منَ الشوارعِ البائسةِ

يصادرُ مِنّي إرثًا قذفتُهُ الدالياتُ فى رَحْمِ الإبريقِ فأضحى جنينًاُ ثُمّ أحْدَبَ ثمّ قارِعًا للأجراس ثم عاشقَ أسميرالدا أسميرالدا.. تُهَمَةٌ على وطنٍ تمشى على أجسادِنا كالظِّل المُرِّ واليومِ المُرِّ والساعةِ المُرَّةِ وكأنّني أشربُ الغيْمَ منْ رَقَصاتِها فتصعقُني الشارداتُ من البـرقِ سُنْبُلاتٍ لم تحلُمْ بعدْ ويسافرني قلبي لعالم اللحظة من الحواس .. فأبدو كَمَنْ فَقَدَ الوسيلة..

وطنٌ سُطورُهُ فوضَى وطنٌ تحكمُهُ الطوائفُ ليُتَرجِمَني

وطنٌ تكتبُه المنايا طينًا وماءً وطنًا وشجرةً اسمانِ على قارعةِ الطريقِ تائهان..

وطنٌ يأخذُنِي إلى طفولةٍ شاخَتْ على أبوابِ الغياب

وطنٌ اقتصَّ منْ وطَنٍ على مذبحِ الحقيقةِ.. فَاعْوَجَّ النَّهارُ وطنٌ وشجرةٌ على قارعةِ الطريقِ تائهان شجرةٌ تُساقُ للحرقِ دونَ أن تصرُخَ وشجرةٌ تُزَيَّنٌ بعيدِ الميلاد وشجرةٌ تُغْرَسُ فوقَ القُبورِ لِيَتظلَّل بفَيْئِها الأحياءُ الخَجِلُون شجرةٌ نُحِرَتْ باسمِ الرّبِ فصارتْ قاربًا ماجَ على الغَرَقِ فكانتِ المُعْجِزَة وطنٌ وشجرةٌ الحكاية على أصابعِ صيف وطنٌ وشجرةٌ في توقيعِ يومِ تكتبني شجرًا وشجرةٌ تزرعُني ملحًا وماء وشجرةٌ تَحْلُمُ بَأَنْ تَنْبُتَ في وطنٍ وطنًا وطنًا شجرًا شجرًا حلمًا بعيدًا حلمًا قريبًا حلمًا كطفلِ يرسمُ في نومِهِ وطنًا..وشجرة..!