الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ما أنا بإمام ولا بشيخ إسلام....كمال ازنيدر
ما أنا بإمام ولا بشيخ إسلام....كمال ازنيدر

أعلم أن هناك أشخاص يعتبرونني "إمام"، "شيخ" وأشياء أخرى من هذا القبيل. لكنني شخصيا أعتبر نفسي مسلما عاديا وعاديا جدا. لكي نقول عن الإنسان "إمام" أو "شيخ"، يجب أن يكون ممتهنا لوظيفة تدريس الإسلام. وأنا لم أتخذ يوما من هذه المهمة حرفة لي.

من الخطأ إذن أن يرى في الآخر شيخا أو إماما. أنا مجرد مسلم بسيط "لديه من المعرفة الدينية ما لديه" يدافع عن نفسه وهويته ويرد بأسلوبه الخاص على الحملات الإسلامفوبية. لو لم يتم نعتي بالرجعي والإرهابي لما كتبت حرفا واحدا عن الإسلام. كنت سأقوم بإصدار كتب عن الحب أو بتأليف بعض الموسيقى... لكني لم أكن لأؤلف كتبا عن الدين الإسلامي.

بالإضافة إلى كل هذا، أنا ضد احتراف الإمامة. بالنسبة لي، عند وصول الإنسان داخل المجتمع الإسلامي إلى سن معينة، يجب عليه أن يكون ملما بمختلف العلوم الإسلامية. تعلم هذا الدين يجب أن يبتدئ في السنة الأولى أساسي (ابتدائي في بعض الأنظمة) ونهايته يجب أن تكون في البكالوريا.

الحاصل على البكالوريا يجب أن يكون شخصا حافظا للقرآن الكريم عن ظهر قلب ولديه دراية جيدة بالآحاديث وبقية المصادر الدينية. بعد البكالوريا، بإمكانه التخصص في العلوم السياسية، الحقوق، العلوم الاقتصادية، علوم الكمبيوتر، إلى آخره. أما في العلوم الدينية أو الشريعة الإسلامية فلا. الإمامة يجب أن تكف عن كونها حرفة... يجب أن تعود كما كانت عليه في الأصل "مهمة يمارسها البعض تطوعا وليس في مقابل المال".

• "الإسلام : أجمل ديانة في العالم"

هو أول كتاب لي. عندما اقترحته على إديليفر، قلت لنفسي أنه سيلاقي الرفض. لكنهم قبلوه. تفاجأت وسرني الأمر كثيرا. يمكننا أن نقول أنه كان القدر. كان مكتوبا في مكان ما أنني سوف أصبح كاتبا في يوم من الأيام. لكن هل سأنجح في هذا المجال أم لا، صراحة لا أعلم ؟!

إختيار العنوان كان ذكيا. كنت في حاجة إلى عنوان استفزازي، عنوان يستفز الإسلاموفوبيين ويرد على حملاتهم المعادية للإسلام. هم يقولون أن الإسلام هو أسوء دين عرفه تاريخ البشرية. لذلك اخترت عنوانا يقول إن ما يقولونه خاطئ وأن الإسلام هو أجمل ديانة في العالم.

إختيار المقالات التي سوف يتشكل منها هذا الكتاب هو كذلك تم بعناية. إعتمدت بالأساس على كل مقالاتي التي تضرب في مصداقية الحملات الإسلامفوبية. و لهذا نجده مكونا من كتابات مختلفة ومتنوعة تتحدث عن الحب، الحياة الجنسية، الرياضة، الموسيقى، الفنون الجميلة، إلى آخره.

أعتقد أن هذه الأنواع من الكتابات هي من يمكنها أن تغير هذه النظرة السوداء التي ينظر بها الناس اليوم للإسلام. هذه الخطاطات تظهر للعالم أن المسلمين ما هم لا رجعيين ولا متطرفين، وأنهم أناس مثل بقية الناس يستمتعون هم كذلك بالحياة بالشكل الذي يتماشى مع تعاليم دينهم.

"الإسلام السياسي، الإرهاب والسلطوية... صلة حقيقية أم وهمية"

في هذا الكتاب، أشرح لماذا اخترت أن أكون إسلاميا. أشرح لماذا هذا الإسلام السياسي الذي يرعب العالم يستهويني. على الأرجح سيبقى الكتاب المفضل لدي. ليس فيه مكان للحب. لا موسيقى، ولا فنون جميلة، ولا أذكار إسلامية. هو كتاب يتحدث بشكل كلي عن الإسلام السياسي. وأنا واحد من أكبر عاشقي النقاشات السياسية.

بحكم طبيعتي، أنا هادئ جدا، ونادرا ما أتكلم. لكن بمجرد أن يفتح موضوع سياسي، إذا ما قررت أن أخوض فيه، فسوف أتحدث دون توقف. غريب جدا ! الأمر يمنحني الكثير من المتعة. أصبح كذلك شرسا، كثير الشرانية. لكن هذه هي السياسة. على المرء أن يكون شرسا في بعض الأحيان ومتملكا لجانب من الشرانية لكي يتمكن من الخوض فيها.

كتابي المقبل... مشاريعي المستقبلية

ليس لدي أفكار واضحة. لكن على الأرجح سيكون كتابا عن الإجماعات الوهمية. حقل الإسلام السياسي يحتاج إلى كتب من هذا النوع، كتب تتعرض لهذه الأكاذيب وتظهر للناس بأن مواضيع مثل الموسيقى، قتل المرتد، قدسية البخاري ومسلم، إلى آخره، كانت دائما محل خلاف حتى داخل نفس التيار.

أود كذلك أن أجد عملا جديدا يسمح لي بربح المزيد من المال. الكتب والمقالات والبحوث والدراسات لا تمكن من ربح الكثير. المرء، عليه أن يكون مشهورا لكسب لقمة العيش من خلال التكرس فقط لهذا المجال. ولكي يصبح مشهورا، يجب أن يكون مساندا بشبكة تساعده في حملاته الدعائية.

وأنا ليس لدي أي شخص يقوم بإشهاري. أشتغل لوحدي. لا أنتمي لأية جمعية ولا لأي حزب سياسي. لا أعمل لحساب أي صحيفة. إذن ليس لدي أحد ليعينني وليساعدني في حملتي الدعائية. توصلت ببعض المقترحات. لكنني رفضتها جميعها.

بطبيعة الحال أحب أن أكسب لقمة عيشي من خلال كتابة المقالات وتأليف الكتب فقط. لكن بشرط أن أظل أنا هو أنا، أن أظل مخلصا لأفكاري ومعتقداتي. فأنا لست من النوع الذي يباع ويشترى. لست مستعدا للدفاع عن أشياء لست متفقا معها مقابل المال. أفضل البقاء والموت فقيرا على أن أبيع نفسي لكي أغتني.

براءة طارق رمضان

لم يسبق لي أن لاقيته. كما لم يسبق لي أن حدثه. والطامة الكبرى، لم أقرأ له ولا كتاب واحد. قرأت بعض مقالاته، شاهدت إحدى محاضراته "واحدة ولا أكثر"، تتبعت بعض مشاركاته في النقاشات التلفزية. لكن كتبه، لم أقرأها قط.

نية قراءتها، كانت لدي في 2006، 2007، 2008. ولكن في ذلك الوقت، لم تكن تباع بالقرب مني ولم يكن لدي إمكانية الحصول عليها على شبكة الانترنت. لكي أحصل عليها، كان على شخص ما أن يأتيني بها من الخارج ... وفي ذلك الوقت، لم يكن لدي من يسديني هذه الخدمة.

ثم بعد هذا اكتشفت فتح الله غولن. صديقة لي أعطتني رابط موقعه على الانترنت. قراءة أعماله أمتعتني كثيرا. وإذا كان هناك شخص ألهمني كثيرا، فلن يكون سوى هذا الشخص... وللإشارة، هذا أمر جلي الوضوح في جزء كبير من كتاباتي.

طارق رمضان، أنا لا أعرفه عن كثب كما سبق وقلت. بالتالي أنا لست مؤهلا للحكم عليه. لكنني أعرف جيدا لوبياب الإسلاموفوبيا التي تهاجمه منذ سنوات. هذه اللوبيات تتخفى وراء هندا عياري. لو كان لديها حقا أي شيء ملموس ضد هذا الرجل لكنا رأيناه. هي لن تتردد ثانية واحدة في نشره في وسائل الإعلام التابعة لها. وهذا ما يجعلني أؤمن ببراءة طارق رمضان.

بالإضافة إلى كل هذا، من المستغرب جدا أن يكون الهرم طارق شخصا بليد. هو لا يبدو غبيا على الإطلاق. في مناقشاته، يظهر بشكل واضح أنه رجل ذكي، ذكي جدا. لذلك أستبعد أن يقع في ارتكاب مثل هذه الأخطاء التي لا تغتفر. سأكون في قمة الاندهاش إن خفي عليه أن هناك من يتجسس عنا. على الأرجح هو يعلم جيدا أنه بمجرد ما نكتب كتابا ندافع فيه عن الإسلام أو الإسلام السياسي، يتم وضعنا تحت المراقبة. يخترقون حساباتنا على الفيسبوك، تويتر، واتساب، إلى آخره، ويبدؤون في التصنت على محادثاتنا الهاتفية.

يقومون بعملهم. هذا التجسس ضروري لمكافحة الإرهاب. فهو يعطيهم فكرة عن أنشطتنا، علاقاتنا، وما إذا كانت لدينا صلات بمنظمات إرهابية أم لا. لكن عندما يكون لدينا مواقف لا ترضي الجهات التي تتجسس علينا، فقد يستغلون بعض المعلومات التي جمعوها عنا، بعض الأخطاء والهفوات التي ارتكبناها، للتهجم علينا في ما يملكونه من وسائل الإعلام.

وعيا منا بهذا، نصبح حذرين للغاية. نصبح شديدي الحرص مع أدنى خطواتنا. كل ما نقوم به، نحسب له ألف حساب. لا نخطو أية خطوة من دون أن ندرسها جيدا. نفعل ما يمكننا الدفاع عنه... الروابط التي سنجد صعوبة في الدفاع عنها، نتجنبها قدر الإمكان.

علاقتي بالجنس الآخر

علاقتي بالجنس الآخر جد محدودة. لا تربطني سوى القليل من العلاقات بالمرأة. وجميع هذه الروابط هي روابط صداقة. على الفيسبوك، غالبا ما نتحدث أمام الملأ. ناذرا على الخاص. الاستثناء الوحيد، الإنسانة الوحيدة التي أتكلم معها أكثر قليلا من المعتاد على الخاص، هي جوهرة ناذرة تدعى إكرام. تقطن بطنجة. تعجبني كثيرا وهي تعرف هذا. أعتبر نفسي أكبر معجب بها. لكني لا أنتظر أي شيء منها بالمقابل.

لا أحاول أن أكون أكثر من صديق معها. ليس لدي لا الإمكانيات ولا الوقت الكافي للحب والتزاماته. لدي الأطنان من المشاكل التي يجب علي حلها أولا. ناهيك عن دراستي، كتاباتي وبقية أنشطتي... بالتالي أنا لست في وضع جيد للتفكير في زواج ثاني.

اللؤلؤة هذه، أنا جد معجب بها ويتوقف الأمر بالنسبة لي هنا. أتمنى لها كل مسرات العالم. أتمنى أن تأتي في يوم من الأيام لتقول لي : "أنا مغرمة، أنا سأتزوج". سأكون جد سعيد لها. هي إنسانة مؤدبة، حكيمة، جميلة، مثقفة وكل ما تشاؤون. جمعت صفات حسنة من النادر جدا أن تجتمع في المرأة الواحدة... هي تستحق أن تكون سعيدة، جد سعيدة.

سر عشقي للمرأة

إن سألتموني عن أروع نساء الأرض، فسأجيب "أمي". لحد الساعة لم أر إنسانة مثلها. إن كنت ما أنا عليه اليوم، إن كنت لا أزال أتنفس على الرغم من المشاكل الهائلة التي لدي، فالفضل يرجع بشكل كبير لها. أنا محظوظ جدا لكونها أمي... ولكن للأسف الشديد لا أعتقد أنها كانت محظوظة بإنجابها لطفل مثلي.

لست طفلا سيئا. لكن منذ اختفائي ليومين عام 2003، تحولت حياتي رأسا على عقب. كل شيء تغير بين عشية وضحاها. كانت حياتي جنة على الأرض. كنت أتدرب وكانت لي حظوظ في أن أصبح بطلا للعالم، كنت أتابع دراستي مساءًا وأعمل محاسبا في نفس الوقت. كنت أجني الكثير من المال مقارنة بالشباب في عمري. وفي رمشة عين، كل شيء انهار وجنتي تحولت إلى جحيم.

صراعات مهنية، استقالة، طلاق، نفقة طفلين، بطالة، صعوبات عويصة في الحصول على فرصة عمل جديدة. لحسن الحظ أمي كانت ومازالت متواجدة. لحسن الحظ ! أنا إنسان هادئ جدا، وصبور جدا. أتفادى المشاكل بشكل كبير. لكن عندما يصبح الأمر لا يطاق، عندما ينفذ خزان ما لدي من صبر، أتحول إلى وحش. لا أحد يستطيع أن يوقف انفجاري باستثناء أمي. من أجلها فقط أحافظ على هدوئي وبرودة أعصابي أمام هذا الظلم الذي عانيت منه ومازلت أعاني منه حتى اليوم.

ما فعلته وما تفعله دائما من أجلي، لن أنساه أبدا. هي من طينة الأمهات اللواتي يجعلنك تعشق المرأة مدى الحياة. حتى لو أساءت إليك امرأة أخرى، دمرت حياتك، خلقت لك مشاكل عدة، مارست عليك الشعوذة وتسببت لك في تسممات ومصائب صحية أخرى، إلى آخره، يظل عشقك للمرأة هو هو : قوي، شامخ، لا تزعزعه لسعات الأفاعي والحيات.