الجمعة 17/10/1445 هـ الموافق 26/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صاروخ كفر سابا ؟!....محمد النوباني
صاروخ كفر سابا ؟!....محمد النوباني

لاحظ المراقبون السياسيون ان الصاروخ الدقيق الذي اطلق من غزة فحر اليوم واصاب ودمر منزلين في مدينة (كفارسابا) التي تبعد قرابة١٢٠ كم عن غزة اي بعد ما بعد تل ابيب واسفر عن جرح ٧ اسرائيليين من دون ان تتمكن القبة الحديدية من اعتراضه كما في اخر قصف تعرضت له تل ابيب قبل عشرة ايام قد جاء قبل سويعات من لقاء الرئيس الامريكية دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الابيض والتوقيع امامه على وثيقة باطلة باعتبار الجولان السوري المحتل جزءا لا يتجزأ من دولة الاحتلال وتزامنا مع الهجوم التي قامت به مصلحة السجون على اسرى سجن النقب الصحراوي الامر الذي يؤكد بان ذلك التزامن لم يكن صدفة او نتيجة لعوامل طبيعية كما اقنع حكام اسرائيل انفسهم في اخر قصف تعرضت له تل ابيب قبل عشرة ايام لكي يوفر لهم الوسيط المصري المبرر للاكتفاء برد محدود يجنبهم مواجه كبرى لن يكسبوا فيها حتما. . . .. وكما قلنا ،سابقا،عندما وقع الرئيس الامريكي دونالد ترامب قراره بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لاسرائيل، نقول اليوم، تعقيبا على توقيعه على قرار مماثل بالاعتراف بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة ان هذا الموقف الامريكي الجديد المعادي للعرب والذي يشكل امتدادا لسياسة وعد بلفور في القرن الحادي والعشرين، لن يضفي شرعية على ما لا شرعية له من ناحية، ولن يساهم قيد انملة في منع المقاومة الفلسطينية و سوريا وحلفائها في معسكر المقاومة من مواصلة العملية الجارية لاستعادة الحقوق الفلسطينية وتحرير ما تبقى من اراضي سورية محتلة من ناحية اخرى. فوعد بلفور البريطاني المشؤوم نجح في تحقيق هدفة بانشاء اسرائيل في ١٥ ايار عام ١٩٤٨ لان موازين القوى الدولية والاقليمية والمحلية، رغم كل نضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني، كانت تسمح بتحقيقه ، اما وعود ترامب واخرها وعده بخصوص هضبة الجولان السورية فأنها تاتي في ظل ظروف وموازين قوى مغايرة، تحديدا على ارض الصراع وعلى مستوى الاقليم وبدرجة اقل على المستوى الدولي ولذلك فأن حظوظها من النجاح لن تزيد على الصفر في المئة. . فالاساس هنا ان الجيش الاسرائيلي الذي كان ذات يوم يوصف بالجيش الذي لا يقهر، فقد بفعل تنامي القوة العسكرية لمحور المقاومة وهزيمة المشروع الصهيو-امريكي - الرجعي العربي في سوريا ،مقدرته العسكرية على الردع ،وبات عاجزا عن شن الحرب كوسيلة للخروج من الازمات التي تعاني منها اسرائيل بسبب سقوط نظرية الحرب الخاطفة والحرب خارج الحدود التي اعتمد عليها الكيان منذ انشائه. بمعنى اخر فأن اسرائيل عندما لجات الى ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها فكان لها ما ارادت وعندما تلجا اليه كما اليوم للاعتراف بالسيادة على الجولان ، وربما بعد حين لضم الضفة الى اسرائيل فانها لا تفعل ذلك من منطلق قوة بل من منطلق ضعف وعجز لانه لم يعد بمقدور جيشها حماية امنها وباتت بحاجة الى من يحميعا . ويمكن لمن يرغب في التاكد من ان ما تعاني منه اسرائيل ليس ازمة قيادات سياسية او امنية او عسكرية بقدر ما هي ازمة وجودية ناجمة عن فقدان المقدرة على تجسيد اهداف المشروع الصهيوني في الاجلاء والاحلال والتهويد واقامة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ان يرى منظر كل تلك القيادات وهي في البازار الانتخابي تتهم بعضها البعض بالاستسلام امام صواريخ غزة مثلا في حين انها في الكواليس الداخلية بما في ذلك في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر( الكابنيت) تعترف بعدم امكانية حسم الامور عسكريا وتلتزم بعدم التصعيد لكي لا تخرج الامور عن السيطرة

وعود على بدء فان الامر الذي لا شك فيه ان صاروخ كفر سابا نغص على نتياهو فرحته بتوقيع ترامب على قانون الجولان لانه كان يامل بان تمكنه هدية ترامب من اجتياز الاستحقاق الانتخابي بنجاح اما الان فهو كالواوي الذي بلع منجلا أن سكت خسر وان تجاوز رده الحدود التي يمكن ان ترضى بها المقاومة في غزة على غرار المرة السابقة كانت خسارته مضاعفة انتخابية ووجودية؟ فماذا سيختار ؟ساعات قليلة وسينجلي الموقف . واطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يوم غد ستعقد موقف نتنياهو اكثر