خيل له بأنها نادتْ عليه، بينما كان نائما على مخدة عبقة برائحة حبيبته، التي هجرته ذات زمن ولى.. سمع صوتها يتردد في اللامكان، فقام بتتبع مصدر صوتها، ولكنه عجز عن الوصول إلى اللامكان لرؤيتها، فقال في ذاته: يبدو بأن حلما حلمت به للتو، فعاد ونام مرة أخرى على تلك المخدة بعد أن قلق لساعة من الزمن، إلا أنه سمع صوتها مرة أخرى.. كانت تنادي عليه لكي يبقى معها في اللامكان.. فهناك عدم لا شيء، يزعجنا هناك لا حيز، إلا لنا هكذا كانت تقول له. فنهض من حلمه، لكنه تتبع صوتها لكي يجدها، إلا أنه تاه في اللامكان، وجلس على أريكته يدخن سيجارة، وقال: إنه حلم مزعج، رغم أن صوت تلك الحبيبة التي هجرتني أسرّني في هذا الحُلم المزعج ..