الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تداعيات على حافة السرد: ...بقلم : فوزي الديماسي
تداعيات على حافة السرد: ...بقلم : فوزي الديماسي


مع سيدي محمود المسعدي،ومولانا طه حسين،والكاتب حنامينه،والكاتب صنع الله إبراهيم،والكاتب إلياس خوري عرفت جمال الصياغة،وبهاء اللغة،ولذة مراقصة الكلمات على أديم التفكر والتدبر.
هي مدارس مختلفة من حيث الصياغة،والأسلوب،لكنها تمثل مجتمعة نقاء اللغة،وصفاء الحرف،وبهاء الرؤى،إذ بين الحفر الفكري مع المسعدي والانفتاح على المدارس الفلسفية ومتون التراث،وكتابة التداعيات الفكرية والوجدانية مع طه حسين بطريقة انسيابية ،وصياغة الواقع بطريقة تسجيلية تصويرية مع حنا مينه،والتبشير بمدرسة التجريب في الكتابة مع صنع الله إبراهيم واليأس خوري كلها تدفع نحو تحقيق النشوة،نشوة الإقامة في العالم بطرق تدشن عصر الإنسان المجبول على الرحلة في مناكب الجمال وفصوص النصوص ومعرفة مفاصل الوجود وتفاصيله،ولعل "حدث أبو هريرة قال" وكتاب "الأيام"و"ثلاثية البحر"و"تلك الرائحة" و"أبواب المدينة"تمثل مجتمع جسورا،وطرقا سالكة للوقوف على هوية الإنسان،وجوهره في علاقته بذاته وبالآخر بأجناس كتابية متنوعة،ومدارس فكرية متعددة ،إذ بين التجريب والتسجيل والتداعيات وشائج قربى وصلة رحم ،رغم التباين الذي يصل أحيانا إلى حد التناقض والتقاطع بين المتون، ولكن يبقى "سؤال الإنسان" هو الخيط الفاصل الواصل بين وجوه الطرح والتطرق والتصوير المتباينة، ويمثل"سؤال الإنسان" السؤال المركزي في كل الكتابات على اختلافها،واختلاف مشاربها الناهلة من "ماهية الوجود" من منابع متقاربة متباعدة متنافرة متشابهة،ومن زوايا نظر للوجود متعددة تلقي بظلالها على اختلاف في السرديات التي تتناقض في فن التصوير بالكلمات وتلتقي على أديم شعرية الكون المحفوف بضبابية الرؤية فيه ولذة الترحال بين كثبان تعريفاته، وتكون الرحلة في مناكبه إما على فلك التجريب والتنويع والتجريد والبحث،أو على صهوة التصوير واقتفاء آثار الواقع /المرجع،أو على متن التذكر، واستدعاء الماضي والتعويل عليه،أو حسن الإصغاء" للصوت الكوني"فينا بصداه المتردد في أفئدتنا وألبابنا
-يتبع