الجمعة 17/10/1445 هـ الموافق 26/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عهد الساجدين ....المفكر الإسلامي/ محمد عبد المحسن العلي
عهد الساجدين ....المفكر الإسلامي/ محمد عبد المحسن العلي

عهد الساجدين رسالة إلى الإخوة والأخوات، إلى الآباء والأمهات الذين يعلمون الأبناء الصلاة، علموهم ( عهد الساجدين ) حتى يكونوا من الذين ينعم الله عليهم بالهدى ونور اليقين، فكثير من المسلمين يصلون ولكنهم لا يلتزمون بعهد الساجدين، بل هم لم يجدوا من يبين لهم و ينبههم إلى عهد الساجدين .

قال تعالى ( أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (13) أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ (14) كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ (19) ) العلق .

منقول (( وصف القرآن الناصية بأنها كاذبة خاطئة كما قال تعالى: ( نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) ) . والناصية لا تنطق فكيف يسند إليها الكذب ؟، ولا تجترح الخطايا فكيف تسند إليها الخطيئة ؟ . إن الإنسان إذا أراد أن يكذب فإن القرار يتخذ في الفص الجبهي للمخ الذي هو جبهة الإنسان وناصيته، وإذا أراد الخطيئة فإن القرار كذلك يتخذ في الناصية، فالناصية هي المسئولة عن المقايسات العليا وتوجيه سلوك الإنسان، وما الجوارح إلا جنود تنفذ هذه القرارات التي تتخذ في الناصية .)) …..انتهى النقل….. قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ) لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ (77)) الحج. حتى يجد الأبناء سهولة في الخشوع وعدم انشغال القلب والتفكير عند الصلاة بأمور دنيوية، وحتى يجدوا ثمرة من وراء صلاتهم، وحتى يكونوا مهيئين للتأيد بروح من الله عز وجل، وهو التأييد الذي يحفظ سلامة العقل وينير البصيرة ويرفع من مستوى الوعي ويحيي الشعور ويوسع الأفق والمدارك، علينا أن نقرن عملية السجود ووضع الجبهة والناصية على الأرض في أذهانهم ( بالتعهد الضمني وبتجديد العهد اليومي ) على عدم إستعمال آلة التفكير في الدماغ في ما يغضب الله عز وجل، كالكذب والدجل والغش والخداع، وكالتفكير بالشر وبما يضر بالآخرين، وفي ابتكار الحيل الفكرية للتحايل على الناس وعلى منهج الله عز وجل للتفلت من الالتزامات التي يجب أن يلتزم بها المؤمن تجاه الله عز وجل واتجاه الناس . فعلينا توجيه آلة التفكير للتفكير بفعل الخير لكسب رضا الله عز وجل، ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ) ففعل الخير يسبقه التفكير بالفعل، فما دمت تفكر بفعل الخير وتقوم بفعل الخير وأعمالك بإتجاه طاعة الله عز وجل فأنت في حالة ( تسبيح عملي ) ولذلك تكون من الساجدين المسبحين .

قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) ) التوبة . قال رسول الله ﷺ: ( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ) . قال تعالى ( … وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) ) الإسراء

المفكر الإسلامي/ محمد عبد المحسن العلي- الكويت