السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صاحب السيادة رئيس اساققة ثابور سابقا والجالس حاليا على الكرسي البطريركي الاورشليمي السيد ثيوفيلوس الجزيل الاحترام

رسالة صريحة قلبية واضحة
اسمحوا لي يا صاحب السيادة بعد لثم أياديكم أن أكتب لكم هذه الرسالة الصريحة بدون مراءاة معبرا  فيها عن مبادئي وأفكاري فيما يتعلق بالمشاكل التي بيننا بعد أن رفضتم مرارا سماعها مني شفهيا بالكامل.
يعلم سيادتكم أن سيامتي الكهنوتية التي تمت عام 1985 من قبل المثلث الرحمات السعيد الذكر البطريرك ذيوذوروس الأول هدفها خدمة الرب وكنيسته المقدسة في بلادنا المقدسة. وقد أوصاني وقتها غبطته بالاهتمام بإرشاد وتعليم الناطقين باللغة العربيه أولا ثم لاحقا الناطقين باللغة الروسية وغيرها من اللغات- بأسس وتعاليم ومبادئ الايمان الاورثوذكسي القويم نتيجة للجهل والفراغ الروحي الذي كان سائدا. وقد أشاد أيضا بمبادئ واستقامة الدير والسمينار الروحي اللاهوتي الروسي في أمريكا الذي فيه تعلمت. وعلى هذه المبادئ والتوصيات سرت وما زلت اسير حتى يومنا هذا.
ما حدث عام 2005 من انقلاب في بطريركيتنا أدى الى خلع البطريرك الحالي ايريناوس الاول عن كرسيه ثم عزله والاغلاق عليه وحجز حريته ( رغم عدم توافر سبب قانوني كنسي يستوجب ذلك) – لهو سابقة لا مثيل لها في تاريخ بطريركيتنا وكنيستنا. وعلى الرغم من ذلك فقد اغلقنا اعيننا وسددنا افواهنا ولم نقم بـأي رد فعل، فتعاونا معكم مثلما كان ذلك في كفركنا عندما كنتم رئيسا روحيا عليها بعد جلوسكم على العرش في كل ما يتعلق بالمنفعة الروحية التنويرية لأبناء رعيتنا الرومية الارثوذكسية الناطقة بالعربية من خلال النشاطات التبشيرية المتنوعة وعلى رأسها ايصال وتوزيع نشرات ومجلات نور المسيح والرزنامات السنوية.
وللأسف الشديد فإنكم منذ أكثر من خمسة سنوات وانتم تلاحقوني وتحاولون تدبير المؤامرات لعرقلة كل النشاطات الروحية والتبشيرية والخيرية. بدأتم ذلك بشفاعمرو بزرع الشقاق مع الكاهن المساعد الاخر وامره بعدها بتغيير الاقفال واخراجي من الكنيسة. وفي المجيدل التي قمنا فيها بترميم كنيسة القديس نيقولاوس وبناء سور يحيط بها لحمايتها وإعادة الصلوات والخدمات الروحية اليها والقيام بفعاليات اخرى بعدها – قمتم بتدبير مؤامرة جديدة فيها ومنعي من الصلاة والخدمة فيها وايضا منعتم قرع الجرس وأمرتم بهدم كل ما تم عمله لتحقيق الفعاليات الخيرية المختلفة. لماذا فعلتم ذلك ؟ هل تستعيبون بانتماءنا وتقاليدنا المسيحية الارثوذكسية او تخافون قلة من المتطرفين اليهود الذين يعادون الوجود المسيحي الارثوذكسي في اي بلدة يهودية كمجدال هعمك. أذكركم بكلام الرب : " كل من يعترف بي قدام الناس أعترف انا به قدام ابي الذي في السموات، ومن ينكرني قدام الناس أنكره انا قدام ابي الذي في السماوات " ( متى 10:32) . أتعلم يا صاحب السيادة كم كنت سبب عثرة الكثيرين وبالذات للأطفال الذين كانوا ينتظرون العطل المدرسية ليأتوا الى كنيسة مار نقولا بالمجيدل للصلاة والفعاليات الخيرية المختلفة. ألم تصلكم صرخة اولئك الاطفال الابرياء الذين كانوا يتحسرون ويبكون ويضطرون للبقاء في البيوت او التسكع بالشوارع وممارسة الاعمال غير المفيدة. تذكروا كلام الرب أيضا : " من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة اليحر " ( متى 18:06) .
تابعتم اوامر منع تأدية الخدمات الكنيسية لاخوتنا المؤمنين من الناطقين بالروسية في كل من الرامة والبعنة وترشيحا.
أما في يافة الناصرة فحاولتم أيضا زرع الفتن ومنع ممارسة الخدمات الروحية للجالية الروسية ودمجهم مع الرعية المحلية الناطقة بالعربية ومنع القيام بأعمال البر والرحمة، لكنكم هذه المرة لم تنجحوا، حيث أن الرعية التي كانت شاهدة على ما حصل من مؤامرات في كنيسة المجيدل المجاورة صحيت لهذه المؤامرة الجديدة ووقفت صامدة ولن تسمح بتكرار ما حصل في شفاعمرو والمجيدل والرامة والبعنة وترشيحا وغيرها.
قمتم بقطع معاشي منذ اوائل السنة الحالية 2012، وأرسلتم عن طريق المطران كرياكس تطلبون حضوري ولكنني لم اكن لأحضر من تلقاء نفسي لأني سئمت الجلوس معكم لرفضكم الصراحة والمواجهة مع الاطراف الاخرى من الوشاة والمشتكين. لذلك طلبت من المطران كرياكس بنفسه ان يعين موعدا لحضوري إلا أن ذلك لم يتم، فأصدرتم بعدها امرا انتقاميا مزاجيا غير قانوني بحرماني من سر الكهنوت  وعممتم ذلك في كل الكنائس التابعة للبطريركية وللإرسالية الروسية ايضا ومن خلال وسائل اعلام ومواقع مختلفة تهددون وتخيفون الكهنة والشعب وتمنعوهم من مشاركتي بأي خدمة كنسية. أذكركم بكلام بولس الرسول : " لا موت ولا حياة، ولا ملائكة، ولا رئاسات، ولا قوات ولا اشياء حاضرة ولا مستقبلة تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" ( رومية 8:35).
وما يخص الطاعة – أي طاعة تطلبونها سيادتكم؟ الطاعة التي فيها اذى وضرر للقريب ومخالفا الوصية الاساسية تحب قريبك كنفسك؟ أذكركم بأنني كنت طائعا دوما حتى الموت في كل ما فيه خدمة ومنفعة وتثبيت الارثوذكسيين في حفاظهم على ايمانهم. وقد غامرت بحياتي قبل حوالي 12 سنة لأصل قرية الزبابدة لإجراء اكليلين فيها وقداسا الهيا يوم احد في فترة منع التجول واغلاق الطرق نتيجة لحالة الحرب مع العراق ايام الرئيس صدام حسين وقد غامرت وتعرضت للخطر في وقت السفر الى هناك ولكنني كنت مبتهجا بأنني منعت عائلتين بأكملهما من الانتقال الى طائفة اخرى نتيجة عدم وجود كاهن ارثوذكسي في ذلك الوقت.
وما يخص جمعية صوفيا لرفاهة المسيحيين الارثوذكسيين فقد انشأناها لعمل الخير للانسان الارثوذكسي بغض النظر عن انتماءه القومي وترميم الكنائس المهجرة التي على رأسها كنيسة مار نقولا بالمجيدل وكل ما فيه منفعة المسيحيين الارثوذكسيبن وتقويتهم وتثبيتهم في الاراضي المقدسة. لماذا تحاربون هذه الجمعية وقد بعثنا لكم ملفا بدستور وافكار الجمعية ورسالة لطلب البركة، ولكنكم رفضتم التعاون.
لا تفكروا يا صاحب السيادة انكم من خلال سياسة التجويع والتحطيم والتهديد تستطيعون أن تثنوني عن ايماني واعمالي التي احاول فيها المحافظة على دقة عقائد وتقاليد وطقوس كنيستنا المقدسة وعلى اخلاصي لدعوتي الكهنوتية التي جعلتم منها وظيفة لمعاش وربطموها بالأختام والاوراق واهتممتم بالشكليات في حين اهملتم المضمون والجوهر. واعلموا اني لا املك المال الكافي لرشوة احد ولا صلة لي مع اصحاب السلطة والحكم. لكن ما املكه هو ايماني الثابت وقناعتي التي لا تتزعزع بالطريق الضيق المؤدي الى الخلاص الذي يتطلب احتمال المشقات والاهانات من اجل الحفاظ على الايمان المسيحي القويم نقيا ثابتا لا عيب فيه، أما الطريق الرحب والسهل الذي تنصحون به وهو المؤدي الى الهلاك فأنا رافض له . تذكروا قول الرب : " ولا تخافوا ممن يقتل الجسد ولا يستطيع ان يقتل النفس بل خافوا ممن يقدر أن يهلك النفس والجسد في جهنم" ( متى 10:28).
بعد قراركم بحرماني وبناء على تدخل البعض من مطران وكهنة وعلمانيين لحل هذه المشكلة فتنازلت الكثير عاملا ضد                 ضميري فكتبت رسائل مختلفة فيها الاعتذار وتوقفت عن الخدمة الكنسية لفترة محددة ولكن عبثا وبدون اي جدوى.
ألا تذكرون كم كنت في الماضي اتردد عليكم وأحاول فتح مواضيع روحية مهمة لم تكونوا لتعيروها اي اهتمام بل كنتم تغيرون الموضوع وتتحدثون بأمور عالمية وإدارية ثم تحاولون اسكاتي وانهاء حديثي بتقديم بعض من المال .
انكم تهددون يا صاحب السيادة وتتوعدون كل من يصلي معي بالحرمان والبعض الاخر تقدمون لهم الرشاوة والاغراءات لتمنعوهم من الاتصال بي. وأما انا فأقول لسيادتكم معتمدا على القول الالهي: "لي النقمة أنا أجازي يقول الرب. فليس ما اهدد به سوى أن أذكركم بيوم الدينونة الرهيب كيف سيقف كل منا امام الديّان العادل مقدما أعماله وما صنعه في حياته.
بناء عليه أعلن مع ابناء رعيتي المباركين والمخلصين للكنيسة المقدسة وتعاليمها عن تحررنا من سلطانكم الجائر وانفصالنا عن رئاستكم الظالمه غير القانونية . وأملك لنفسي الحق الكامل في الالتجاء الى اي مجمع مقدس أرثوذكسي تقليدي قويم يسير على العقائد والعبادة الحسنة ويتعامل معنا بالحق والعدل والاستقامة حيث نتمكن من الاستمرار في مسيرتنا الكهنوتية الى الأمام بمخافة الله وبإستقامة.
اعذروني يا صاحب السيادة انني اخاطبكم هكذا وليس كما تتمنون أي صاحب الغبطة، لأن صاحب الغبطة موجود وهو حي يرزق. إلا اذا كنتم قد وضعتم قانونا جديدا يسمح بوجود بطريركين معا في نفس البطريركية. واعذروني ايضا انني أعمم هذه الرساله على  وسائل الاعلام والمواقع التي عممتم فيها قرار حرماني لتوضيح الحقيقة الكاملة امام كل مؤمن يهمه هذا الامر. " ليس مكتوم إلا سيعلن ولا خفي إلا سيعرف الذي اقوله لكم في الظلمة قولوه في النور والذي تسمعونه في الأذن أكرزوا به على السطوح" ( متى 10:27).
وفي الختام ادعو نفسي وادعو سيادتكم لمراجعة ضمائرنا والعمل في حياتنا الحاضرة على إرضاء الله لا على ارضاء شهواتنا وكبريائنا لكي نستحق الحياة الابدية عله يستجيب لنا امين.




بإخلاص ومحبة لا رياء فيها :
الحقير في الكهنة الأب رومانوس رضوان
راعي كنيسة الروم الارثوذكس - يافة الناصرة
يافة الناصرة في 21 تشرين ثاني شرقي / 4 كانون أول غربي 2012

2013-01-29