رغم المضمون "الخفيف" أو الفارغ لأفلام عيد الفطر، بشهادة النُقاد، إلا أنها نجحت في أن تجتذب قاعدة عريضة من الجمهور؛ لتحقق بذلك إيرادات خيالية، أرجعها البعض إلى أنها جاءت بدعم من سقوط حكم الإخوان قبيل الموسم، واتجاه صُناع الأفلام للسخرية من الجماعة في أعمالهم، ما دفع الجمهور لمشاهدة تلك الأعمال، التي حققت ما يزيد عن 10 ملايين جنيه إيرادات.. وقد بلغت ميزانيات أفلام العيد نحو 30 مليون جنيهً، وتم عرضها عبر 245 شاشة عرض.

وأكد الناقد الفني نادر عدلي في تصريحات خاصة لـ"البيان" على أنه جرى العرف أن يكون مضمون أفلام عيد الفطر "ضعيف" مقارنة بمضمون أفلام عيد الأضحى، وخاصة أن الفترة الإنتاجية بعيد الأضحى أكبر بكثير من الفترة الإنتاجية في عيد الفطر، كما أن حجم الإنتاج يكون أكبر في موسم عيد الأضحى، وهو الموسم الأطول، بالتالي يكون المضمون أعمق من مضمون موسم عيد الفطر السينمائي.

تابع: "من الطبيعي أن تحقق الأعمال ذات المضمون الأعمق والإنتاج الأكبر إيرادات أكبر من الأفلام ذات المضمون الخفيف والإنتاج الأقل، لكن ما جرى أن أفلام عيد الفطر ذات المضمون الخفيف تحقق إيرادات قوية جدًا على غير الطبيعي".

ووفق ما يؤكده النقاد، فإن الذوق العام هو الذي يكتب النجاح للأعمال الفنية، فلو كان ذلك الذوق متدنيًا حققت الأعمال غير ذا المضمون أرباحًا عالية، والعكس صحيح، في الوقت الذي يُحاول فيه المنتجون اللعب على وتر تفضيلات الجمهور من أجل ضمان تحقيق أرباح تغطي تكاليف إنتاج الفيلم.

وقد خاض موسم عيد الفطر السينمائي 5 أفلام، في مقدمتها فيلم (قلب الأسد) للفنان الشاب محمد رمضان، والذي يناقش "عالم الجريمة"، عبر قصة طفل عاش حياته في السيرك وسط الحيوانات المفترسة، كان لهذه التنشئة تأثيرً كبيرً على حياته بعد ذلك.. وقد حقق الفيلم إيرادات مبهرة في أول أيام عرضه فاقت 3 ملايين جنيه.

وفي سياق كوميدي جاء فيلم الفنان هاني رمزي "توم وجيمي"، الذي يناقش قصة رجل معاق ذهنيًا، يتعامل مع الجميع رغم سنه وجسمه بعقلية طفل يبلغ من العمر 7 سنوات.. كما خاض فيلم الفنان الشاب سامح حسين "كلبي دليلي" الموسم الحالي كذلك، وتدور قصته حول ضابط شرطة بإحدى قرى صعيد مصر، لظروف ما يتم نقله إلى إحدى المناطق الساحلية الشهيرة بمصر "مارينا" ويحاول أن يثبت ذاته في تلك المنطقة، ويتعرض لجملة من المفارقات.

نظرية عمتي
برز فيلم "نظرية عمتي" ضمن الأفلام التي خاضت سباق عيد الفطر السينمائي، وهو الفيلم الذي قام ببطولته حورية فرغلي وحسن الرداد، وتدور قصته حول مذيع برامج توك يعتمد على عمته في تسيير شؤون حياته عقب تعرضه لجملة من المفارقات التي اضطر بسببها للسفر إلى الخارج ، أما فيلم "البرنسيسة" الذي تجسد دور البطولة فيه الفنانة علا غانم فقد شهد رواجًا كذلك خلال أيام العيد، وتدور قصته حول بائعة مناديل تتحول إلى مالكة لملهى ليلي وتنتهي قصتها نهاية مأساوية.