هناك رجال يظهرون في هذا العالم بين الحين والآخر يتحكمون بسير التأريخ يتركون بصماتهم حتى على مخالفيهم وعلى أعدائهم بأعتبار أنهم ينحتون أفكارهم في ذاكرة الزمان مما يضطر المخالفين الى تبنيها حتى وإن لم يؤمنوا بها كونها أصبحت المسيطرة على الساحة وتستهوي الجماهير ، وهذا لا يختص بأمة دون أمة أو بجيل دون آخر ، وكلنا تستهوينا شخصيات ظهرت عبر حركة الإنسانية وإن كانت من أزمنة غابرة أو من أمم أخرى ، وإن هذه الشخصيات العظيمة هي التي تسير البشرية فكريا من حيث تدري البشرية أو لا تدري ، وهنا أود التطرق لشخصية عبقرية لرجل حل بساحتنا في عراقنا الجريح بدأت أفكاره وتأثيراته تظهر واضحة على الكثير في العراق وخارجه كون الأفكار والمواقف التي يطرحها تتسم بأنها إنسانية تستهوي كل البشر بعيدا عن الإختلافات بينهم وكذلك لثباته على المباديء والمواقف وإبتعاده عن المتاجرة أو الكسب الرخيص ، هذه الشخصية هي شخصية المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الذي بدأ تأثيره يتعدى الذين يتفقون معه في الأفكار الى من يختلف معه ، بل إستطاع إن يؤثر حتى في إعدائه فبدأ يسيرهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون ، وهذا الأمر لم يشكل مفاجأة بل كان واضحا عند المرجع الصرخي لأنه يعرف أن المصلح الصادق الثابت ينتهي به الأمر الى السيطرة على أفكار المجتمع حتى وإن وقف ذلك المجتمع موقف المعادي من المصلح فإنه سيعتنق أفكاره ويتبناها ، وهذا ما أوضحه المرجع الصرخي في البيان رقم 77 في إجابة له عن دور المصلح وتطبيق أفكاره في المجتمع إذ قال ( ويبقى الكلام عن نظرية المصلح وقواعد الإصلاح ونسبة تطبيقها على أرض الواقع من خلال نفس المصلح أو عن طريق غيره حتى من خصومه وأعدائه ) . ومن ملاحظة التصريح الذي نسب للسيستاني مع إحدى الوكالات الأخبارية نجد أن الأفكار الرئيسية التي نسبت له هي أفكار المرجع العراقي السيد الصرخي وقد تم تبنيها من السيستاني وحاشيته وهذا يدلل على تمكن وسيطرة المرجع الصرخي على السيستاني رغم إنه من المخالفين له ، فلم يكن هناك مهربا للسيستاني من تبني أفكار المرجع الصرخي لأنها أصبحت تسيطر على المجتمع وتحركه ، وكما أن الأمة لن تجد مهربا من العودة للمصلح وأفكاره فإن المصلح أجبر الرموز أيضا بالرجوع إليه وإستطاع بصبره وثباته وذكائه أن يجعلهم في زاوية حرجة مما إضطرهم لتبني الأفكار التي يطرحها .

وإليكم رابط كلام السيستاني

http://www.iraqicp.com/.../news/32356-2015-08-21-07-03-03