الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أمل يُلوح في الأفق ؟!... علم الدين ديب

بعد غياب العملية الديمقراطية لأكثر من 14 عام ، وفشل حوارات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وتكريس لمبدأ التفرد في صنع القرار، ونسج حالة تردي وانحطاط على المستوى السياسي والاقتصادي، وتهميش لدور المواطن الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والمشاركة السياسية، وغياب لمبدأ الشراكة، وتقويض للمشروع السياسي الفلسطيني، وإغراق المواطنين في المشاكل اليومية.

وفي ظل المحاولات العديدة التي كانت تهدف إلى إصلاح النظام السياسي الفلسطيني عن طريق جولات المصالحة وتدخل العديد من الدول محاولة منهم لتقريب وجهات النظر والتي كانت دائما تبوء بالفشل واظهار عدم صدق النوايا إلى أن وصل الشعب لحالة فقد الثقة في قيادة الفصائل وانعدام المصداقية نتيجة المحاولات الفاشلة، ولكن يبدو أن الأمر مختلف في تلك المحاولة لا أقول ذلك لأني أثق في القيادة الحالية ولكن لأنني أثق بأن هناك ضغوطات كبيرة تلك المرة ستجبر طرفي الانقسام الذهاب للانتخابات أمل منهم في تجديد الشرعية بعد غياب لسنوات عديدة للعملية الديمقراطية.

وحينما نتحدث عن تدخلات مصرية وأردنية وقطرية وروسية تهدف لإجراء الانتخابات فيجب أن نعلم بأن الضوء الأخضر قد أُعطي لإتمام ذلك الأمر والڤيتو لم يعترض ذلك القرار وخصوصا بعد التغيرات الإقليمية والمصالحة الخليجية وغياب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن المشهد، وسكتمل المشهد بغياب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن المشهد لكي لا تعترض مصالحه مشروع إنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات الفلسطينية.

ولو نظرنا لحالة الشعب الفلسطيني فقد ينقسم إلى قسمين الأول يأمل أن تتم إجراءات العملية الانتخابية ولديه تفاؤل كبير تلك المرة بعد صدور المرسوم وتحديد موعد إجراءها وأنها باتت قاب قوسين أو أدنى إن صدقت النوايا، فيما نلاحظ إستياء كبير لدى الجزء الآخر وخصوصا بعد محاولات عديدة باءت بالفشل واليأس بات الرفيق الأقرب لهم.

وفي ظل غياب العملية الديمقراطية لسنوات وما عشناه طيلة السنوات الماضية يحتم علينا التأمل والتفكير جيدا قبل الذهاب لصندوق الانتخاب واختيار المرشحين؛ لذلك لا تُضع الفرصة ولا تنتخب إلا من تجد فيه مستقبل أفضل، حقا صوتك أمانة ولا تنتخب إلا ما يمليه عليك ضميرك، فإن سنوات العجز واليأس أعتقد بأنها كفيلة لتجعلك أكثر حرصاً ووعياً، الأمر يحتاج منك أمانة وتفكير بمنطقية بعيدا عن الضغوطات والاغراءات فأنت أمام مستقبل جديد وفجر جديد.

نتمنى أن تكتمل الجهود المبذولة بنجاح وأن نرى الأصبع مغموس بالحبر والشعب يصطف خلف صندوق النزاهة والشفافية.

2021-01-21