الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قصـــــــة قصـــــــــيرة " نِصــف المـُـتهــَم المطــَـــلوب ... ؟؟!! عـــــبد الهــــــادي شـــــــلا

قصـــــــة قصـــــــــيرة

" نِصــف المـُـتهــَم المطــَـــلوب ... ؟؟!!

عـــــبد الهــــــادي شـــــــلا

 

يد المحقق وجهــَه للمــَرة الألــف .. صـَـفـَعـَت ، وما تبقــَى من ملامحــِه.. مـَحــَـتْ ، مع وقع أقـدام منها صحن الغرفة الصغيرة ذات الطــَاق الضيقة في بابها الحــديدي... إرتـَــجَ  قبل أن يفتح عينيه التي تـَورمــَت .

سيدي:هــَذا هو المتهم الذي تنطبق أوصافه على الشخص المطلوب ، فمنذ ثلاثة أيام نحاول استخراج إعترافـــًا منه يـُبـَيـِّض وجهـَكـــم عند سيدنا السلطان .. المـُحـَقـِق .

حـَوْلـَهُ عــِدة مرات .. دارَ ، يستطلع حجم الدمار الذي بهذه الضحية التي لا ذنب لها سوى تواجـُـدها في مكان عام وقــت مرور موكب السلطان .. نـَــزَلَ  .

فما وجد مكانـــًا في جسمه الضعيف يتحمل المزيد من التعذيب وقد أصــبح كالغـُـربال منه الدم ســَال وبخيوط تشعـَبت في أرجــاء الغرفة الصغيرة ذات الطــَاق الضـَيقة في بابها الحديدي وهو مـُقـَيد في الكرسي الخشبي الذي مـَـرَّت عليه أجساد لا حـَصــر لها لاستخراج إعترافات بِتـُهــَمٍ ما عــَلموا شيئا عنها ...غـَـطــَى !

في هذه الغرفة الصغيرة كل ما لا يخطــُر على البال جاهز ليلتصـِق بشخصٍ ما لمجـــَرد أن  يقع فيه ظــَنُ الجــَلادين أنه يـُفـَكـــِر بشكل مختلف يمكن أن يـُشــَكـِّل تهــديــدا ً لمُجــَرد أنه فـَكـــَّر ، ذلك ان مُجــَرَّد التفكــِير الذي لا يعرفون طبيعته هو نوع من الخروج على الطـَاعة ويجب موت هذه الأفكارقبل أن تخــرج إلى العــَـلـَن .. !!

بـِلــَونٍ واحـِـدٍ لا ملامــِح لهــَا جـِيئـَة ًو ذهـــَابــًا أشــباح كــَثيرة .. تتـَحــَـرَّك دون قـُدرته على رؤية تفاصيلها أو سماعها بوضوح فكل أجهزة جسده مُعطــلة من تأثير صاعـِق كهربائي أصـَاب أعصابه اليقظة وأيــْدٍ ثقيلة بـِســِياط مُمـَلـَّحة طـوال الأيام الثلاثة الماضية هــَـوَت على كل جزء من جسمه الضعيف ، لكنه قادر على اســتذكار القـِيـَم الوطنية والمبادئ التي حفظها فتمالك نفسه وسط هذا الموقف الغامض الذي لا ذنب له فيه سوى تواجده في مكان مرور صاحب العظمة السلطان في الوقت الذي فيه عن صاحب صــُورَةٍ تـَطـَابقـَت معها مَلامِحــَهُ..العـَسـَس بـَحــَـثوا !!

في هذه الغرفة الصغيرة ذات الطــَاق الضيقة في بابها الحديدي صوتــًا ولا همســًا فـِيها .. ســَمـِـع ، ولا ضــُوء يأتيه من الطــَاق الضيقة ،إلا لـَســْعة بــَردٍ إلى مــَا تبقــَى من جـَســَـدِه . . ســَــرَت !!

-إنهـَض .. صـَوتٌ بالوقــُوف .. أمــَـــرَهُ !!؟؟

ما تبقى من جسمه الضعيف كخرقة بالية في الكرسي الخشبي عـَلـَقــَت، على الأرض هــَـوَى بينما حــِذاء المُحـَقـِق أقـــرب إلى فـَـمه.. كــَان !!

-أين طــوال الســـنوات الماضية .. إخــتـَفـَيـْت ؟

- المدينة يومــًا في حــَياتي سيدي .. مـَـا غــَادَرت ، مـِن قــَاع بـِئـــرِ العـَـذاب .. صــَوتـه خــَـرج !؟

- بقــدمه التي مازالت تضغط على رأسه وهو مـُمـَـدٌ على الأرض..عليه نفس الســُـؤال..أعـــَـاد !؟

و عليه صــُورة تتطـــَابق ملامحــُها مع ملامـِحــِـه تمامـــًا...عــَـرَض !!

- يفتــَح عينيه التي تورمــَت وجـــَف الدم على جفونها ليستطلع الصــُورة ،وقــَدم المُحـَـقـِق مازالت تتوســـَـد رأســِه التي لامســَـت الأرض بينما جسده مقــَيدٌ بالكرسي الخشبي .. حـــَـاول !!

سيدي هذه ليســَت صـُـورتي، بصــَوتٍ مخنوق .. أجــَـــاب.!!

-ألا تعــرف صــُـورة من تكون .. فـِـيه صـــَــرخ ؟؟

-إنهــَـــا.. إنهـ هــ هــ هـــــــــــــــــا ..

 صــُـورة الشــــَهيد ..

 صــُورة..

صـــُورة ..

أخــِي التــَـوأم !!

2021-01-23