تدخل بطولة كأس العالم "قطر 2022" منعطفا جديدا اعتبارا من اليوم الجمعة بانطلاق الدور ربع النهائي، حيث تقام مباراتان، تجمع الأولى البرازيل مع كرواتيا، وفي الأخرى تصطدم الأرجنتين مع هولندا.
مباراة البرازيل وكرواتيا
في المواجهة الأولى -التي يستضيفها ملعب المدينة التعليمية- يتطلع منتخب البرازيل صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بكأس العالم (5 بطولات) لمواصلة عروضه القوية وتجاوز نظيره الكرواتي وصيف بطل النسخة الأخيرة "روسيا 2018".
قدّم "راقصو السامبا" عرضا مميزا في ثمن النهائي تكلل بالفوز على كوريا الجنوبية 4-1 غلب عليه كما هي العادة الرقص، سواء داخل أرض الملعب أو في المدرجات، لتتواصل تلك العادة البرازيلية في مونديال قطر.
وبعد دور مجموعات من دون تألق واضح أظهرت البرازيل وجهها الحقيقي ضد كوريا الجنوبية، في مباراة حسمت نتيجتها في الشوط الأول واكتفت بإدارتها في الشوط الثاني، وشهدت المباراة عودة نيمار بعد غيابه عن المباراتين الأخيرتين في دور المجموعات ضد سويسرا والكاميرون.
وسجل نيمار هدفا من ركلة جزاء، ليرفع رصيده إلى 76 هدفا دوليا، وبات على بعد هدف واحد من معادلة رقم الأسطورة بيليه كأفضل مسجل مع منتخب بلاده.
وقال نيمار بعد المباراة "نحن نحلم بإحراز الكأس، وهذا أمر واضح، لكن يتعين علينا أن نخطو كل خطوة على حدة".
واعترف نجم باريس سان جيرمان بأنه تخوف من عدم خوضه أي مباراة في البطولة بعد إصابته بالتواء في كاحله في المباراة الافتتاحية ضد صربيا، وقال في هذا الصدد "عندما تعرضت للإصابة أمضيت ليلة صعبة للغاية، كنت أفكر بمليون شيء".
ويملك المنتخب البرازيلي أكثر من ورقة رابحة، ولا سيما في خط المقدمة الذي يضم ريتشارليسون الذي سجل 3 أهداف حتى الآن، بالإضافة إلى فينيسيوس جونيور ونيمار، كما أنه يتمتع بالخبرة في مختلف خطوطه بدءا من الحارس أليسون بيكر، مرورا بثنائي قلب الدفاع المكون من ماركينيوس وتياغو سيلفا، وصولا إلى خط الوسط بوجود كاسيميرو.
في المقابل، قامت كرواتيا بتجديد تشكيلتها منذ حلولها وصيفة في نسخة مونديال 2018، ولم يتبق سوى عدد قليل من المحاربين القدامى، بينهم القائد الملهم لوكا مودريتش والجناح إيفان بيريسيتش.
واعتبر مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش أن هذا الجيل لا ينبغي مقارنته بالفريق الذي هزمته فرنسا 4-2 في النهائي الماضي في روسيا عندما كان يضم بنسبة كبيرة لاعبين يدافعون عن أندية النخبة في أوروبا.
وقال داليتش "لقد حققنا بالفعل نتيجة تاريخية بعد حصولنا على الميدالية الفضية في 2018 والبرونزية في 1998، وهذه هي ثالث أفضل نتيجة لكرواتيا في كأس العالم".
وأضاف "لن أقوم بإجراء مقارنات مع فريق 2018، لأنك عندما تنظر إلى لاعبينا في تلك الفترة تجد أنهم كانوا يلعبون في أندية مثل برشلونة وإنتر ويوفنتوس وليفربول وريال مدريد بالطبع، أما اليوم فلدينا 6 لاعبين من الدرجة الأولى الكرواتية، إنه فريق مختلف، لكني أرفع قبعتي لهذا الجيل لأنهم يلعبون بشكل رائع".
صدام أرجنتيني هولندي
المواجهة الثانية على ملعب لوسيل بين هولندا والأرجنتين تجمع منتخبا يحلم بدخول نادي الأبطال الذي يستحق الولوج إليه نظرا لتاريخه، وآخر يمني النفس بمنح نجمه المطلق ليونيل ميسي لقبا يتوج به مكانته الأسطورية.
بعد بداية متعثرة بسقوط صادم أمام السعودية 1-2 أظهرت أرجنتين ميسي أنها قادرة في النهائيات القطرية على الذهاب بعيدا والفوز باللقب الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها.
لكن مواجهة منتخبات من عيار بولندا والمكسيك وأستراليا مختلفة تماما عن الاصطدام بمنتخب يملك تاريخا كبيرا في كأس العالم حتى وإن كان من دون ألقاب.
وما يزيد صعوبة مهمة الأرجنتينيين ونجمهم ميسي اللاهث خلف اللقب الكبير الوحيد الغائب عن خزائنه أن المنتخب الهولندي يخوض النهائيات بإشراف المحنك لويس فان غال الذي لم يذق طعم الهزيمة في 11 مباراة خاضها كمدرب لمنتخب "الطواحين" في كأس العالم، فيما مني بهزيمة واحدة 0-2 في آخر 47 مباراة وتعود إلى الخامس من مارس/آذار 2014 ضد فرنسا.
وترتدي موقعة اليوم طابعا ثأريا لفان غال وهولندا، إذ انتهى مشوارهما في مونديال البرازيل 2014 عند نصف النهائي على يد الأرجنتين بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.