الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
«سيف الصين الحاد» يمهد الطريق أمام مواجهة محتملة في تايوان

أثارت زيارة رئيسة تايوان للولايات المتحدة الأمريكية أخيراً، غضب الصين، التي وجهّت تحذيراً عملياً «شديد اللهجة» بعد تلك الزيارة، من خلال مناورات عسكرية أطلقت عليها بكين اسم «السيف الحاد» شهدت محاكاة لتطويق الجزيرة، ولضربات جوية دقيقة لأهداف داخل تايوان.

عززت تلك الزيارة أجواء التوتر المتصاعدة منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، إلى تايوان في أغسطس 2022، في وقت يعتقد محللون بأن المرحلة المقبلة من المرجح أن تشهد مزيداً من التصعيد من قبل الجانب الصيني، وبما يرفع بالتبعية حدة التوترات مع الولايات المتحدة.

يقول خبير العلاقات الدولية، د. حامد فارس لـ«البيان» إن هناك اتجاهاً لعسكرة بحر الصين الجنوبي، في وقت تتجه الأمور نحو مزيدٍ من التصعيد بشكل كبير بعد اللقاء الأخير الذي تم بين رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، ورئيسة تايوان، وهو ما ينعكس بشكل كبير على توتير وتصعيد الأجواء.

مواجهة ساخنة

ويضيف: هذا الاتجاه من شأنه أن يؤطر إلى مواجهة ساخنة، وبالأخذ في الاعتبار التقارب الصيني الروسي الملحوظ، واتهامات الغرب والولايات المتحدة لبكين بدعم موسكو سواء عسكرياً أو اقتصادياً في حرب أوكرانيا (..) ومن ثمّ فإن هناك تصعيداً متوقعاً في المرحلة المقبلة، وهو ما تُظهره التحركات الصينية الأخيرة والمناورات في محيط تايوان.

ويعتقد خبير العلاقات الدولية بأن ذلك التصعيد قد يقود إلى سيناريوهات أكثر خطورة، لا سيما وأن الولايات المتحدة قد أعلنت أنه إذا أقدمت بكين على دخول تايوان، فسيكون هناك نوع من أنواع التدخل العسكري من قبل واشنطن. قد يقود ذلك إلى «حرب عالمية ثالثة» أصبحت على الأبواب، سواء من خلال هذا الملف أو من خلال الحرب في أوكرانيا، وفق فارس.

وكانت رئيسة تايوان بعثت بعددٍ من الرسائل خلال زيارتها إلى أمريكا الوسطى والولايات المتحدة، أهمها تأكيداتها على أنه «لن يوقفنا شيء عن التواصل مع العالم ولن نرضخ للضغط»، وذلك في إشارة للصين التي جاء ردها فورياً من خلال مناورات عسكرية قالت إنها تشكل تحذيراً شديد اللهجة. كما فرضت عقوبات على منظمتين أمريكيتين استضافتا رئيسة تايوان. ووصفت بكين هذه الزيارة بأنها «تصعيد خطير»، وأنها ستتخذ تدابير قوية وحازمة.

ضبط النفس

على الجانب الآخر، فإن الولايات المتحدة دعت بكين إلى ضبط النفس في مضيق تايوان. وذكر متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن على ثقة بإمكاناتها والقدرات الكافية في المنطقة لضمان السلام والاستقرار.

ويشير الباحث والخبير في الشؤون الآسيوية والعلاقات الصينية الأمريكية، د. جلال رحيم، في تصريحات لـ«البيان» إلى أن «الصين لا يُمكنها أن تدخل في حرب مباشرة مع أي طرف، خاصة مع الولايات المتحدة»، مشدداً على أن الحرب الباردة وحروب الوكالة «ستتكاثر وتتعاظم وتشتد المنافسة بين القطبين».

ويلفت إلى أن الصين تركز على الانتهاء من البرنامج الهيكلي الذي أطلقه الرئيس الصيني لتطوير الجيش قبل نهاية 2027، والذي يستهدف تنظيم القوات المسلحة ودعمها بالمزيد من الأدوات التكنولوجية، والربط بين جيوش البر والبحر والجو.

البيان

2023-04-13