الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
موسى مصطفى : نحن نقدم ما يمليه عليه ضميرنا تجاه أهلنا في غزة

 

كتبت / الاعلامية بيان مقبل

لا تزال الأحداث التي تشهدها فلسطين عقب عملية "طوفان الاقصى" تلقى تفاعلا كبيرا من المشاهير والفنانين، فقد امتلأت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالعلم الفلسطيني وتصريحاتهم بالدعم المستمر ، وأعلن بعضهم إدانة المجازر التي يرتكبها العدو الغاشم ضد الفلسطينيين وضد أرضهم .

ومن هؤلاء الفنانين ، فناناً سورياً يعيش في أحضان السويد بجسده ، ولكن روحه غادرت الأراضي السويدية واستقرت في غزة لنصرة أهلها والوقوف بجانبهم ومساندتهم رحبوا معي بضيفي صاحب المشاعر الرقيقة التي تحمل في طياتها الكثير من الضمير الحي، رحبوا بالفنان السوري القدير موسى مصطفى أستاذ موسى أهلاً وسهلاً بك ، رغم ألم محتوى حوارنا إلَّا إننا سعداء جداً باستضافتك معنا ، بدايةً أستاذ موسى من خلال ما تقدمون من أعمالكم الفنية التي لا تحمل سوا عنواناً واحداً ألا وهو ( طوفان الاقصى ) الذي يعتبر رأس الهرم لجميع القضايا في الفترة الحالية ، ، هل تشكل الرقابة عائقاً أمام هذه المواضيع ، لأن الرقابة في بعض الأحيان تعتبر بأن مناقشة هذه القضايا حساسة جداً ، وتضيفها تحت نطاق السياسة ، كيف ترى دور الرقابة في هذا الموضوع بالتحديد ؟ في الحقيقة القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية غزة بشكل خاص تأخذ المحور الأهم في المواضيع التي يتم طرحها مؤخرا وخاصة في ظل هذه الأحداث ، وعادة لم نكن نواجه سابقا أي رقابة مجحفة ضد ما نقدمه وخاصة إذا كنا نتحدث عن قضيتنا من منظور إنساني ولكن في الاونة الاخيرة اصبحنا نرى تعسفا وانحيازا كبيرا من قبل غالبية منصات السوشال ميديا والتواصل الاجتماعي للاحتلال والتعتيم المتعمد في هذه المنصات لأي موضوع يمكن أن يعطي الصورة الواضحة لهمجية هذا الاحتلال وتبيان الصورة الحقيقة لوضع أهلنا في غزة ،ويصل أيضا إلى الأمر لحذف المقاطع . لكن نحن لازلنا نقدم ما يمليه علينا ضميرنا وانسانيتنا وأخوتنا تجاه أهلنا وأحبتنا في غزة برغم كل تلك القيود . من وجهة نظرك أستاذ موسى هل من الممكن للناس تقبُّل الحياة بعد أن شهدوا الحرب وعاشوها ؟ خاصة بأن هذه الحرب ليست الأولى على غزة يشهدها العالم … 
الأحداث في غزة قاسية وتحطم النفسية، ولكن الحياة ستستمر والأمل بالله دائما هو الدافع للنهوض وإعادة صناعة التفائل والحياة الأفضل بإذن الله .. الأمة الحيّة لا تموت قد تصاب وتنزف وتمرض، ولكنها تبقى صامدة معطاءة متفائلة بنصر الله . اللهم النصر القريب، في ظل هذه الظروف القاسية التي نعيشها أستاذ موسى، ماهو دور الفنان في هذا الوقت ؟ رأينا بعض الفنانين قدموا اعتذارهم عن استمرارية أعمالهم في الوقت الحالي وتم تأجيلها حتى إشعارٍ آخر ، وهناك أيضاً بعض الفنانين استمروا بتقديم مشاريعهم بشكل طبيعي وشهدوا الحفلات والمهرجانات ، ماهو دور الفنان في هذه الظروف ؟ في الحقيقة الفن هو انعكاس لضمير وحال الأمة ولا خير في فن يرقص على جراح وأشلاء أطفال غزة أو أي جراح أخرى في أي بقعة من بقاع هذا العالم .. لكن ليس المطلوب من الفنان أن ينعزل ويتقوقع على نفسه بسبب هذه الظروف بل بالعكس يجب أن يكون حريصا على إظهار الصورة الحقيقية لما يجري من احداث وظلم تجاه قضايانا ومساندة أهلنا وأحبة يذوقون مرارة الحرب الظالمة من خلال الفن الموجه في هذه الفترة الصعبة والحرجة جدا .. فالفن كما هو معروف آداة قوية لنشر وإيصال الفكرة بطريقة يتقبلها الجميع . أستاذ موسى ما علاقة الفنان بالأحداث الحاصلة في غزة في هذه الفترة أو بأي قضية من الممكن أن تواجه أي بقعة من الوطن العربي ، لما لا نربط هذه الأحداث بالسياسي أو الاقتصادي أو الرياضي ،لأن هناك شريحة ضخمة من رواد السوشال ميديا تأيد وجهة نظر الفنان أو تقوم بمهاجمته، لما نربطها بالفنان تحديداً ؟


كما ذكرت الفنان يقدم فن ملاحظ ومتابع وله تأثير على جميع الفئات صغارا وكبارا لذلك يكون التركيز على هذا الجانب .. وعلى الفنان أن يكون حاضراً في قضايا أمته مهما كان لون الفن الذي يقدمه . لو تحدثنا قليلاً عن مشاعر الفلسطنيين أستاذ موسى ما الذي يجعلهم أقوياء وتحديداً أهلنا في غزة، رغم ألمهم وقهرهم ما الذي يجعلهم صامدون صموداً داخلي وخارجي ؟
الإيمان بالله أولاً ثم القضية العادلة للفلسطينيين، هاتين النقطتين أهم أسباب الصمود والتحدي .. وما مر به الشعب الفلسطيني خلال تلك الفترة الطويلة من الظلم والقهر والتشريد جعله متمرساً وعنيداً تجاه المطالبة في حقوقه والصمود والتحدي أمام هذا الاحتلال الغاشم بل أصبح يورث قضيته للأجيال الجديدة لكي لا تموت هذه القضية في نفوس أطفال فلسطين .
الفن جزءًا كبير من الواقع ، ولكن هل يعتبر عنصراً فاعلاً في المجتمع فيما يخص معالجة القضايا والمشاكل التي تواجه الوطن العربي الآن ؟ أو كما يدعي البعض بأن الفن يتنبأ بالحدث والفنان عليه اقتراح الحلول للحدث ؟
بالتأكيد الفنون بشكل عام تعكس روح الأمة وتطلعاتها وآمالها وآلامها لا سيما فن الغناء، ولكن لا أعتقد أنه يجب على الفنان إيجاد حلول أو اقتراحها فهذا الأمر من تخصص المفكرين والعلماء والقادة أما الفنان بغناءه يطرح تلك المعاني المؤثرة على المستمع ليكون ( بتشديد الواو ) عنده حالة معينة تجاه تلك القضايا .
نتمنى من الله النصر والفرج لأهلنا في غزة … 
كلمة أخيرة تحب من خلالها أن تدعم وتواسي فيها شعب غزة الصامدة وتوجهها لهم .. كل الكلمات لا يمكن أن تواسي أو تعبر عن ذلك الظلم والقهر والقتل والتشريد تجاه أهلنا وأحبتنا في غزة، ولكن عزاؤنا أننا نحتسب كل من قتل على ثرى فلسطين شهيداً في جنان الخلد وأن النصر لابد أن يكون له ثمنا غاليا جدا .. فصبرا أحبتنا في غزة والنصر قادم لا محالة بإذن الله .
اللهم الفرج القريب والنصر قريباً لأحبتنا في غزة وكان الله في عونهم جميعاً ، أشكرك جزيل الشكر أستاذ موسى على اعطائي القليل من وقتك لاتمام هذا الحوار المليء بالمشاعر والأحاسيس الصادقة ، نتمنى لك التوفيق والنجاح دائماً …

 

2023-12-27