الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في انتظار ولادة جديدة ...ديمة ميقري

هل كانت هذه ِهي صورةُ سورية دائماً؟

عبثاً أُحاولُ أن أجمع تفاصيلَ وجهي في المرآة..

كأنَّها عندما تَهدَّمتْ وأصبحت أكواماً منَ الحجارةِ والجُثَثِ والنفاياتِ..

هدَّمَتْ تفاصيلَ وجهي أيضاً

كَسَّرَتْ مَلامِحِي

وأطفَأَتْ بَريقَ عينيَّ..

كما الشوارع أطفأت قناديلها

وتركتنا هكذا في وِحْشَةِ هذهِ الحِلكةِ كلِّها!

هذي الدِّماءُ التي تطفو على رُخامِها!

 ليست قاسية..

نحن مَن أضاع الفرصة طيلةَ الأعوامِ الماضيةِ ولمْ نَسرُق الحِكمةَ مِن ماضينا

قُلْ لي كيفَ ننجو من لعنةِ الموتِ

لم تَعُدْ رائِحةُ الياسَمينِ تَعْبَقُ في أماكِنها الجليلةِ

ذَبُلَ الياسَمينُ وتساقط جوراً كأيّامِنا الجريحةِ

ياسمين عمرنا.. يسقطُ أمامَ أعيننا يوماً يتلوهُ الآخر

قُل لي ما الحِكمَةُ من كلِّ هذا المَوتِ المُحيطِ بنا؟!

يالهشاشةِ قلوبنا عندما نمسك بيَدِ أطفالِنا إليهِ..

نعم أصبحت كلُّ الطُّرُقِ تؤَدّي إليه

كأنَّ لا مكانَ لَنَا في هذا العالم الضيّق

فلْنَنتَظِر إذا فَجراً جديداً..  لا بُدَّ من جمعِ أشلائِنا

لا بدّ أن يفوح شذى الياسَمينِ حتى وإن ذُبح آلافَ المرات..

2017-10-04