الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أسباب اختلاف وجهَي القمر القريب والبعيد.. دراسة تكشف السر

ترجمات

بغض النظر عن مكان وقوفك على الأرض، يمكنك رؤية وجه واحد للقمر فقط، ويبدو هذا الوجه مختلفاً تماماً عن الوجه الذي يخفيه عنا على جانبه البعيد.

وتهيمن البحار القمرية، وهي عبارة عن سهول بازلتيّة كبيرة ومظلمة على الجانب القريب من القمر، وهذه البحار عبارة عن بقايا شاسعة ذات لون داكن لتدفقات الحمم البركانية القديمة.

بينما الجانب البعيد مملوء بالفوهات الصدمية ويخلو فعلياً من ميزات البحار القمرية واسعة النطاق.

وسبب هذا الاختلاف الكبير بين جانبَي القمر، البعيد والقريب، كان أحد الألغاز الأكثر غموضاً على القمر، منذ أن دارت أول مركبة فضائية حول القمر في الستينات.

والآن، يبدو أن العلماء توصلوا إلى تفسير جديد للقمر ذي الوجهين، تفسير يتعلق بتأثير عملاق منذ مليارات السنين بالقرب من القطب الجنوبي للقمر.

وأظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Science Advances أن التأثير الذي شكل حوض القطب الجنوبي العملاق للقمر أيتكين (SPA)، كان من شأنه أن يخلق عموداً هائلاً من الحرارة ينتشر عبر باطن القمر.

وكان من الممكن أن يحمل هذا العمود مواد معينة، مجموعة من العناصر الأرضية النادرة والعناصر المنتجة للحرارة، إلى الجانب القريب من القمر.

وربما يساهم تركيز العناصر هذا في النشاط البركاني الذي أدى إلى إنشاء السهول البركانية القريبة.

وقال الدكتور مات جونز في جامعة براون والمؤلف الرئيسي للدراسة: «نعلم أن التأثيرات الكبيرة مثل تلك التي شكلت حوض أيتكين ستخلق الكثير من الحرارة. والسؤال هو كيف تؤثر هذه الحرارة في الديناميكيات الداخلية للقمر».

وتابع قائلاً: «ما نظهره هو أنه في ظل أي ظروف معقولة وقت تشكل حوض أيتكين في القطب الجنوبي، ينتهي به الأمر بتركيز هذه العناصر المنتجة للحرارة على الجانب القريب، ونتوقع أن هذا ساهم في ذوبان الوشاح الذي نتجت عنه تدفقات الحمم البركانية التي نراها على السطح».

واكتشف العلماء الاختلافات بين الجانبين، القريب والبعيد من القمر، لأول مرة في الستينات من خلال بعثات لونا السوفييتية، وبرنامج أبولو الأمريكي.

وفي حين أن الاختلافات في الرواسب البركانية واضحة للعيان، فإن البعثات المستقبلية ستكشف عن اختلافات في التركيب الجيوكيميائي أيضاً.

وتقدم الدراسة الجديدة شرحاً مرتبطاً بحوض القطب الجنوبي - أيتكين، ثاني أكبر فوهة صدمية معروفة في النظام الشمسي.

ويقول الباحثون إن العمل يقدم تفسيراً موثوقاً لواحد من أكثر ألغاز القمر ديمومة.

وأوضح الدكتور جونز: «كيف تشكل حوض أيتكين؟ هو أهم سؤال مفتوح في علم القمر، وتأثير القطب الجنوبي - أيتكين هو أحد أهم الأحداث في تاريخ القمر، وهذا العمل يجمع هذين الأمرين معاً، وأعتقد أن نتائجنا مثيرة حقاً».

2022-04-12