دخل وقف إطلاق النار المبرم في السودان برعاية أمريكية، يومه الثاني، لكن الهدنة بقيت هشة وباتت تترنح تحت استمرار الضربات الجوية والاشتباكات، فيما تواصلت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من البلاد. وكان الطرفان أعلنا التزامهما بهدنة لمدة 72 ساعة. 

وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرق وقف النار. وأفاد سكان العاصمة الخرطوم، ومدينة أم درمان المجاورة بوقوع اشتباكات متفرقة في ساعة مبكرة أمس، بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيرين في الوقت ذاته إلى تراجع حدّة القتال في اليوم الثاني من الهدنة. وقال شهود عيان إن الكثير من سكان العاصمة غادروا منازلهم بحثاً عن الطعام والماء، واصطفوا أمام المخابز أو متاجر البقالة. وقام البعض بتفتيش المحلات التجارية أو المنازل التي دمرت أو نهبت أثناء القتال، فيما انضم آخرون إلى عشرات الآلاف الذين تدفقوا خارج المدينة في الأيام الأخيرة.

مصير البشير

وأعلن الجيش أن الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، ووزير الدفاع السابق، عبدالرحيم محمد حسين، ومسؤولين سابقين آخرين محتجزين في مستشفى علياء العسكري، في أول بيان رسمي بشأن موقعه منذ اندلاع القتال. إذ أثار هجوم على السجن الذي احتجز فيه البشير والعديد من قيادات حكمه السابقين تساؤلات حول مكان وجوده ومزاعم بشأن إطلاق سراحه.

وأكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتيس، من بورتسودان شرقي البلاد، احتدام المعارك في محيط «مواقع استراتيجية» بالخرطوم بما في ذلك المطار الدولي. بينما تحدث شهود عن اشتباكات استخدمت فيها طائرات مقاتلة في ود بنده غربي كردفان (جنوب). وأفاد آخرون عن تحليق «طائرات مقاتلة في سماء أم درمان وقيام المضادات الأرضية بالتصدي لها». وأكد آخرون وقوع «اشتباكات بكل أنواع الأسلحة في منطقة سوبا» جنوبي شرق الخرطوم.

إجلاء رعايا

ومع انخفاض نسبي في حدة القتال في معظم أنحاء مدينة الخرطوم البالغ عدد سكانها 5 ملايين، تواصل الحكومات الأجنبية تنظيم عمليات إجلاء رعاياها عبر قوافل برية وطائرات وسفن لإخراج الآلاف من مواطنيها. وأكد مسؤول عند معبر القلابات الحدودي بين السودان وإثيوبيا، تزايد أعداد العابرين للجانب الإثيوبي منذ أن بدأت عمليات إجلاء الأجانب. 

وقدّرت الأمم المتحدة أن 270 ألف شخص يمكن أن يفروا إلى تشاد وجنوب السودان المجاورتين. كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن سفينة تقل 1687 مدنياً من أكثر من 50 دولة فروا من العنف في السودان وصلت إلى المملكة أمس، في أكبر عملية إنقاذ من نوعها تنفذها حتى الآن. فيما وصلت ليلاً إلى فرنسا طائرة تقل 245 مواطناً فرنسياً وأجنبياً.