السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
احتدام المعارك في الخرطوم على الرغم من الهدنة

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، معارك محتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما وافقت القوات المسلحة السودانية على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، بوساطة سعودية أمريكية. وفي ظل هذه التطورات، تحدث الجيش عن «انفراج كبير» قادم، حسب تعبيره، توازياً مع المساعي الإقليمية والدولية لإيجاد حل للأزمة.


واندلعت اشتباكات في نقاط عدّة، وتصاعدت أعمدة الدخان في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم، وفي الخرطوم بحري، تزامناً مع تحليق للطائرات الحربية، وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش قصف معسكرها في منطقة كافوري. كما اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.


72 ساعة إضافية
ووافقت قيادة القوات المسلحة السودانية على تمديد الهدنة، بناء على مساع بذلها الجانبان السعودي والأمريكي؛ للمساهمة في تهدئة الأوضاع، وتهيئة الظروف المناسبة لعمليات الإجلاء، وتيسير النواحي الإنسانية.
ونشر مكتب الناطق باسم القوات المسلحة السودانية على «فيسبوك»: «إن قيادة القوات المسلحة وافقت على تمديد الهدنة التي طرحت لمدة 72 ساعة إضافية، يبدأ سريانها اعتباراً من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية (مساء اليوم الجمعة)». فيما شدد على الالتزام بالهدنة وعدم خرقها.


«انفراج كبير»
وعلى الرغم من استمرار الاشتباكات، أبدى الجيش السوداني تفاؤلاً بالأيام المقبلة قائلاً: سوف تشهد «انفراجاً كبيراً» في الأوضاع على الأرض، مضيفاً أن الموقف العسكري، داخل الخرطوم وخارجها، «مستقر جداً» باستثناء ولاية غرب دارفور.


في الأثناء، كشف الجيش السوداني أنه دفع بتعزيزات عسكرية إلى العاصمة، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع في أم درمان والخرطوم، تحاول نقل عملياتها إلى منطقة شرق النيل.


وفي مقابل التعزيزات التي استقدمها الجيش من مدن عدة، تحسباً لجولة جديدة من القتال، جلب الدعم السريع بدوره قوات إضافية من المناطق الغربية والجنوبية الغربية.


أوضاع متأزمة
في غضون ذلك، ترتفع حصيلة ضحايا الاشتباكات، في حين تتواتر التحذيرات من كارثة إنسانية. إذ تشهد الأوضاع الإنسانية مزيداً من التدهور، في ظل نقص حاد في المواد الأساسية وانقطاع للكهرباء والمياه عن مناطق عدة بالخرطوم.


عرض للتفاوض
وسياسياً، تنشط الدبلوماسية إقليمياً ودولياً في محاولة لدفع طرفي الصراع في السودان إلى التفاوض، والتوصل إلى حل ينهي المواجهة التي حذرت الأمم المتحدة من أنها قد تمتد إلى دول في المنطقة.


وأعلن الجيش السوداني موافقة قائده عبد الفتاح البرهان المبدئية، على مبادرة من منظمة «إيغاد» (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا)، تضمنت مقترحات لحل الأزمة الحالية، في حين لم يصدر أي تعليق من «الدعم السريع».


وحسب الجيش السوداني، فإن المقترحات تتضمن تمديد الهدنة 72 ساعة، وإيفاد ممثلين عن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى عاصمة جنوب السودان (جوبا) للتفاوض.


وقال السكرتير التنفيذي لمنظمة «إيغاد»، ورقنه جبيهو، إنه «على ثقة أن جهود المنظمة والمجتمع الدولي والتفاني المستمر سوف تساعد في خفض حدة التصعيد».


بدوره، استبعد وزير خارجية جنوب السودان، دينق داو أي حوار مباشر في الوقت الراهن بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي). فيما تجري واشنطن اتصالات مع طرفي الصراع ومع الاتحاد الأفريقي، سعياً لتمديد الهدنة لفسح المجال أمام التخفيف من الأزمة الإنسانية.


وصرح مبعوث الأمم المتحدة الخاص في السودان، فولكر بيرتس، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن القوات السودانية وافقت على إجراء مفاوضات في جوبا، عاصمة جنوب السودان. وأعرب المبعوث الأممي، الذي يواصل عمله من العاصمة السودانية، عن ثقته في أن قوات الدعم السريع سوف تشارك في المفاوضات.


وكانت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد»، مقرها جيبوتي، قد أعدت مبادرة لتمديد الهدنة لـ72 ساعة، وبدء المفاوضات بين طرفي الصراع.


لا حوار
في غضون ذلك، نفت وزارة الخارجية السودانية دخول الجيش في تفاوض مع «الدعم السريع»، وأكدت أنه لا خيار أمام قوات الدعم السريع إلا الاستسلام أو الفناء.

2023-04-28