يواصل إيلون ماسك الخوض في ملفات سياسية وقانونية مثيرة للجدل، حيث يركز منذ أيام على سياسات الهجرة في الولايات المتحدة وأوروبا، وينتقد التساهل الذي تقدمه السلطات والمنظمات غير الحكومية لإدخال أعداد كبيرة من المهاجرين بشكل غير منسق، الأمر الذي أثار غضب الحكومة الألمانية التي وبخته واستغربت من تعليقات ماسك حول إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، ليرد عليها ماسك مجدداً بانتقاد "طباخي الهجرة" في البحر المتوسط. 

وانتقد ماسك سفن إنقاذ المهاجرين التي تعمل بها جماعات إنسانية ألمانية في البحر المتوسط. وشارك في وقت متأخر الجمعة مقطعا مصورا يظهر مهاجرين وعمال إغاثة على متن قارب نشره حساب يميني مؤيد لسياسات حزب البديل المناهضة للهجرة غير الشرعية. 

كتب ماسك في رسالته "هل الجمهور الألماني على علم بذلك؟". 

ردت وزارة الخارجية الفيدرالية الألمانية على ماسك مباشرة على (إكس) بقولها: "نعم.. وهذا ما يسمى إنقاذ الأرواح". 

رد ماسك بأنه يشك في أن الرأي العام الألماني يدعم تصرفات المنظمات غير الحكومية التي تأخذ طالبي اللجوء من سفن غير صالحة للإبحار في البحر المتوسط.

وأكد أيضًا أن قيام السفن التي تديرها ألمانيا بإحضار المهاجرين الذين تم إنقاذهم إلى الأراضي الإيطالية يعد انتهاكًا "بالتأكيد" لسيادة إيطاليا.

وكتب إلى وزارة الخارجية "لذلك أنتم فخورون بذلك بالفعل.. رائع" مضيفًا أنه يعتقد أن مثل هذه العمليات البحرية تعد بمثابة "أجواء غزو". 

وفي تعليقات لاحقة، سارع ماسك إلى توضيح موقفه ربما خوفاً من تصنيفه في خانة المعادين للمهاجرين، وهو وصمة قد تكلفه كثيراً حتى في عالم المال والأعمال، لذلك كتب: "يجب أن تتوقف الهجرة غير الشرعية، لكنني أؤيد بشدة توسيع وتبسيط الهجرة القانونية بشكل كبير". وتابع: "يجب السماح لأي شخص يثبت أنه مجتهد وموهوب وصادق أن يصبح أمريكيًا". 

وجين تساءل في أحد تعليقاته عما إذا كان موقف الحكومة في إنقاذ المهاجرين وإيصالهم إلى أوروبا يعكس إرادة الشعب الألماني، وضع مدون نتائج استطلاع نشر مؤخراً يظهر 82% من المستطلعين يؤيدون فرض قيود على الهجرة. وعاد ماسك للتعليق على هذا الاستطلاع بالقول: "إذا كانت سياسات الحكومة في دولة ديمقراطية تتعارض مع إرادة الشعب، فيجب التصويت ضدها". 

ونشر مدون آخر معلومة على تعليق لإيلون ماسك، زعم فيها أن المنظمات غير الحكومية التي تنقل المهاجرين، ليست فقط ألمانية، بل هناك فرق فرنسية وإسبانية تقوم بالدور ذاته. فكتب ماسك: "عجباً، من المؤكد أن هناك الكثير من الطهاة في المطبخ"، في إشارة إلى الفرق والمنظمات المتعددة العاملة في البحر المتوسط. 

يأتي هذا النقاش الحاد في الوقت الذي عادت فيه الهجرة إلى الواجهة السياسية في ألمانيا ودول أوروبية أخرى، حيث يتجادل المسؤولون الحكوميون وسياسيو المعارضة حول أفضل السبل للتعامل مع العدد المتزايد من المهاجرين الوافدين.
دقت المدن والمجتمعات في جميع أنحاء ألمانيا ناقوس الخطر، قائلة إنها لم تعد لديها أماكن لاستيعابهم وتوفير أماكن لرياض الأطفال والمدارس.
تقدم أكثر من 220 ألف شخص بطلب لجوء في ألمانيا في الفترة من يناير إلى أغسطس من هذا العام. وفي عام 2022 بأكمله، تقدم نحو 240 ألف شخص بطلب اللجوء. في الفترة 2015-2016، تقدم أكثر من مليون شخص بطلب لجوء في ألمانيا.