الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مملكة النمل... الهمّ الفلسطيني فوق الأرض وتحتها

تونس – الوسط اليوم

«سفر بين ظاهر الأرض وباطنها، بين الواقع المرير والحلم، بين التّاريخ والأسطورة... بحث في عمق المأساة البشريّة في مراوحة بين بشاعة الواقع وحلم الفنّان السينمائيّ. » هكذا يقدم أصحاب عملهم بعد سنوات من التعب والبحث والتصوير. أخيرا أمكن مشاهدة شريط "مملكة النمل" لشوقي الماجري والذي شهد عراقيل كثيرة أثناء إنجازه لعلّ أهمّها العائق المادي بما أنّ العمل يتحدث بشكل واضح وجليّ عن الهمّ الفسطينيّ ما يعني أن رأس المال سيكون جبانا جدا في دعم الفيلم لأنه ربما يضرب مصالح البعض في بقاء الوضع الفلسطيني على حاله فترة أطول.

انطلق عرض الشريط في بعض العواصم العربية وكان العرض الأول في عمّان، وتدور أحداثه حول المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 حيث يصوّر القصف اليومي، والمعاناة التي عاشها أبناء فلسطين تحت وطأة الرصاص والقذائف الإسرائيلية من خلال شخصيات الفيلم، وتحديدا «جليلية» التي قامت بدورها صبا مبارك والتي مثّلت قوّة المرأة وثباتها أمام قسوة الاحتلال، فيما يجسد «طارق» الذي يقدمه منذر رياحنا بشراسة توقه إلى الحرية وهو الشاب الفلسطيني المقاوم.

ويسلّط الشريطُ الضوءَ على ثلاثة أجيال من الفلسطينيين الذين يقاومون كل بطريقته، وبصورة تجمع ما بين بشاعة الواقع، وخيال المخرج المبدع شوقي الماجري يتحول الفيلم إلى توثيق رمزي لقضية فلسطين، كما يصور كيف يتحول باطن الأرض وتراب الوطن إلى عالم لا يملكه إلا أصحاب الأرض. وعالمُ أبي نمل الافتراضي عبارة عن أرض جميلة تحت أرض فلسطين من دون حواجز، فيها مياه ودهاليز حيث الحب والحياة الجديدة، وتشكل أيضا مأوى آمنا للمناضلين وجهادهم للبقاء، تماما كما ينظم النمل صفوفه من أجل البقاء.

وقال الماجري إن قصة «مملكة النمل» كتبها مع الفلسطيني خالد الطريفي وحملها معه منذ سبعة أعوام. وأضاف: «لم أستطع أن أنجز الفيلم يومها، أنا اعتبره ابنا لي وقد حان الوقت لكي يخرج ويعيش حياته». ورأى الماجري أن «القضية الفلسطينية تستحق أفلاما أكثر بكثير من تلك التي تناولتها حتى الآن». واعتبر أن الفيلم «يجب أن يكون بمنزلة اقتراح خاص جمالي ومختلف». وقال «أنتمي إلى المدرسة الشاعرية في السينما، ومملكة النمل يشبهني بهذا الاتجاه، ومن هذه الناحية لا يشبه أفلاما أخرى».

وكان المخرج التونسي توقع منذ بداية تصوير الشريط أنه أكثر من ردة فعل حيث يرى أنّه «في الوضع العربي الراهن قد تؤثر المواقف السياسية والانتماءات في عملية التلقي، ولكن أتمنى أن يكون الفيلم من القوة والجمال بحيث يكون قادرا على تجاوز كل المواقف والأفكار المسبقة».
وأكد المخرج شوقي الماجري سابقا أن «فكرة عمل فيلم عن فلسطين لا تدعو للحماسة التي يمكن أن نتوقعها عربياً، بمعنى يمكن أن نجد تمويلاً لشريط بفكرة أخرى بسهولة أكبر بكثير»، مضيفا «أما أن يكون عملاً يتحدث بالكامل عن الشأن الفلسطيني فهذا أمر متعب جداً، ولكن في النهاية وجدنا شركاء بداية من وزارة الثقافة التونسية».

يُذكر أن سيناريو الفيلم كتبه شوقي الماجري وخالد الطريفي، ويشارك في بطولته من الأردن جميل عوّاد وصبا مبارك وجوليات عواد ومنذر رياحنا والطفل الفلسطيني عبد اللطيف عثمان والسوريان بسام قطيفان مع مشاركة خاصة للسوري عابد فهد والتونسية صباح بوزويتة كان من المقرر أن يكون جاهزاً للعرض في النصف الأول من العام 2011 بحسب ما أكد منتجه ومخرجه وقتها ولكنّ ظروفا كثيرة حالت دون ذلك ليكون الجمهور على موعد معه في النصف الثاني من العام الحالي وفي عدد من العواصم العربية

البوم صور
2012-09-18