الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كارثة بنغلاديش.. مقتل الناجية الأخيرة "حرقا"

الوسط اليوم-وكالات

ارتفعت حصيلة كارثة المبنى الذي انهار الأربعاء قرب دكا إلى 381 قتيلا على الأقل غالبيتهم نساء كن يعملن في مصانع للألبسة فيه وآخرهن قضت الأحد في حريق اندلع في الركام بينما كان رجال الانقاذ يحاولون إخراجها من تحت الأنقاض، حسبما أعلنت السلطات.

وإضافة إلى القتلى ال381 المؤكدين، أصيب في كارثة المبنى المؤلف من ثماني طبقات حوالى ألف شخص آخر بجروح معظمها خطرة، وبين هؤلاء كثيرون اضطرت فرق الإنقاذ إلى بتر أطرافهم للتمكن من إخراجهم من تحت الأنقاض، فضلا عن وجود عدد لا يزال غير معروف من المفقودين العالقين تحت الأنقاض.

وغالبية الضحايا هن من النساء اللواتي كن يعملن في مصانع تنتج ألبسة لصالح شركات غربية كبيرة في المبنى الذي تمكنت السلطات من إلقاء القبض على مالكه الأحد.

وأوضح رئيس فرق الإطفاء أحمد علي أن حريقا اندلع الأحد في ركام المبنى قضت فيه ناجية يعتقد أنها الأخيرة التي كانت لا تزال على قيد الحياة.

وقال "كنا نعمل على قطع احدى الدعامات لإخراج امرأة كانت، على ما نعتقد، آخر ناجية. لقد تمكنا من إخماد الحريق ولكن عندما عدنا وجدنا أنها فارقت الحياة".

وأضاف "كانت امرأة شجاعة وقاتلت حتى النهاية. قضينا ما بين 10 ساعات إلى 11 ساعة ونحن نحاول إخراجها على قيد الحياة. لقد قبلنا التحدي ولكننا خسرنا. هذا الأمر حطم قلوبنا جميعا. الجميع تأثر بما جرى".

وشدت هذه المرأة الأنظار إذ أنها وعلى الرغم من وهنها الشديد تمكنت من الصراخ من تحت الأنقاض لإسماع صوتها لرجال الإنقاذ الذين وفور العثور عليها صباح الجمعة بدأوا العمل على انتشالها في عملية حظيت بتغطية تلفزيونية مباشرة على الهواء. وعندما فارقت المرأة الحياة شوهد رجال الإنقاذ على التلفزيون وهم يبكون.

والأحد أعلنت السلطات توقيف مالك المبنى المنهار.

وقال نائب وزير الداخلية شمس الحق توكو في مؤتمر صحفي "لقد أوقف وسيحاكم"، في إشارة إلى سهيل رانا المتعهد الذي يشتبه في أنه خالف معايير البناء.

وأوضح مدير وحدة النخبة في شرطة بنغلادش مخلص الرحمن لوكالة فرانس برس إن "رانا اعتقل على الحدود في بينابول. تمت إعادته إلى دكا بواسطة طوافة". وبينابول هو المعبر الحدودي الرئيسي مع الهند.

واعتقل ثلاثة أصحاب مشاغل موجودة في مجمع رانا بلازا الواقع في سافار بضاحية دكا، السبت وسيتم التحقيق معهم بتهمة "القتل بسبب الإهمال".

وأحد هؤلاء هو أمين الإسلام، شريك الإسباني دافيد مايور الذي يعتبر أحد أبرز المشتبه بهم والمطلوب من جانب السلطات.

ويشغل دافيد مايور منصب المدير العام لشركة فانتوم تاك المملوكة بحصص متساوية بين فانتوم أباريلز (بنغلادش) وتكستيل أوديت كومباني (اسبانيا)، والتي تشغل مساحة تفوق 2000 متر مربع في المبنى المنهار، بحسب الموقع الإلكتروني للشركة.

وأوضح مسؤول في شرطة بنغلادش لوكالة فرانس برس أن تهمة القتل بسبب الإهمال تصل عقوبتها إلى السجن لخمس سنوات.

وروى ناجون أن عمالا في المبنى المنهار شكوا علنا عشية الحادثة من تشققات فيه إلا أن أرباب عملهم أرغموهم على العمل الأربعاء متجاهلين تحذيراتهم.

2013-04-29