الجمعة 24/10/1445 هـ الموافق 03/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
معهد واشنطن: مصر أصبحت أكثر جذبا للمستثمرين فى عهد السيسى

واشنطن (أ.ش.أ) قالت انا بورشيفسكايا، الباحثة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الحكومة المصرية ترى فى مؤتمر دعم الاقتصاد المصرى المقرر عقده فى شرم الشيخ فى الفترة من 13 إلى 15 مارس الحالى عنصرا مهما فى استراتيجية تحسين الاقتصاد الوطنى من خلال جذب استثمارات القطاع الخاص. وأضافت الباحثة قبل يومين من بدء انعقاد المؤتمر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يبدى التزاما صادقا إزاء تحسين الاقتصاد المصرى، ونقلت عن روبرت روك، أستاذ التاريخ بجامعة توسن والمتخصص فى الشئون المصرية، قوله إن الرئيس السيسى جلب لمصر بعض المصداقية الحقيقية. وأضاف أن مصر أصبحت الآن تمثل رهانا أفضل للمستثمرين عما كانت عليه فى عهد محمد مرسى أو حتى فى السنوات العشر الأخيرة من نظام حسنى مبارك. وقالت بورشيفسكايا، إن الفساد والمحسوبية وضعف التشريعات استنزف الاقتصاد المصرى على مدى أجيال وهو ما أثار استياء الشعب المصرى. لكن الباحثة ترى أن الرئيس السيسى بدأ فى مقاومة الفساد وتبنى إصلاحات لمنظومة الدعم والضرائب. وأشارت إلى نظام البطاقات الذكية الذى تم استحداثه مما يسهم فى تقليص الفساد وتعزيز المحاسبة والفاعلية. ونوهت الباحثة عن ما كتبته وكالة "رويترز" عن منظومة توزيع الخبز وهو الأمر الذى أدى إلى الحد من طوابير الخبز وترشيد دعم الخبز. وأوضحت أن مصر أصبحت تحتل المركز الرابع والتسعين وفقا لمؤشر منظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد عام 2014، بعد أن كانت فى المركز الـ114 من بين 175 فى العام الذى سبقه. وفى عام 2015 تقدمت مصر فى تقرير البنك الدولى للأعمال بمركز واحد لتصبح فى المرتبة الـ112 من بين 189 دولة وهى المؤشرات التى تقول عنها الباحثة إنها تؤكد أن مصر لايزال أمامها العديد من التحديات. كما أن صندوق النقد الدولى كان له موقف إيجابى إزاء الإصلاحات الاقتصادية التى تتبناها مصر وكذلك سياسات الحكومة لتحقيق معدل نمو أكبر وخلق فرص عمل وتعزيز الاستثمارات وحماية الفقراء. لكن الصندوق أكد أن نجاح مصر فى تحقيق تلك الأهداف يتوقف على مواصلة الجهود والاستعداد لاتخاذ إجراءات اضافية كلما كان مطلوبا واستمرار الدعم الخارجى. وترى الباحثة أن المصريين متفائلون بالسيسى وأن أولويات الشعب المصرى تتركز حاليا على تحسين الاقتصاد عن أى شىء آخر. وقالت يعتقد المصريون أن الرئيس السيسى يعمل نحو تحقيق إصلاح اقتصادى حقيقى، وأنهم على استعداد لتحمُل الصعوبات على المدى القصير مثل النقص فى إمدادات الطاقة إذا كان ذلك سيحقق تحسنا على المدى الطويل. ويقول روك إن الاستراتيجية جيدة بقدر قاعدة الموارد التى تدعمها، وعلينا الانتظار عامين أو ثلاثة، وأضاف أن هناك بعض الأدلة الرئيسية التى تشير إلى أن نظام السيسى آخذ فى الوفاء بتعهداته الاقتصادية. وبعيدا عن إصلاح منظومة الدعم، تقول بورشيفسكايا إن الاقتصاد المصرى يحتاج إلى مجهود كبير لخلق فرص عمل، خاصة للشباب، فى دولة يوجد بها ثلثا سكانها ممن لا تزيد أعمارهم على 35 عاما وفقا للتلفزيون الألمانى. وبالإضافة إلى معدلات الفقر والبطالة المرتفعة، تواجه مصر أيضا تهديدات إرهابية. لكن الباحثة تقول إن هناك أسبابا تدعو إلى التفاؤل الحذر. فتبدو حكومة الرئيس السيسى ملتزمة بتحقيق إصلاح اقتصادى حقيقى. وكما قال صندوق النقد الدولى إن جزءا من نجاح الإصلاح فى مصر يتوقف على المساعدات الخارجية، وهو ما يتطلب ضرورة تقديم الولايات المتحدة هذا الدعم للسيسى حسبما قالت بورشيفسكايا. كما أن نفوذ مصر الإقليمى يعد عنصرا مهما عندما يأتى الحديث عن الاستقرار فى الشرق الأوسط. وتشير الباحثة إلى أن تعليق المساعدات الأمريكية لمصر لا يفعل شيئا سوى الإضرار بالمصالح الأمريكية ودفع مصر نحو أطراف آخرين.

2015-03-11