الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مقتطفات مُذيلة بأسئلة... د. فهمي شُراب

 أخطأت حماس ولا ضير في الاعتراف.

أخطأت حماس في اختيار بعض ممثليها والناطقين باسمها، فالبعض كانت لديه مشاكل شخصية مع بعض الدول المهمة، وأخطأت في المراهنة كثيرا على إفرازات الربيع العربي، بدون دراسة شاملة لباقي مكونات المجتمع ومعرفة مدى تأثير الدولة العميقة، وفي نفس الوقت قصرت في فتح علاقات مع باقي المجتمعات خارج "حدود النظام الرسمي" فترة الاسترخاء الاستراتيجي والسياسي، وأخطأت في الرهان على أي تغير ايجابي يسقط فجأة بين يديها.

كل ذلك يدفع ثمنه غاليا الشعب الفلسطيني، ولكن هذا الأمر أيضا وقعت به منظمة التحرير الفلسطينية عدة مرات، إذ كلف موقفها الخاطئ في الحرب الخليجية الثانية عام 1991 أثمانا فادحة، دفع فاتورتها الشعب الفلسطيني الذي تشرد على اثر ذلك الموقف.

فمتى تكون العبرة في وضع نقطة نهاية لفصل المأساة الذي نعيشه على المستوى السياسي والاستراتيجي وعلى صعيد نزيف القضية الفلسطينية بشكل يومي؟؟، ومتى تتوقف عن المهاترات والمناكفات بين كبرى الفصائل وفتح صفحة جديدة وفق مشاركة سياسية ووفق وحدانية التمثيل؟ متى نقفز عن فترات العثرات والتردي بشكل جماعي، ويكون للرأي العام الفلسطيني احترام و دور فعال؟؟

تكملة .....

حتى الممولين والمانحين سيقعون في أزمات مالية واقتصادية:

بعض الدول المانحة للسلطة ولقضايا القدس واللاجئين سوف لن يكونوا قادرين على دعم الآخرين، وقد يقعون في مشاكل اقتصادية داخل بلدانهم بسبب اكتشاف مصادر بترولية جديدة في دول الغرب، واعتماد بعض الدول الغربية على مصادر أخرى للبترول، وبسبب الانخفاض المتزايد لسعر البترول. وتتحدث تقارير ان السنوات الخمسة القادمة ستكون آخر سنوات الاكتفاء الذاتي لبعض الدول العربية.

 

فئات تعيش على حواف القضايا

إن انشغال فئات من المجتمع الفلسطيني بالترهات و سفاسف الأمور وافتعال حروب البسوس و داحس والغبراء على -الفاضي والمليان- يدلل على ان هذه الفئات "فاضية شغل"، و تصنع مصيبتها بيديها، وان قطار هذه الفئات ليس على قضبان السكة الحديد، وانها سببا في تراجع القضية الفلسطينية بجانب القيادات، ويجعلها لا وقت لديها لمعرفة ما يدور من حولها من تجارب الدول وثقافتها.

فمتى نتخلص من عقد الانعزالية والنرجسية والشوفينية ؟

إسرائيل والهجرة العكسية (المسكوت عنه)

من الملاحظ في إسرائيل أن الهجرة العكسية لا تأخذ أي بعد إعلامي، فهناك حرص شديد على عدم نشر ما يظهر أن أعدادا كبيرة تهرب وتهاجر من إسرائيل إلى أوروبا والولايات المتحدة، بينما هجرة بعض الأحباش إلى إسرائيل تأخذ بعدا إعلاميا كبيرا، تتصدر صفحات الأخبار، وذلك بالتأكيد لتشجيع يهود العالم للمجيء.

واضح أن إسرائيل تدرك أهمية السكان وزيادتهم خوفا من  شظايا القنبلة الديمغرافية المرتقبة، فهل عملنا كفلسطينيين على تعزيز صمود المواطن ودعمه؟ هل عملنا على إيجاد بيئة عمل مناسبة لجيش الخريجين الذين يبحثون عن فرصة للهروب من الوطن؟؟

تركيا والسعودية:

تركيا تقرض المؤسسات والبنوك الدولية بالمليارات بعدما قامت بسداد جميع ديونها الخارجية قبل أعوام طوال، والسعودية تقوم بأول عملية اقتراضٍ للحكومة السعودية من السوق الدولية بقيمة 15 مليار دولار.

آه يا وجع السنين.. يبدو أن الفخ الذي نصب للشهيد صدام حسين ما زال صالحا للاستعمال مع العرب.  متى يأتي يوم على العربي  يستفيد من تجاربه؟

بعثة أوروبا تناشد حماس لمنع  عقوبة الإعدام

بعثة الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله تطالب حركة "حماس" بوقف تنفيذ عقوبة الإعدام، واصفة الإعدام بأنه "انتهاك للقانون الفلسطيني".

هذه بعثة رسمية، وليست مؤسسة حقوقية مستقلة، والسؤال التهكمي هو: على أي أساس تخاطب أوروبا الرسمية حماس؟ أليست حماس على قوائم المنع والإرهاب؟ أليست هذه حماس التي تحاصروها وتمنعوا نوابها من السفر وحق التنقل؟  وما المقابل لو حماس سمعت والتزمت بهذا البيان وهذا الطلب الأوروبي؟؟؟

لماذا لا تناشد أوروبا نصف الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تمنع دساتيرها الداخلية الإعدام؟

لماذا لا تعترض أوروبا على "إعدامات الفلسطينيين في عرض شوارع رام الله والقدس؟

كاتب وأكاديمي.

فلسطين- غزة

[email protected]

2016-10-20