الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
زمن "العهر" والمعايير المقلوبة بقلم:- راسم عبيدات

قرار محكمة الاحتلال الصهيوني في تل أبيب بحق الرفيق القائد أحمد سعدات بتغريمه ب (42000) مليون شيكل،بسبب عمليات مقاومة نفذتها الجبهة الشعبية،قرار عدا عن كونه فيه الكثير من العنجهية والوقاحة غير المسبوقة،ويندرج في إطار استهداف الرفيق القائد سعدات،الذي وقف ويقف مواقف مشرفة في كل الساحات والميادين النضالية والكفاحية،وكذلك للجبهة الشعبية التي تمثل حالة نضالية عقائدية متميزة،فهو يثير فيك الكثير من السخرية والغضب والحقد معاً،دولة تغتصب شعب بأكمله،تمعن في إذلاله وقمعه،تحتل أرضه،تهجره وتشرده وتمارس كل أشكال التطهير العرقي بحقه،وتريد منه أن يقر بشرعية الاحتلال ووجوده،وأن يعتبر نضاله شكل من أشكال الإرهاب،وربما تريد منه ما هو أكثر من فرض الغرامات،لربما الاعتذار وإدانة نضاله ومقاومته،والاعتراف بأن الحركة الصهيونية المصنفة وبقرار دولي كحركة عنصرية تمارس كل أشكال القمع والإجرام بحق شعب بأكمله،حركة "تحرر وطني"؟؟؟،فهذا وقاحة ما بعدها وقاحة واستهتار بكل الشرعية الدولية وقوانينها ومواثيقها واتفاقياتها،إنه زمن "العهر" والمعايير المقلوبة،زمن ليس المساواة بين الضحية والجلاد،بل نصرة الجلاد على الضحية،في عرف أمريكا وأوروبا الغربية،كيف لا وبريطانيا العظمى المجرم الأول بحق الشعب الفلسطيني والمسؤولة المباشرة عن كل ما لحق به من جرائم وطرد وتهجير وتشريد،والتي يجب على الشعب الفلسطيني ملاحقتها في كل المحافل والهيئات الدولية،ومطالبتها بدفع ألاف المليارات من الدولارات،كجزء من التعويضات على الظلم التاريخي الذي لحق بهذا الشعب،في العدوان الأخير على قطاع غزة كان وزير خارجيتها وسفيرها في تل أبيب،اول من دعموا وساندوا العدوان،حيث ذهبا الى "كريات ملاخي" للتضامن مع سكانها ضد ما تعرضت له من قصف بالصواريخ الفلسطينية،أما العدوان وقتل وحرق الأطفال بالنابالم وغيره لا يستحق الإدانة والشجب والدعوة إلى وقف العدوان وإنهاء الاحتلال،وكذلك في التصويت على العضوية المراقبة للدولة الفلسطينية امتنعت بريطانيا عن التصويت.

انه "العهر"بأكثر صوره وتجلياته،أن يحاكم قائد فلسطيني ومنظمته على مقاومتهم ونضالاهم ضد الاحتلال،ويفلت الاحتلال من العقاب،فهو لو دفع مئات أو ألاف مليارات الدولارات عن الجرائم والآلام التي ارتكبها وسببها للشعب الفلسطيني،فهذا غير كاف لمحو بشاعة الاحتلال وظلمه من ذاكرة شعبنا.....يتبع

2012-12-08