استقبل الصالون الثقافي في الكبابير- حيفا الدكتورة روزلاند دعيم لإشهار ومناقشة كتابها "عشتار العربية- رؤية حضاريّة ودينيّة في الأعياد والمواسم"، الذي صدر عن دار الوسط للإعلام، رام الله.

تم تأسيس وإقامة الصالون الثقافي في الكبابير في آذار 2016، بمبادرة من الأستاذة المربية منى عودة، ويضم السيدات:

مديحة عودة

حليمة قصيني

ناريمان عباسي

نائلة عودة

نائلة سرور

نبيهة أبو اليونس

عطاف عودة

سلوى عودة

افتتحت الأستاذة منى عودة اللقاء بقولها: "بين أيدينا كتاب ودراسة قيمة جدًّا. يجب أن يتواجد الكتاب في كل مكتبة منزليّة ومدرسيّة ليكون مرجعًا من خلاله يمكننا التعرُّف على أعياد جميع الأديان والقواسم المشتركة بينها، لتكون وسيلة للتقارب والألفة والمحبة التي تجمع ما بين جميع الأديان.

حبذا لو كانت طبعة ثانية لهذا المؤلَّف تستطيعين من خلالها التوسع أكثر في الأعياد والمناسبات الإسلامية بجميع طوائفها، كالطائفة الأحمدية مثلًا". كما ركزت عودة على المشترك بين الديانات، خاصة بموضوع الصوم والعادات، وألوان علم الموحدين الدروز، وتقديس ستنا مريم في القرآن الكريم وتطرقت إلى ميزة غلاف الكتاب بصورته ولونه البنفسجي.

تحدثت السيدات بإسهاب عن الكتاب وطرحن نصوصًا موازية منها:

السيدة حليمة قصيني قرأت على الحضور ما يلي:

نشكر الدكتورة روزلاند على هذا الجهد والعطاء لتنوير الفكر والمعرفة.

في هذه الدراسة رؤية دينية في الأعياد والمواسم، دراسة شاملة منذ استحداثها ونسخها إلى الديانات في تحويرات وأسماء أخرى تتماهى مع المعتَقَد المتبنى للعيد.

كتاب مهم لتوعية المدارك بأصول الأعياد والديانات نشأتها وأهدافها؛ نحن بني البشر امتداد لحضارات تتوارثها الأجيال ليوثقها التاريخ لمن يخلفوننا.

بالنسبة لي شخصيا كانت الإضافة في الأعياد المسيحية والدرزية، والمقارنة بين زينة الميلاد في الماضي والحاض؛ من استعمال زينة بيئية مثل المندلينا واللوز وأشياء أخرى من الطبيعة، إلى التطور حتى وضع بابا نويل والنجم والشموع.

الأعياد هي مناسبة دينية لفرحة متجددة؛ تكون في بعض الأحيان ذكرى لأحباب غيبهم الزمن أو السفر، لتبقى هذه الأعياد لتجديد الولاء لهذه المناسبة الدينية.

عيد الميلاد ومشاركة بعض المسلمين بالعيد؛ زينة عيد الميلاد تضفي البهجة والفرحة للنتظر وبما أننا شعب نفتقد للفرح لذلك أتت هذه المناسبة لتضفي الفرحة للناظر إليها. أظن من هذه الزاوية بدأ الأخوة المسلمون المشاركة بها، ممكن لإدخال البهجة إلى نفوسهم.

الأعياد هي بمثابة الجذور لشجرة إن لم تكن جذورها متشعبة في الأرض لكانت كل هبة ريح تعصف بها.

هكذا نحن البشر الأعياد والطقوس الدينية هي شريان للتغذية للاستمرار، ليتجدد بكل مناسبة، لتبقى ثوابت متعارف عليها كالمغناطيس لجذب الأمة، بل هو مرساها.

والتجدد والإضافة لغسل الروح.

وتكون لمة العائلة بعد عناء الأيام.

وسألت: لماذا تم اختيار الاسم عشتار العربية للكتاب؟

أما الممرضة السيدة نبيهة ابو اليونس فقد قالت:

الدكتورة روزلاند دعيم بنت البلد الحبيبة، عشتار العرب، كتابك مرجع ثقافي، اجتماعي، تاريخي، وسياسي، مفيد لجميع طبقات المجتمع.

دوَّنتِ ووثَّقتِ أعيادنا والعقيدة من وراء كل عيد، شرحتِ بالتفصيل الكامل عن العيد من تاريخ العصور القديمة وتطورة عبر الحضارة حتى يومنا هذا.

الكتاب مرجع ومصدر مهم لفهم ماهية الأعياد وتطورها الحضاري. ويجب الاحتفاظ به في كل بيت فلسطيني، وفي كل مكتبة عربية. 

بما أننا بنات بلدة متعدِّد الديانات - حيفا، ففي قراءتي للكتاب عايشت كل كلمة به، في موسم الأعياد وبالأخص الأكلات مثل البربارة، صحن وأحلى صحن عند الجارة أو عند أمي، تم إختياره بدقة من بين الصحون الخاصة بالاحتفالات العائلية، صحن البربارة ورائحة اليانسون لا تنسى.

في قراءتي للكتاب كان تناغم تام مع تزامن الأعياد مع الطبيعة، يعني الدكتورة روزلاند ربطت أحداث العيد بالمواسم الصيفية والشتوية ولكل موسم عيده. وما يزرع ويجني الفلاح يأتي به على مائدة العيد.

وصفك للفصول والمواسم التي خدمت متطلبات العيد مثلا: الصوم الأربعيني الكبير – يقدم به طعام صيامي – ينسجم نظام الصوم وطبيعة الحياة الزراعية في فلسطين، حين تكون الضأن والماعز معشِّرة.

الأعياد هي ظاهرة من ظواهر دفع النفس البشرية للبحث عن لحظات السعادة وافتعالها، ففي فترة الأعياد نعيش بطاقة إيجابية تسعدنا، الطعام المميز، الزينة، قعدات العيلة، كل هذا يزيدنا قدرة على متابعة المسيرة بالحياة، وبالأخص الحفاظ على جمع العائلة حولنا بالعيد.

فترة الأعياد تؤثر على كل جوانب الحياة، تتجدد العلاقات الأسرية، والممارسات الروحانية. 

فترة الأعياد هي فترة علاج للروح والنفس، وكل مناسبة عيد تحمل عبرة إنسانية وفكر روحاني وعقيدة تجعلنا نعيد برمجة حياتنا لكي نتعلم من عبرة وفكرة العيد.

فمثلا: صوم رمضان، والصوم صوم الأربعين وغيرهما.

بالصوم يغفر الله لنا عن أخطائنا، ونعيد النظر على سير حياتنا وتصرفاتنا.

في الكتاب تؤكد الكاتبة الدكتورة روزلاند أن العيد هو ذاكرة جماعية توحِّد المعيِّدين، ذاكرة جماعية أنا وأنت وجميعنا، الأعياد هي جزء من الذاكرة التي تحمل الهوية الشخصية للانتماء، انتماء الإنسان من الأنا إلى الدين والجماعة والعرق والمجتمع.

في العيد ولادة، تنوير، بداية، نور، هجرة، سلام، اتحاد، فرح، سعادة، حب، فعل الخير، حصانة.

عبرة الأعياد هي فترة تمعن بموقفنا بالحياة ونعيد تقييم معتقداتنا وأهدافنا وقيمنا، وهي فرصة لإعادة تقييم شعورنا، وتحوُّل كامل في سلوكنا.

النار: أوضحت الكاتبة تاريخ استعمال النار في طقوس عيد الصليب عبر الحضارات وارتباطه بعيد الصليب.

عدَّدت الكاتبة الظواهر التي تجمع بين الدين، السياسة، والتاريخ في العادات والتقاليد، وميزة أيام الإعياد مثل إشعال النار أو الغطاس في مناطق مختلفة في البلاد، ومدى تطور هذه العادات وغيرها، التي تأثرت بعوامل مختلفة مع مرور الزمن.

ذكرت الكاتبة بوصف محب التعاون بين الديانات المختلفة في البلاد بأوقات الأعياد مثل توزيع الماء على أيدي عائلة مسلمة يوم طلعة العذراء في حيفا، وهذا التعاون والود بين الطوائف المختلفة هو الذي يميز الأعياد في بلادنا.

والسيدة عطاف عودة قرأت على المجموعة شعرًا نظمته من وحي الكتاب:

عطاف عودة

هلي يا ليالي العيد

فرحينا من جديد

بروح عام بيجي عام

وأيام الفرح بتزيد.

+++

إجانا الشهر الفضيل 

شهر البركات وشهر الخير الوفير

فيه نزل القرآن

معجزة من رب العالمين

ليلة القدر فيها

تكثر التهاليل والتكابير

وبحلول الفطر السعيد

تكمل فرحة الصائمين

وهلي يا ليالي العيد

فرحينا من جديد.

+++

بعيد الأضحى المبارك

تزيد الروحانيات

كل العيون هنان

تتطلع إلى مكة

تطوف وتسعى مع الحجاج

وهلي يا ليالي العيد

فرحينا من جديد.

+++

معجزة السيدة العذراء

ميلاد سيدنا المسيح

سلامٌ عليك يا مريم

وسلامٌ على من صُلب من المرسلين

وهلي يا ليالي العيد

فرحينا من جديد.

+++

تقوم العبادات في الفصح المجيد

تجتمع العائلات حول الموائد

بعد أطباق الصوم الكبير

وهلي يا ليالي العيد

فرحينا من جديد.

+++

جمعنا الأعياد بعيد

بإسم عيد الأعياد

لتكبر الفرحة وتزيد

وتتجدد في كل عام

وهلي يا ليالي العيد

فرحينا من جديد

بروح عام وبيجي عام

وأيام الفرح بتزيد.

+++

خلال اللقاء أجابت الدكتورة دعيم عن أسئلة السيدات اللواتي قرأن الكتاب بتمعن شديد، كما اتضح من نوعية الأسئلة ونضجها ولخصت بما جاء في مقدمة الكتاب: "استمد الكتاب فلسفته من المجتمع في لحظة حياته الآنية، وتم جمع جزء من المادة خلال العمل الميداني، ولا ندَّعي في عملنا هذا الكمال، إذ لا مجال لاحتواء كل ما جاءت به الحضارة التراكمية والفكر الإنساني في فصل أو كتاب، فنحن ننهل من حضارة كنعانية ممتدة عميقًا، تمازجت وانسجمت مع ثقافة بابلية، وفينيقية وفِرعَونية لا تقل عنها أصالة وعمقًا، إلا أنها تشكِّل لَبِنَة في فكر معاصر لحضارة راسخة" واضافت دعيم أن لون الغلاف البنفسجي تم اختياره لندرة هذا اللون في الطبيعة مما أكسبه قيمة عليا ماديًّا ورمزيًّا وروحانيًّا، كما أنه يدمج بين الأحمر الحامي والأزرق البارد. 

وعن عشتار العربية؛ عشتار الربة والمرأة والأم، إلهة الحب والجمال والتضحية… نجدها بأسماء مختلفة في الحضارات المختلفة، إلا أنها هنا هي عربية كنعانية تستدعي الغور في تفاصيل الإرهاصات البدئية للحضارة الكنعانية التراكمية. 

وفي نهاية اللقاء لخصت الأستاذة عودة بقولها: "سررنا كثيرًا بوجودم معنا هذا المساء، المعلومات التي في كتابك أضافت لنا كثيرًا. أمسية ممتعة ومثرية لأبعد الحدود، افتخر بك صديقتي.

وقد نشرت على صفحة النادي ما يلي:

اجتمع الصالون الثقافي (الكبابير) بالدكتورة روزلاند دعيم ابنة حيفا وعاشقتها لتهنئتها ومناقشتها إصدارها الجديد "عشتارالعربية" وهو عبارة عن رؤية حضارية في الأعياد والمواسم لكل من الطوائف الثلاث: المسيحية، الإسلامية والتوحيديّة.

طرحت الدكتورة من خلال كتابها هذا مفهوم الأديان والأعياد والمناسبات بشكل عام وخاص والمؤثرات المختلفة التي أثرت في مفهوم هذه الأعياد والمناسبات وطرق الاحتفال بها.

اهتمت أيضًا أن تظهر أوجه الشبه بالاحتفال بالأعياد لجميع الطوائف، كوننا ننحدر من نفس الحضارة ألا وهي الحضارة الكنعانية الممتدة والمتجذرة فينا جميعًا. 

هذا المؤلَّف حصيلة بحث ودراسة وتنقيب دامت لعدة سنوات وهو جدير بأن يكون مرجعًا للأجيال السابقة ليتذكروا وللأجيال اللاحقة ليتعلموا.

شكرًا لك دكتورة روزلاند على هذا الجهد ولقبولك دعوتنا والتي كانت ولسعادتنا الإشهار الأول لمؤلَّفك القيم.

دمت لنا ولمجتمعك ودام قلمك نابضًا وباحثًا بقضايا ومواضيع جديرة في التدوين والتوثيق.

وعبرت الدكتورة روزلاند دعيم عن شكرها وسعادتها بحفاوة اللقاء ومحبة المجموعة، واكدَّت أنه من المحطات الجميلة في حياتها العمل مع سيدات حي الكبابير قبل نحو ثلاثين عاما في برنامج الأم الدليل... حين كانت صبية واعدة وكن أمهات صغيرات... ومن المحطات الجميلة منذ بداية هذا العام تلك الأمسية الماطرة التي احتفت بها سيدات الصالون الثقافي بكتاب عشتار العربية، وباركت للصالون الثقافي الكبابير فكرته واستمرايته، النابعة من سيدات مثقفات يحملن مسؤولية فكرية تجاه مجتمهن.