الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
زهيره كمال: القدس تنقصها المرجعية الواحدة

القدس-الوسط اليوم-سميرسعدالدين
دعت زهيره كمال الأمينة العامة للإتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا   التوجه الى المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس حقوق  الانسان في  اطار موقف فلسطيني وطني يجمع الفصائل والقوى الاخرى لمجابهة دعوة بلدية القدس المحتلة للإدارة المدنية لتولي المسؤلية عن المناطق السكانية التي تقع خلف جدار العزل وهي سبعة أحياء
علما أن بلدية الإحتلال كانت منذ فترة طويلة تصل الى مايزيد عن عامين عملت على  تقليص خدماتها في هذه الأحياء مثل أعمال النظافة بالرغم من جبايتها للضرائب وخاصة الأرنونا
وكان الفلسطينيون قد ادركوا منذ بدأت اسرائيل في بناء مقاطع جدار العزل بالقدس أن من تركهم الجدار ورائه سوف يتم التخلص منهم كمواطنين يحملون هوية القدس كمرحلة من مراحل تنفيذ خطة تقليل نسية الفلسطينيين بالقدس الى ما دون 12% من السكان   التي تقع في اطار المشروع الإستراتيجي الذي أطلق عليه 20-20
والذي تم تمديده الى العام1930
وهناك تحسبات أكيدة أن الأراضي التي تركها الجدار ورائه بالضفة الغربية سوف يكون مصيرها الضم الى دولة اسرائيل في الظرف المناسب بعد طرد اصحابها منها التي لا توجد بها كثافة سكانية في حين يصل عدد سكان الاحياء السبعة للقدس الى ما يزيد عن ستين ألفا إلا ان هذه الأراضي تعتبر ذخرا فلسطينيا من حيث مساحتها الواسعة وكونها سلة الغذاء الزراعي والحيواني كما انها تقع على الحوض الغربي المائي
لابد من  الإعتراف أن الإنقسام الفلسطيني سبب هام في تنفيذ مخطط التهويد للمدينة وتكثيفه في كل المجالات الإستيطان أحدها وكذلك هدم المنازل وتشريد أهلها وسحب الهويات والضائقة الإقتصادية وعدم الشوعر بالأمان على المقدسات وصمود بنيانها ومنع المؤمنين من الوصول اليها مسلمون ومسيحيون بما فيهم الشبان  حيث شهدنا خلال السنوات الأخيرة حرمان علماء وشخصيات سياسية ومجتمعية وحراس المسجد  الأقصى  الإقتراب منه لفترات تصل لسنة وشهور وهذا الأنقسام أوجد وساعد على  عدة مرجعيات بالقدس متنافسة منذ انتقال فيصل الحسيني الى الرفيق  الأعلى
هذا اضافة الى التقصير في الدعم السياسي والمالي العربي والإسلامي إذ أن ما أقرته القمة العربية  في سرت وهو نصف مليار دولار للمشاريع الصحية والتعليمية والمجتمعية والإسكان لم يصل منه  سوى سبع وثلاثين مليونا بالرغم من أن هناك وفودا مقدسية جابت العواصم العربية حاملة معها إحتياجات المدينة لدعم صمودها وأهلها أمام سياسة التهويد المفزعة وهذا مما دعا زهيرة كمال أن تقول أن بيانات التنديد لا تسمن ولاتغني من جوع
لا بد من الإعتراف أيضا أن القيادات المقدسية في الفصائل والأطر الرسمية كاللجنة التنفيذية والوزراء وأعضاء المجلس التشريعي غير المعتقلين  مقصرون في طرح قضايا القدس على المستويين المحلي والعربي والدولي والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يشكلون مثلا غرفة عمليات لمعالجة  القضايا الملحة والتوجه بها الى المجتمع الدولي والعربي والسلامي بمشاركة شخصيات وفعاليات المدينة
لايجوز القاء اللوم على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بالتقصير  تجاه القدس ماليا بالشكل المطلق خاصة وأننا نرى ان هناك عجز في دفع الرواتب ومع ذلك هناك تقصير  فلسطيني على جميع المستويات  كما أن هناك سؤال لحركة  كبيرة أين هي الفلوس التي جمعت باسم القدس
كاتب وباحث في شؤون القدس
[email protected]

2012-07-30