الجمعة 9/11/1445 هـ الموافق 17/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في القدس بداية متواضعة نحو تعزيز القيم البيئية لدى الطلبة

ربى عنبتاوي
رام الله-الوسط اليوم-آفاق البيئة والتنمية
كما تغيب السيادة الفلسطينية عن مدينة القدس مرسومة الحدود إسرائيليا، تغيب المساحات الخضراء، فتغرق المدينة في كتل إسمنتية، فتندر الحدائق ولا ترى إلا بعيداً من نوافذ البيوت حيث المستوطنات الفسيحة، فتكون الطبيعة والبيئة بعيدة عن مجال اطفالنا الضيق، من هذا المنطلق سعت مؤسسة الاغاثة الزراعية الى استهداف المدارس المقدسية التي ما زالت تحمل راية الاستقلال عن التبعية لبلدية الاحتلال، عبر نشاطات بيئية تحافظ على الوسط المحيط وتعزز روابط الطالب مع الطبيعة المفقودة من حوله.
تجولت مجلة "آفاق البيئة والتنمية" في أروقة مدرسة اكاديميا المستقبل في بلدة العيسوية شرقي القدس، حيث عاشت صخب وتحمس الطلبة إناثا وذكوراً وهم يكتشفون لأول مرة أن قنينة العصير او الماء البلاستيكية الفارغة يمكن تحويلها الى فن ممتع ومفيد في الوقت نفسه، من هناك تحدث مرّكز المخيمات الشتوية عبد الله السفاريني.
  
أزهار من مخلفات القناني البلاستيكية أستطيع عمل مصباح من القناني
أجاب السفاريني في معرض سؤاله عن سبب تضمين الانشطة البيئية للمخيمات، بأنها اصبحت ضرورة ملحة في ظل ارتفاع نسبة التلوث في الاراضي الفلسطينية دون وعي النشء الصغير لمخاطر التلوث على البيئة ومستقبل وجود الإنسان، من هنا وفي القدس على وجه الخصوص ولغياب المساحات الخضراء فيها، رأت "الاغاثة الزراعية" انه من الملّح بدء التوعية مع الطلبة بالتدريج عبر ثلاثة انشطة مختلفة تستهدف ثلاث مدارس في القدس، هي: جولات سياحية طبيعية، زراعة نباتات زينة في الأصص، تدوير النفايات من قناني بلاستيكية وورق جرائد، مع رفد مكتبات المدارس بكتب بيئية".
وأثناء انهماك الطلبة المرتدين لزي المخيم المكتوب عليه شعار: "بيئة صحية ... حياة آمنة" تابعت "آفاق" مدربة البيئة ماجدة الغول وهي تخاطب الطلبة قائلة: "حين تمتلئ الأرض بالقناني البلاستيكية ماذا يحدث؟؟ أجاب الطلبة: تتلوث البيئية وتختفي الأراضي الزراعية، وأكملت الغول كيف نقلل من نسبة هذه النفايات في الأرض؟؟ أجابوا: ندورها ونصنع منها أشياء مفيدة". وأكملت الغول: "حين اذهب للسوق آخذ معي كيساً واحداً وارفض الخروج بأكياس جديدة عديدة".
كما شاهدت "آفاق" الاستاذ الفنان علي العناتي وهو يدرب الطلبة الابداع بالفن من مخلفات البيئة، فمن القناني يصنعون الاصص والمقالم والجرار والفوانيس، ومن أوراق الجرائد مجسمات ثلاثية الأبعاد كخارطة فلسطين وشخصية حنظلة الكاريكاتورية.
وأضاف سفاريني: "نستهدف من خلال مخيماتنا المدارس التي رفعت الراية الفلسطينية في مواجهة تهويد قطاع التعليم في المدينة، وقد اخترنا مبدئياً بالإضافة لأكاديميا المستقبل مدرستي دير الارمن ودار الأيتام الصناعية". 
نبتتي هي بداية حبي لبيئتي
وخلال المخيمات يتم مناقشة المفاهيم البيئية والنظافة الشخصية والوسط المحيط ومن ثم التطبيق العملي عبر مشاركة المدربين والمتطوعين للطلبة وأحياناً كثيرة مع أهاليهم، بحيث يتم صنع نواة بيئية تكون قدوة لغيرها من الطلبة في ممارسة السلوكيات البيئية وتعميمها على الآخرين.
وعن المخيم، اعربت المهندسة الزراعية نهى الشرباتي، والتي شاركت الطلبة زراعة أصص نباتات زينة واصفةً التجربة: "الاطفال في القدس محرومون من الخضرة والحدائق المزروعة فحين زرعوا نبتتهم وسقوها وأخذوها الى بيتهم فكأنهم ملكوا أحد مفاتيح السعادة".
ومما قاله الطلبة في الايام التالية للفعالية: لقد نما الساق قليلا... لقد ازهرت النبتة، لقد نمت ورقة شجر جديدة. تعليقات عبرّت عن بروز اهتمامهم بالطبيعة كما تقول الشرباتي
وأضافت قال لي احد الطلبة: "منعتني امي من تربية قطة في منزلنا، لقد حزنت حينها، لكن حين انغمست في تربية وردتي الصغيرة أحببتها كثيراً، فنسيت أمر القطة".
ختم السفاريني: "ما يؤسف هو ندرة الحدائق في هذه المدارس ومناطق القدس تحديداً، ما حدّ من تطبيقنا لمشروع الدبال (الكومبوست)، لكن في المقابل تعاطينا مع النفايات التي تملأ المكان في محاولة للتقليل منها وجعل البيئة اكثر جمالا وأمناً". 

2013-02-06