الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
السينما الفلسطينيه مابين الابداع والحصار..المخرج سعود مهنا

رام الله- الوسط اليوم:لا شك ان السينما هى لغه حضاريه ذات قيمه ثقافيه وانسانيه للحوار والتخاطب الثقافى والفكرى وهى تعبر عن حضاره متقدمه وايقاع فكرى مهم فى حياه اغلبيه البشر لذلك احيانا تكون نهج ومقياس لتقدم الشعوب.

ولكن السينما الفلسطينيه بالذات كانت انتفاضه مرئيه لتسجيل ثوره ونهج نضالى على امتداد عمر الثوره الفلسطينيه منذ بدء الاحتلال الانجليزى ومن بعده الاحتلال الاسرائيلى لذلك كانت للسينما الفلسطينيه نكهه ومذاق مختلف فى الفكر ولكن متقارب فى التقنيه والتطبيق مع السينما العربيه والعالميه

فمن حيث الفكر اصر السينمائيين الفلسطينيين على تسجيل الواقع بفكر متقدم ولكنه لا يبتعد عن قدسيه التأرخه وتسجيل الحياه الفلسطينيه بمرها وحلوها فالمتابع للسينما الفلسطينيه يجدها سجلت تجذر الانسان الفلسطينى فى الارض وتاريخه المرتبط بالتراب الذى ضحى بروحه ودمه من اجله وسجلت السينما الفلسطينيه عبر تاريخ طويل تضحيات المناضلين فى الذود عن الارض والعرض كما وسجلت افلامهم الرحيل والشتات والعذابات اثناء الرحيل وكل ما يتعلق بتلك المرحله المهمه فى حياه الانسان الفلسطينى ثم توالت الافلام التى رصدت مخيمات اللاجئين واصرارهم على العوده وحنينهم لمدنهم وقراهم التى طردو منها بالقوه وامام انظار العالم الذى لم ينصفهم

المتتبع لمسيره السينما الفلسطينيه يجدها سينما مناضله كاهلها تماما فكثير من صناع الافلام استشهدوا وهم يسجلون بكمراتهم عذابات وامال واحلام الفلسطينيين ويرصدون الهمجيه الاسرائيليه فى اقتلاع الانسان من ارضه ووطنه لذلك كانت اسرائيل تخشى الاعلام وخصوصا المرئى اكثر من خوفها من السلاح والمقاومه لان الاعلام المرئى يعريها امام العالم ويفضح ممارساتها البشعه والهمجيه ضد الانسان الفلسطينى اينما كان لذلك استهدفت اسرائيل الكثير من الاعلاميين من كتاب وشعراء وفنانيين وسينمائيين

ولكن السينما الفلسطينيه استطاعت عبر افلامها ان تفضح تلك الممارسات عبر عقود من السنين فقلما تجد مهرجان سينمائى عربى او عالمى يخلو من مشاركه فيلم فلسطينى وهذا ماجعل اسرائيل تزيد من حصارها على الفلسطينيين بكل شرائحهم الاجتماعيه وخصوصا على من يعملون فى الجانب الاعلامى المرئى

لقد حاصرت اسرائيل صناع الافلام الفلسطينيين وخصوصا فى قطاع غزه فحرمتهم من السفر للمشاركه فى مهرجانات كثيره حتى لا تصل الصوره الحقيقيه عن جرائم اسرائيل الى العالم من خلال افلامهم

ايضا منعت اسرائيل دخول المعدات من كاميرات وكل المعدات التقنيه اللازمه لصناعه الافلام كما انها منعت بعض الخبراء السينمائيين من دخول غزه وتمادت فى اكثر من ذلك فمنعت الطلبه من السفر لدراسه الاعلام فى بلاد كثيره من العالم

رغم كل العوائق والحصار المفروض على المبدعين الفلسطينيين الا ان السينما الفلسطينيه استطاعت ان تجد لها مكانا مميزا على خارطه السينما العربيه والعالميه فمن يتابع تلك المهرجانات سيجد الكثير من الافلام الفلسطينيه حازت على العديد من الجوائز وكثير من السينمائيين كان لهم تواجد كنقاد وخبراء واعضاء لجان تحكيم فى اهم المهرجانات السينمائيه بالعالم

صناع الافلام فى غزه استطاعو صناعه افلامهم باقل التقنيات واروع الصناعه الفكريه السينمائيه فهم من سجلو للعالم كل الاحداث التى مرت على غزه من حصار وحروب وابداعات فنيه وفكريه واوصلو صوت اطفال ونساء وشباب فلسطين الى العالم بكمراتهم المتواضعه وباصرارهم على تسجيل تاريخ مهم سيبقى للاجيال القادمه

انا ارى ان الفكر والاصرار والتحدى لدى صناع الافلام الفلسطينيين هو من اهم عوامل صمود ونجاح السينما الفلسطينيه فكم من مصور ومخرج استشهد زميله اثناء تصويرهم فيلم وثائقى واستمروا رغم الحزن والقهر فى تسجيل حلمهم وفكرهم ليصل الى العالم وليثبت بالصوره ان الفلسطينى المبدع يبدع رغم كل العوائق من قتل وحصار ومنع ومصادره الا انه ماض فى تسجيل وتوثيق الصوره التى هى الاصدق

2013-01-21