تعتبر دار العجزة في اسطنبول أو "بيت الشفقة" من أقدم بيوت العجزة في العالم إذ بنيت قبل 118 عام على يد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لإيواء من انقطعوا عن ذويهم بسبب الحروب في ذلك الوقت.
ويعتمد العجزة المقيمون في "بيت الشفقة" على أنفسهم في كل شيء منذ ذاك الزمان وحتى يومنا هذا.
وقالت مديرة مؤسسة دار العجزة نفزت بايهان:"للإقامة في هذه الدار يجب أن تتوفر في الشخص 4 شروط، الأول أن لا يكون له أقرباء، والثاني أن يكون له اقرباء لكن لا يستطيعون إعالته، والثالث أن لا يكون مختلا عقليا، والرابع أن يكون من سكان مدينة اسطنبول".
وأوضحت المسنة عائشة يلماز"جئت هنا لوحدي بعد وفاة زوجي الذي كان بمثابة كل شيء بالنسبة لي، فقدان الزوج أمر صعب، لذلك أنا هنا". قالت المسنّة عائشة يلماز.
ويعيش في "بيت الشفقة" أكثر من 500 شخصممن لا أهل لهم لرعايتهم.
ويظن من بالخارج أنهم عاجزون, لكن من يدخل إلى دارهم يوقن بأن العجز مفارقهم, فهم يعتمدون على أنفسهم للتغلب على مصاعب الحياة فكل يمتهن مهنة يكسب منها قوته دون أن يكون عبئاً على أحد.
في كل زاوية قصة، ولكل عين حكاية سواء كانت تبصر أم لا تبصر كعيون العم أورهان, الذي يغني دائما للترويح عن بقية رفاقه.
ويعمل بعضهم في إعادة تدوير الورق, والبعض الآخر يغزل النسيج، وآخرون يرسمون أحلامهم, والبعض الآخر برع بصناعة التحف.
وتوضح السيدة بايهان"الكل سواسية هنا حتى في دور العبادة , ففي الدار مسجد للمسلمين وكنيسة للمسيحيين ومعبد لليهود".
ورغم بلوغ معظم ساكني هذه الدار "أرذل العمر،" إلا أنهم مازالوا يعتمدون على أنفسهم فيما كتب الله لهم من بقية عمر، ليست الحاجة للعمل أو المال هي التي جمعتهم تحت سقف بيت الشفقة، بل كان انقطاع الرابط الأسري السبب الوحيد في ذلك.
