الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الحريري: موقف نصرالله من أزمة سورية انتحاري

بيروت –الوسط اليوم- «الحياة»

أطلق اعلان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن النظام السوري لن يسقط عسكرياً وأن لسورية أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا بأن تسقط، وأن حزبه لن يتردد «في مساعدة سكان ريف القصير، وفي الدفاع عن مقام السيدة زينب في دمشق»، سلسلة ردود فعل نددت بموقفه أبرزها من زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي اعتبر أن «النظام في سورية سقط والإرادة ببقائه لا يمتلكها حسن نصرالله أو (المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في ايران) علي خامنئي»، مؤكداً أن «مصير هذا النظام في أيدي الشعب السوري».

وإذ رأت أوساط سياسية أن كلام نصرالله يفتح لبنان على مرحلة سياسية جديدة لجهة قوله إنه «إذا تدحرجت الأمور في سورية الى ما هو أخطر قد تضطر دول أو قوى أو حركات مقاومة الى التدخل الفعلي في المواجهة الميدانية فيها»، فإن الحريري رأى أن «أخطر ما ورد على لسان الأمين العام لحزب الله يتعلق بالربط الانتحاري بين المسألة السورية ولبنان».

وفيما دعت مصادر متعددة الى رصد مدى انعكاس تصاعد الاستقطاب حول الأزمة السورية في لبنان مزيداً من الصعوبات أمام جهود الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام، فإن الحريري حذر من أن «حزب الله يقود لبنان الى الخراب ويريد للطائفة الشيعية ان تتقدم الصفوف نحو فتنة ملعونة... كما لو كانت الطائفة الشيعية ملكاً خاصاً لحزب الله». وأضاف: «إما أن نكون أمام ضرب من ضروب الجنون أو أن نكون أمام منزلق من منزلقات الغرور».

ومن الردود على خطاب نصرالله أيضاً إعلان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه «مهما حاولتم دعم النظام السوري الحالي لن تستطيعوا إيقاف حركة التاريخ وسيسقط في نهاية المطاف مثلما سقط غيره». وسأل: «إذا كان النظام قوياً فلماذا لا يقوم هو بحماية ريف القصير ومقام السيدة زينب؟».

وأكدت الأمانة العامة لـ «قوى 14 آذار» أن إطلالة نصرالله «انقلاب كامل على اتفاق الطائف وتنكر كامل لمنطق الدولة ولإعلان بعبدا»، ودعت الرئيس سلام الى «رفض الشروط والابتزاز الذي يحاول فرضه حزب الله في تشكيل الحكومة».

وكان سلام اجتمع ظهر أمس مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان عشية مغادرة الأخير الى الفاتيكان من أجل تهنئة البابا الجديد فرنسيس الأول بانتخابه، وعرض معه آخر المداولات مع «قوى 8 آذار» لمعالجة الصعوبات من أمام تأليف الحكومة الجديدة. وكان سلام رفض مطالبة هذه القوى خلال اجتماع وفد منها اليه أول من أمس، بالحصول على 9 وزراء في حكومة من 24 وزيراً، لأنه يعني حصولها على الثلث المعطّل في الحكومة، وهو رفض كان أكد أنه أحد مبادئ تشكيل حكومته.

وذكرت مصادر 8 آذار أنها رفضت اقتراحاً من سلام بتوزيع يقضي بحصولها على 7 وزراء مقابل 8 لقوى 14 آذار و9 للقوى الوسطية أي هو وسليمان و «جبهة النضال الوطني» النيابية برئاسة وليد جنبلاط، ثم رفضت صيغة تساوي الكتل الثلاثة )8 وزراء لكل منها). وأوضحت المصادر ذاتها ان سلام وعد بصيغة توفق بين الطرحين.

وفيما يتوقع أن يلتقي سلام قريباً وفد 8 آذار، عقد اجتماع أمس بين رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية مع منسق اللجنة المركزية في «حزب الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل في منزل الأخير في بكفيا. وقال فرنجية الذي تحدث مراراً عن صداقته مع الجميل، إن اللبنانيين «في مأزق وكل فريق يريد قانون انتخاب يناسبه».

وعن تأليف الحكومة قال فرنجية: «لا مشكلة لدي في أن أكون في المعارضة وما يطالب به فريق 8 آذار هو حقه وفق حجمه السياسي في مجلس النواب، والفرقاء الآخرون لديهم رأي آخر وهذا من حقهم». وقال: «إذا لم يحصل فريق 8 آذار على حصته، فعلينا أن نعارض، كي لا نشارك في الحكومة، وبعد شهرين يحصل أمر ما لا يعجبنا، فنضطر للانسحاب، أو أن نكون شهود زور في الحكومة».

وقال الجميل انه اتفق مع فرنجية على تحييد لبنان عما يحصل في سورية رغم اختلاف وجهة نظره مع فرنجية حول النظام السوري. ودعا لإرسال الجيش الى الحدود.

2013-05-01