الجمعة 24/10/1445 هـ الموافق 03/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الحل الإستعماري للمسألتين اليهودية والفلسطينية/ حماده فراعنه

إرتكب الغرب الإستعماري العنصري جريمة مزدوجة بحق اليهود أولاً وبحق الشعب العربي الفلسطيني ثانياً ، فقد إرتكب المجازر والمذابح بحق اليهود الأوروبيين الذين كانوا جزءاً لا يتجزأ من الشعوب الأوروبية الألمانية والفرنسية والإنجليزية والروسية والإيطالية وغيرها ، على أيدي النازيين الألمان والفاشيين الطليان ، ودفعوا بهم نحو الهروب والرحيل والهجرة ، وبدلاً من حل ما يسمى المسألة اليهودية أو المشكلة اليهودية في البلدان التي يعيشون فيها بكرامة على أساس المواطنة والمساواة وعلى قاعدة الشراكة ، دفعوا بهم كي يرحلوا نحو بلدٍ أخر هو ليس بلدهم ، وعلى حساب شعب أخر ليس من شعبهم .

لقد تعرض اليهود ، للمذابح والأضطهاد والتمييز في أوروبا المتحضرة ، بينما عاش اليهود عند العرب ومع العرب ، مثلهم مثل باقي أصحاب الديانات السماوية من المسلمين والمسيحيين ، ولم يسجل التاريخ وقائع المس باليهود في البلدان العربية التي عاشوا فيها أو ما زال بعضهم يعيش فيها ، متحررين من الصهيونية ومشروعها وإدعاءاتها .

ومن أوروبا ، مصدر التمييز والأذلال هرب اليهود ، بعضهم إلى أميركا ، والفقراء منهم إلى فلسطين ، جاءوا إلى فلسطين بعضهم هرباً من الإضطهاد الذي تعرضوا له هناك ، وبعضهم تحت تأثير الصهيونية لإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين ، بعد وعد بلفور وإجراءات الأستعمار البريطاني ، لجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود ، على حساب أهلها وسكانها وشعبها الفلسطينيين . 

وهنا مصدر المشكلة ، فبدلاً من مبادرة بريطانيا لحل المشكلة اليهودية في أوروبا عبر المساواة ورفض التمييز ، عملت على نقل المشكلة من أوروبا إلى فلسطين على حساب شعبها  ، فالأوروبيون مارسوا التمييز والإضطهاد والقتل لليهود ، لدوافع مختلفة ، وجاءوا بهم إلى فلسطين ، مهجرين أو غزاة ، ولذلك إرتكبوا بدل الجريمة ، جريمتان الأولى بحق اليهود والثانية بحق الفلسطينيين .

أما اليهود وحركتهم العنصرية ونزوعهم الأستعماري ، فبدلاً من الأستفادة من تجربتهم المريرة في أوروبا ، وبدلاً من البحث عن فرص العيش الكريم مع الفلسطينيين ، نكلوا بالفلسطينيين وسلبوا لهم أرضهم ووطنهم وطردوا حوالي نصفهم من فلسطين ، زيادة على المجازر والمذابح التي إقترفوها بحق الأمنين العزل .

نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 ، بإحتلال وطنه وتحويله لشعب أخر بعد طرد نصفه ، وصمة عار في ضمير بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة التي أيدت تحويل فلسطين إلى إسرائيل وإحلال شعب أجنبي مكان شعبها ، وعلى كل من ساهم في هذه الجريمة إعادة النظر بما إقترفت يداه ، وإنصاف الشعب الفلسطيني الذي رفع شعاراً ديمقراطياً غير عنصري عبر تقاسم الأرض بإقامة دولتين للشعبين أو تقاسم السلطة بإقامة دولة واحدة للقوميتين متعددة الديانات ، تحتكم إلى نتائج صناديق الأقتراع . 

[email protected]

2013-05-22