الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في زمن الخيبات ( الجزء الخامس - خاصة جدا )/عبد الهادي شلا

 مارأيك...؟!

=بلا رتوش ولا (تلميع) يبدو اننا شعب ( أضاع البوصلة ) لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون!

سأوضح لك ولكن لا تقاطعني حتى أنتهي: منذ أن إنطلق ( عرب أيدل) وهو برنامج لا يعنيني أبدا من قريب ولا من بعيد إلا انني حين شاهدته بإلحال من صديق كنت أزوره، وكان مع بداية ظهور ( محمد عساف)..فاستمعت وشاهدت. مثل ملايين الذين شاهدوا هذا الشاب القادم من الحصار ( كما عنونت مقالة سابقة عنه وفي حينها) فقد جذبني إليه شئ غريب في صوته وفي تقاسيم وجهه وكأنني أرى نفسي ( لا تضحك فلا أقصد أنني سأغني رغم أن صوتي لا بأس به وقد غنيت ذات مرة في حفلة مدرسية) المهم.. وبإختصار فقد رجعت لمشاهدة الحلقة التي ظهر فيها أمام لجنة التحكيم التي ستقرر قبوله من عدمه..فلاحظت شيئين معا:

أولهما: أن هذا الفتى لديه حنجرة قابلة للتطور وأن لديه إصرار ( ورثه من شعبه الصامد) على أن ينجح في الاختبار المبدئي، وقد حصل على موافقة اللجنة التي شاهدها الجميع.

ثانيهما: إختياره لأغنية ( صافيني مرة للفنان عبد الحليم حافظ ),ولم يكن من باب الصدفة بل هو (إختيار قدري) فقد كانت هذه الأغنية سببا في تغيير اتجاه مسيرة عبد الحليم حافظ ذلك انه وفي بداية مشواره قد غنى هذه الأغنية ( صافيني مرة ) على خشبة أحد مسارح مدينة الإسكندرية أمام الجماهير التي جاءت لتسمع للمطرب الصاعد في حينه.!!

تم قذف (حليم) بالكراسي ، و نفرت الجماهير منه ومن أغنيتة ، وانتهى الحفل بفشل ذريع..

هل توقف (حليم) ؟

لا.. بل أكمل مشواره الفني بتأن وروية وبمساعدة أصدقائه وزملاء دراسته في معهد الموسيقى العالي( محمد الموجي- بليغ حمدي- كمال الطويل) ، وفي العام التالي غنى نفس الأغنية (صافيني مرة) على نفس المسرح في الإسكندرية ، ولكن الفرق كان واضحا .إذ أن الجماهير التي رفضته في العام الماضي هي التي وقفت مذهولة لسماع هذا الصوت السحري.

*أين المشكلة..؟؟

آسف على مقاطعتك . =أننا وأقصد ( الفلسطينيون ) وقد ظهر من بيننا شاب مميز وله تجربة صغيرة داخل حدود القطاع قد أتيحت له فرصة نادرة جدا بأن يسمع صوته إلى العالم ( دون أن ندخل في أنه فلسطيني أو غير فلسطيني ولكن كفرد وبقوته الذاتي )..هل هذا يستوجب ( حالة إستنفار ) للهجوم عليه من قبل البعض وبشدة تظهر ( غباءا وحقدا على كل متجدد ومتوافق مع لغة العصر)؟

هل أكثرية الفلسطينيون الذين يشجعون هذا الشاب من رئيس دولة فلسطين محمود عباس ورئيس وزرائه الأسبق سلام فياض وحضور رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري وغيرهم ( هم من الجهلة والمتخلفون ولا يفرقون بين الوفاء للوطن وبين أن يكون منهم شاب مميز يحمل رسالتة إنسانية إلى أغلب الشعوب العربية التي نسيت فلسطين وسط حروبها وتفتتها وشرذمتها وترميم بيتها ومعاناتها اليومية... ؟

هل نحن شعب بلا تراث؟

لقد حفظت الأغنيات الفلسطينية هويتنا بكل صورها ووجهتها رسالة إلى العالم بجانب البندقية واللوحة والقصيدة والكتاب على مر الزمن وقبل النكبة الكبرى.

قال شاعرنا درويش: ( لسنا كلنا بنادق !! )..ههل تحتاج هذه الجملة إلى تفسير ؟!

هل نحن في تخاصم دائم مع أنفسنا ومع كل جديد،وفينا إصرارعلى ان نتقوقع ونبقى صورة ( مرفوضة ) لمراحل زمنية لا تتوافق مع الحياة الحديثة ؟

من كان يرى في تشجيع هذا الشاب ما ينقص من قيمته فليخرج من بيننا ويبقى قابعا في حجرته المظلمة لا يخرج منها إلا بعد أن يسدل الستار على هذا المهرجان الغنائي بفوز ( محمد عساف الفلسطيني ) بلقب ( عرب أيدل). ولا يشاركنا الفرح.

*أحسنت فقد قلت ما كنت أنا وملايين من المتابعين له أن نقول !

=للحديث بقية...!!

2013-06-13