السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
اللجان الشعبية تحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث بمخيم اليرموك

غزة – رأفت طومان – حملت اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة و التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن أرواح و حياة أهلنا اللاجئين في مخيم اليرموك الذين يتعرضون لأبشع جريمة إنسانية و حرمانهم حتى من الماء و الدواء .

يشار إلى أن مخيم اليرموك يخضع لحصار تام , ولم تدخله مساعدات منذ أغسطس/آب الماضي. وتوفي أكثر من ستين من سكانه في الأسابيع القليلة الماضية بسبب الجوع وفقا لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا. و أكدت اللجان الشعبية على ضرورة أن يقف العالم متمترساً خلف قضية اللاجئين و الدفاع عنها لحين تحقيق العودة إلى فلسطين التاريخية التي شرد و طرد منها الآباء و الاجداء في ظل صمت دولي رهيب.

و قد وجهت رسالة عاجلة إلى مؤسسات حقوق الإنسان و الصليب الأحمر من اجل وقف الجرائم التي ترتكب ضد أهلنا في مخيم اليرموك ، داعين المجتمع الدولي الوقوف عند مسؤولياته و إنصاف الفلسطينيين و إعطائهم حقوقهم حسب قرارات الشرعية الدولية و على رأسها قرار 194الذي بنص على حق العودة و التعويض للاجئين الفلسطينيين .

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع أعضاء اللجنة الشعبية للاجئين مخيم خان يونس بإخوانهم أعضاء اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم المغازي.

و قد تحدث المختار أبو سامي أبو ظريفة رئيس لجنة الإصلاح باللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس عن حجم المأساة التي يعيشها أهلنا في مخيم اليرموك داعيا كل الأطراف الدولية و المحلية للتحرك لنصرة الفلسطينيين في سوريا و توفير لهم سبل الحياة الكريمة.

من جانبه شدد مازن أبو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين خان يونس على ضرورة التحرك بخطوات عملية لإنقاذ ما تبقى من مخيم اليرموك ، مطالبا كل المؤسسات المعنية بقضية اللاجئين الرسمية و الغير رسمية إلى توحيد الجهد للضغط على أطراف الصراع في سوريا لتحييد أهلنا الذين يموتون جوعا و برصاص القناصة الذين يحاصرون مخيم اليرموك من جميع النواحي و يمنعون وصول الطعام و الدواء إلى سكانه .

و قد حذر شكري العروقي رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – مخيم المغازي من المؤامرات التي تحاك ضد اللاجئين و قضيتهم العادلة و تهدف إلى توطينهم و إبعادهم عن موطنهم الأصلي ، رافضا كل أشكال الحلول التي تطرح دون إنصاف اللاجئين و إنهاء قضيتهم بحلول يتم التوافق عليها من كافة الأطراف .

و أكد على أن حق العودة حق شخصي لا يمكن لأحد التفاوض أو التنازل عنه ، مشددا على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني.

و ثمن نعيم مطر نائب رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس موقف السيد الرئيس محمود عباس و تمسكه بالثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة .

وكان قد أكد السيد الرئيس محمود عباس أمام وفد شعبي من القدس أن حق العودة خيار شخصي، لا تملك السلطة ولا الدولة ولا المنظمة ولا أبو مازن ولا القادة أن يحرموا شخصا من حقه في العودة ، لأن هذا الموضوع حق شخصي"، وفق تعبيره.

كما و اقترح مطر على الأخوة المجتمعين العمل على تشكيل لجان متخصصة و تسخيرها لنصرة أهلنا في مخيم اليرموك و مخاطبة كل الجهات المعنية للوقوف أمام مسؤولياتهم تجاه قضية اللاجئين .

ودعا غازي مصلح مسئول ملف الاونروا باللجنة الشعبية للاجئين في مخيم المغازي وكالة الغوث الدولية أن تأخذ دورها تجاه ما يحدث بمخيم اليرموك لأنها صاحبة الولاية القانونية على المخيمات و اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم .

و كانت قد أدخلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مساعدات محدودة لآلاف الفلسطينيين المحاصرين منذ شهور في مخيم اليرموك جنوبي دمشق, في حين أعلن مسئول فلسطيني عن التوصل إلى اتفاق لنشر مجموعات فلسطينية تتولى الأمن بالمخيم.

و قد عدد عدنان العصار أمين سر اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس ابرز النشاطات التي نفذتها لجنة لاجئين خان يونس للدفاع عن اللاجئين و محاولة تخفيف الحمل عن كاهلهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة .

و أكد المجتمعون على أن عمل اللجان الشعبية للاجئين في المخيمات هو عمل سياسي هدفه الحفاظ على حق العودة و توريثه للأجيال القادمة جيلا بعد جيل حتى يتم تحقيقه و عودة جميع اللاجئين الذين طردوا من ديارهم عنوة و بقوة السلاح .

ووجهت سعاد حجو مسئول ملف المرأة رسالة وفاء إلى الأمهات في مخيم اليرموك اللواتي يواجهن الموت في اليوم مرارا و تكرارا ، داعية إلى ضرورة إنصاف المرأة الفلسطينية و إشراكها في العمل السياسي و النقابي لما لها من دور بارز على مدار تاريخ شعبنا الفلسطيني.

و أوضحت زهيه ماضي مسئول ملف اللجنة التعليمية أن الوضع في المخيم يزداد سوءا يوما بعد يوم… والموت من الجوع هو الخطر الأكبر الذي يهدد حياة أكثر من 50 ألف فلسطيني متواجدين حاليا داخل المخيم. ولفتت إلى أن 80% من سكان المخيم نزحوا عنه مع انعدام المواد الغذائية والطبية الأساسية ومواد التدفئة في ظل انقطاع الكهرباء بشكل دائم ، وأكدت أن المحاصرين في المخيم يلجئون حاليا ‘لأكل الحشائش الضارة’، متوقعة مزيدا من ‘ضحايا الجوع′ بسبب المجاعة المتفاقمة واستمرار الحصار .

واستغربت اللجان الشعبية للاجئين ‘الصمت العربي والإسلامي والدولي على الجريمة الإنسانية التي يشهدها مخيم اليرموك في هذا القرن من تاريخ البشرية’ ولفتوا إلى أن منطقة قدسيا في ريف دمشق، تعاني أزمة تضاف إلى أزمة مخيم اليرموك، حيث توجد 3750 عائلة فلسطينية نازحة تعيش حاليا في ‘ظروف صعبة جدا’.

وتشير الإحصائيات إلى سقوط 1925 شهيد فلسطيني جراء الحرب الدموية المندلعة في سوريا . ويعد مخيم اليرموك بدمشق أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث كان يضم قبل فرض الحصار عليه نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى سوريين يقطنون هناك، وفق إحصاءات غير رسمية ، و نزح عدد كبير منهم باتجاه لبنان ومناطق سورية أكثر أمنا، هرباً من الصراع الداخلي الذي تتعرض له سوريا

2014-01-19