السبت 25/10/1445 هـ الموافق 04/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مستقبل المصالحة/سامي إبراهيم فودة


 منذ الرابع عشر من حزيران للعام 2007م شهدت الساحة الفلسطينية جولات مكوكية عديده حملت في طياتها العديد من المبادرات المحلية والاقليمية وجهود ووساطات عديدة ومختلفة من اجل رأب الصدع وانهاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية,وقعت الاطراف على جملة من الاتفاقيات الكثيرة بدءاً من صنعاء الى القاهرة الى الدوحة الى مكة الى الشاطئ,وما اسفر عنه من تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي تعثرت منذ اللحطة الاولي, ولم تمكن من القيام بواجباتها وبسط سيطرتها ونفوذها على حدود غزة تحديداً,بسبب العراقيل التي وضعت في طريقها لكي تظهر بمظهر الحكومة الفاشلة والعاجزة والغير قادرة على القيام بواجباتها, لاسباب ما في نفس يعقوب,والكل يعي تمام الادراك بان المشكلة لا تكمن في حكومة الوفاق,وانما المشكلة الحقيقية تكمن في ان اطراف الانقسام السياسيين فتح وحماس لم تبحث بشكل معمق للعديد من القضايا التى لاتزال عالقة ... بدعوة ان الشيطان يكمن في التفاصيل,واننا ومن خلال مراجعة مجموعة الاتفاقيات التى وقعت في السابق نجد وبعين الموضوعية ان المشكلة اننا لم نضع اجوبة للعديد من القضايا والملفات والتساؤلات التفصيلية الهامة, لاننا وببساطة ان لم نجب على هذه التساؤلات ونضع حلولاً خلاقة مبدعة لجملة التفاصيل, فان مستقبل حكومة الوفاق الوطني في خطر,قد يعيدنا الى مربع الانقسام مرة اخرى وخير دليل على ذلك ما جري من تفجيرات استهذفت منازل قيادات وكوادر حركة فتح في قطاع غزة عشية التحضيرات للمهرجان المركزي في الذكرى العاشرة لرحيل الشهيد المؤسس ياسرعرفات.... وان هذه الحالة المؤلمة والفاجعة الكبري كانت محطة ادانة واستنكار من الكل الوطني واليوم وبعد ثلاثة اسابيع متتالية ومن هذه الانفجارات التى لم يكشف عن مرتكبيها حتى الان, فان الحوارات متوقفة تماماً وان فتح تصر على ضرورة إماطة اللثام عن وجوه من ارتكبوا هذه الفعلة الجبانة,وان الامور على المستوي الوطني تتراوح مكانها واعيد مشهد التراشقات الاعلامية مرة اخرى بطريقةً اقل ما توصفها بالمقززة, وان جهود الفصائل الوطنية والاسلامية باءت الان بالفشل ولم تفلح في إلتئام انعقاد اللقاءات الثنائية بين فتح وحماس,والهوة مازالت تتسع واننا امام جملة المتغيرات على المستوى المحلي تقوم بها اسرائيل من اجراءات تعسفية في القدس وبناء الجدار وتوسيع المستوطنات وقضم الاراضي, ورفع الحصار عن غزة واعادة اعمار ما دمره الاحتلال في الحرب الاخيرة وتوجه القيادة الفلسطينية للمجلس الامن ومؤسسات الامم المتحدة والمتغييرات على المستوى الاقليمي والدولي والتحالفات الجديدة في المنطقة..... فاننا نري انه من الضرورة الحتمية بان تجتمع الاطراف بقلباً مفتوح وتتحاور خارج الصندوق الاسود وتطرح كل الملفات والقضايا وتجيب عن كل التفاصيل ولا تتجاوز نقطة واحدة وعلى الفصائل ان تكون الحكم وتأخذ دورها وان تعلن لجماهير شعبنا عن الطرف الذي يعيق ويعرقل المصالحة,فشعبنا العظيم الذي قدم خيرة ابنائه من الشهداء والجرحي والاسرى لا يستحق كل هذه المماطلة والتسويف والتلاعب,فان مستقبل شبابنا واطفالنا يدفعنا دفعا الى ضرورة الخروج من الشرنقة الضيقة الحزبية الى فضاء فلسطين,فمن المستحيل التطابق على قاعدة التعددية الحزبية والفكرية, ولكن بامكاننا العمل في اطار نظرية التكامل وتقاسم الادوار,كما حصل في الحرب الاخيرة على غزة,عندما ذهب الوفد الفلسطيني موحداً الى القاهرة وكيف كان اداء المفاوضين الغيرمباشر مع العدو وكيف استطاعوا ان يحافظوا على وحدة الموقف والخطاب لذلك علينا ان نتحرك فلا متسع امامنا ولا خيارات الا ان نتعايش معاً في هذا الوطن,وأن نتقاسم فيه كما تقاسمنا في السجون وفي ساحات المعارك على الحلوة والمرة على حد سوء, فالتاريخ يسجل ولن يرحم أحد وشعبنا صبره قد نفذ... والله على ما اقولة شهيد ....


2014-12-08