الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ذكرى استشهاد الشهيد البطل/ محمد سلمان حسين أبو شريعة....بقلم سامي إبراهيم فودة

 

قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"صدق الله العظيم "

فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال رجال جهاز المخابرات العامة الفلسطينية والذي ارتقى شهيداً مع  رفاق دربه الميامين أثناء مرافقته للقائد اللواء جاد تايه،مسئول العلاقات الدولية في جهاز المخابرات الفلسطينية على أيدي الغدر والخيانة على الطريق المحاذي لشاطئ البحر،في مخيم الشاطئ غرب المدينة وذلك يوم الجمعة وعند مغادرة المصلين المساجد وقت الظهيرة بتاريخ 15/9/2006م عن عمر يناهز أربعة وثلاثين عاماً إنه الشهيد البطل/ محمد سلمان حسين أبو شريعة " أبو إبراهيم"..

ولد شهيدنا محمد المكنى "أبو إبراهيم"والملقب حركياً أبو جهاد في مخيم جباليا "بلوك 11"مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 19/10/1972م,فهو متزوج وأب وله من الأبناء ثلاث بنات وهم. لمى ,هيا , وندى, وولد اسمه/ إبراهيم, وتتكون عائلته الفاضلة من الأم والأب والذين هم على قيد الحياة وله من الأخوات ستة والأخوة خمس أفراد بما فيهم الشهيد محمد وهم على النحو التالي/ يوسف,حسن,احمد ,إسماعيل ويأتي الشهيد محمد في الترتيب السادس,

نشأ وترعرع شهيدنا البطل محمد في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور ‏عائلته إلى بلدة بئر السبع والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح وسكنوا منطقة الزيتون وبعدها استقر بهم المطاف في مخيم جباليا بلوك 11,تلقَّى تعليمهُ الابتدائيَّ والإعداديَّ في مدارسِ وكالةِ غوثِ اللاجئين والثانوية العامة في مدرسة الفالوجا...

من مناقب الشهيد/

فقد عرف الشهيد محمد بأخلاقه الحميدة وسمعته الطيبة وسيرته العطرة وبهدوءه واتزانه ورجاحة عقله وحسن معاشرته وعرف بطاعة والديه وطيبة قلبه وعطفه على الصغار فكان حنوناً على الصغار في بيته،وكان محترماً للكبير،,كما أنه عرف بصلاة قيام الليل وصيام النوافل بشكل مستمر،وتميز بعلاقة طيبة مع جميع من عرفه لطيبه قلبه وإخلاصه لهم،

كيفية استشهاد الشهيد

في حديثي مع شقيق الشهيد / حسن أبو شريعة" موضحاً لي كيفية ملابسات وقوع جريمة الاغتيال حسب مصادر وكالات الأنباء المحلية..

فقد تعرضت سيارة اللواء تايه وهي من نوع "أودي"رمادية اللون عند وصولها إلى نقطة معينة على الطريق المحاذي لشاطئ البحر،في مخيم الشاطئ غرب المدينة, لتخرج سيارة (ماجنوم) من شارع منزل رئيس الوزراء سابقاً في ذلك الوقت وأمام أنظار حراسه لتعترضها وتصطدم بها لإيقافها,بعدها فقد سائق اللواء تايه السيطرة على السيارة فانحرفت يميناً وارتطمت بالرصيف،وبعد ذلك ترجل من السيارة "الماجنوم"المهاجمة ثلاثة مسلحين مقنعين،وقاموا بإطلاق الرصاص بكثافة تجاه اللواء تايه ومرافقيه الأربعة عن بعد متر تقريباً.

وفور توقف سيارة اللواء جاد خرج المسلحين مسرعين لإطلاق نيران أسلحتهم الغادرة على السيارة ومن يستقلها، فقفز مرافقان اللواء وأخذا مكانهما خلف السيارة كساتر وأطلقا النار على المسلحين وخرج اللواء من السيارة وأطلق النار من مسدسه على المسلحين.لكن المخطط كان أكثر إجراماً وتدبيراً فسيارة أخرى جاءت من الخلف وبها عدد آخر من المسلحين كسيارة مساندة وأطلقت النار بغزارة على المرافقين فقتلتهما وأطلقت النار على اللواء التايه ليسقط مغدوراً على الأرض.

ويؤكد شهود عيان راقبوا الجريمة البشعة من بعيد،أنه وفور إصابة اللواء جاد ومرافقيه وسقوطهم على الأرض تقدم بعض المسلحين إلى السيارة حيث قاموا بتفتيشها وآخرين إلى الضحايا حيث قاموا بتفتيشهم والاستيلاء على هواتفهم النقالة "الجوال"وقد أصيب الشهيد محمد أبو شريعة بالعديد من الرصاص في الرأس والرقبة وارتقى شهيداً على الفور وقد شاهد الجيران في المنطقة كل تفاصيل الحادث الإجرامي حيث قام أحد المسلحين بنزع اللثام عن وجهه وتقدم إلى جثث الشهداء واحدا بعد الآخر وأخذ يركلهم بقدمه ليتأكد من موتهم واقترب من بعضهم ووضع يده على رقبة احد الشهداء ليتأكد أنه مات فعلا وعندما يشعر أن أحد الشهداء ما زال يتنفس يطلق النار على رأسه في جريمة اغتيال بشعة بدم بارد,والملاحظ أن المسلحين كانوا في حالة من الاطمئنان لدرجة أن احد المسلحين تناول ورقة من السيارة ونظر إليها فلم يعطي لها أهمية فعاد ورماها داخل السيارة.

وتقدر المدة الزمنية التي استغرقتها عملية الاغتيال بعشرة دقائق،بل إنه وفور مغادرة سيارة الماجنوم مسرح الجريمة مر رجل عجوز في الشارع فتوقفت سيارة المسلحين حتى تجاوز الرجل العجوز الشارع وأكملت السيارة باتجاه مغادرة مخيم الشاطئ،والشهيد اللواء جاد الكريم التايه,ومرافقيه الشهيد محمد أبو شريعة, والشهيد نايف أبو عون,والشهيد يسري أبو زايد والشهيد محمد السكني,

وفور نبأ خبر محاولة الاغتيال الجبانة والتي ارتكبتها أيدي الغدر والخيانة, توجهت الجماهير الغفيرة بما فيهم عائلة الشهيد محمد أبو شريعة إلى مستشفى الشفاء ولم يتمكنوا من إحضاره يوم الجمعة وجرى إحضار جثمان الشهيد/ محمد أبو شريعة يوم السبت في مراسم جنائزية رسمية وشعبية مهيبة وصولا إلى محافظة الشمال ...

وشارك في تشييع جنازة الشهيد محمد شخصيات قيادية من حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية والأجهزة الأمنية وحمل الشهيد على الأكتاف وتوجه المشيعون إلى منزله حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته، حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة في مسجد العودة في مخيم جباليا يوم السبت الموافق 16/9/2006م، ودع جثمانه الطاهر الآلف من أبناء شعبنا وسار الموكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث ‏ووري الثرى في مقبرة بيت لاهيا...

المجد والخلود لشهيدنا البطل/ محمد سلمان حسين أبو شريعة

والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار...

والحرية لأسرانا والشفاء العاجل لجرحانا...

اللهم ارحم الشهيد محمد سلمان حسين أبو شريعة

واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...

 

 

 

2018-09-16