الثلاثاء 6/11/1445 هـ الموافق 14/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مفارقات فارقة...؟؟؟/ بقلم راسم عبيدات

مع الاعتذار لتلفزيون الرعاة،تسفي ليفني زعيمة حزب كاديما،قبل أن تصبح زعيمة وقائدة حزبية وسياسية،عملت في جهاز الموساد الإسرائيلي،وفي المهام الخارجية،وارتكبت الكثير من الجرائم ونفذت العديد من العمليات الإرهابية من اجل مصلحة دولة إسرائيل،وهي لم ترى العفة ولا الشرف بين رجليها،بل  هي تقول بأنها مارست الجنس من اجل مصلحة دولة إسرائيل ووجودها،وقتلت العديد من القادة والعلماء المصنفين كأعداء لدولتها،فهي مارست الجنس ليس رغبة في الجنس،بل من اجل ان تبقى وتنتصر دولتها،وفتاة برازيلية عرضت عذريتها في المزاد العلني ليس رغبة وطمعاً في المال والمصلحة والمنفعة الشخصية،او الرغبة في الإستمتاع والإشباع الجنسي،بل  تريد أن تستغل المال من اجل بناء مساكن للذين ليس لهم بيوت،والطيارين اليابانيين"الكاميكاز" كانوا يفجرون أنفسهم بطائراتهم من أجل أن تحيا وتنتصر اليابان في الحرب ولا تهزم.

هؤلاء بغض النظر عن شكل العمل الذي قاموا به،ومشروعيته او عدم مشروعيته من منظار ديني،فهم ضحوا بذلك من اجل مصلحة عامة،من أجل وطنهم وبلدهم حسب اعتقادهم  وقناعاتهم،حتى لو كان الأمر بعمل "ارهابي" وإجرامي كالذي قامت به تسفي ليفني من أجل تقيم دولتها العنصرية على أنقاض شعبنا ونكبته،فهي في نظر دولتها بطلة قومية.

أما نحن كعرب فيبدو أننا لا ننتمي الى القضايا العامة،بل نغلب قضايانا ومصالحنا  الشخصية والخاصة على المصلحة الوطنية،وندعي العفة والشرف والأخلاق،ونحن بيننا وبين ذلك ألف ميل،وهناك عشرات الأمثلة التي يمكن ان نسوقها في هذا الجانب،من حيث ضعف الانتماء لقضية الأسرى على الرغم من أهميتها وكونها واحدة من القضايا التي يجب ان تهم كل بيت فلسطيني،وكذلك قضايا العمل الطوعي والإنساني،فنحن في الكثير من الكوارث الطبيعية وحتى الحروب وما تخلفه من مصائب وكوارث،نرى ان نسبة المبادرين للتطوع من العرب والمسلمين قليلة جداً ولا تكاد تذكر،وهنا أذكر بقضية جدار الفصل العنصري،حيث تلحظ في الفعاليات الأسبوعية في أكثر من قرية وموقع فلسطيني،بأن المتضامنين الأجانب أكثر في الغالب من أصحاب القضية نفسها،وقس على ذلك مئات القضايا الأخرى،حيث دول بحالها جرى احتلالها واغتصابها مثل العراق وفلسطين كنا كعرب جزء من عملية الاغتصاب  والمشاركة في الاعتداء عليها،ومثال آخر المستوطنين كل يوم يقومون بعمليات اقتحام للمسجد الأقصى والعربدة في ساحاته ،والقيام بطقوس تلمودية وتوراتية،بل وحتى ممارسة كل أشكال الشذوذ فيها،لم يحرك ذلك في أمة المليار و300 مليون مسلم شيئاً،سوى بيانات من الشجب والاستنكار،لازمة مللنا سماعها من كثرة ما يرددها العرب،الذين أضحوا ليس أكثر من ظاهرة صوتية،إسرائيل تستبيح أوطانهم وبلدانهم من محيطها الى خليجها،كما حدث مؤخراً من قصف إسرائيل لمصنع اسلحة في السودان،والعرب كان ردهم على ذلك "جعجعة"وتصريحات وبيانات ليس لها رصيد في أرض الواقع،وبأنهم سيردون على ذلك في المكان والزمان"المناسبين"،هذه الفرية والكذبة التي ما عدت تقنع طفل صغير، فهذه امة دخلت مرحلة الموت السريري،وكل من يحاول أن يستعيد لها كرامتها وعزتها،وان يصنع لها مكانة بين الأمم،تحاربه بكل قوة،فها هم يشنون الحملات  والإفتراءات الكاذبة والظالمة على حزب الله وسوريا،ويكيلون لهما أقذع الأوصاف والشتائم والاتهامات،فكان هذه الأمة تستمريء الذل وتستدخل الهزائم العسكرية وتصورها على انها انتصارات....

2012-11-02