الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
احذروا من العدو الخفي !!/اسامة الناطور

  العدو الخفي .. عدوا لا تعرفه ,وان عرفته .. فلم تعرفه جيدا . دفعات العقل قد انهارت ,كثرة الحروب النفسية والاعلامية والثقافة الكاذبة ادت الى ذلك, يقول توماس جيفرسون "ما أن يتنازل الإنسان عن عقله, لا يتبقى له أي حارس يحميه من الأمور العبثية الرهيبة, مثلما تكون السفينة بلا دفة تتقاذفها الرياح". إذن من هو العدو الخفي ؟! ..الذي يساهم في تدمير العقل. العقل عبارة عن "حاسب الي" يفكر حسب المعلومات المخزنة من الصور والذكريات والاحداث التي نعايشها ,فكيف تم التلاعب بها !. هذا العدو الذي يدخل بيوتنا ويستخدم للهجوم على العقل كسلاح فتاك بدون ان ندرك ذلك ,ولكن كيف ؟!. العدو الخفي عدو لا يدركه بصرك ولكن هو يدركك وينقض عليك ,ومنهم ( الخوف ,الإيمان المزيف,والإعلام ). اما الخوف ,فهو العدو الأشرس للعقل الذي يكبح التيار عن التفكير ,ويجعل العقل خاملا يوافق على اي شيء. كتب إدموند بيرك : "ليس هناك شعور يسلب العقل كل قوى التصرف بصورة مؤثرة مثل الخوف" . يرى باري جلاسنر "استاذ علم الاجتماع" :"أن هناك ثلاثة اساليب تكَون معًا "المتاجرة بالخوف" وهي التكرار ،وجعل غير المألوف مألوفا ،والتضليل. وباستخدام هذه الأدوات القصصية يمكن لأي شخص لديه منبر مسموع أن يزيد قلق الناس ومخاوفهم وذلك عن طريق تشويه الخطاب والعقل العام" ، إذن لهو عدو حقيقي وهم يدركون ذلك ,ونحن نائمون. اما الإيمان المزيف ,الذي يمرر للعقل قضايا غير منطقية بحجة الايمان. كتب جون لوك "أحد مخططي عصر التنوير الإنجليزي قبل ثلاثمائة عام" يقول فيه :"إن كل طائفة تستغل العقل مادام العقل يخدمها، فإن خذلها تصرخ: (المسألة مسألة إيمان وهو يتجاوز العقل)", وهذا فبل ثلاثمائة عام وهم يدركون هذا الخطر ونحن نائمون. اما الدعاية ,فأعتقد ان لا احد يخالفني في هذا. يقول ادوارد بيرنيز "مؤسس علم الاقناع الجماعي " :"لو أننا فهمنا آليات العقل الجماعي ودوافعه، أليس من الممكن السيطرة على الجماهير وإخضاعهم لنسق موحد حسب رغبتنا دون أن يدركوا ذلك؟ لقد أثبت الممارسة الحديثة للدعاية أن ذلك ممكن، على الأقل إلى درجة معينة، وداخل حدود معينة". ومن أكثر نشاطات الدعاية السياسية تطرفا لبيرنيز، عمله على إسقاط حكومة غواتيمالا المنتخبة ديمقراطيا ورئيسها جاكوبو أربينز جوزمان, كان ذلك لمصلحة شركة متعددة الجنسيات. إذن الدعاية لن يقف في طريقها أحد, وايضا نحن نائمون. "ومن زاوية سياسية" ,الحادي عشر من سبتمر من الحوادث التي صقلت هذه الأدوات الثلاثة ,كمثال, اولا :الخوف هذا الحدث صقل الخوف لدى الشعب الامريكي ,وجعله يوافق على الحرب "ضد الارهاب" , والذي اثبت مع مرور الزمن بأن الحرب اكبر خديعة ولم يعطوا فرصة لتفكير .فذهبوا الى افغانستان بحجة "القاعدة" ثم الى العراق بحجة "اسلحة دمار شامل" واتضح ان لاوجود لهذه الاسلحة.فالخوف كان سيد الموقف لدى الشعب الأمريكي وكانوا موافقين على اي قرار من السلطة الحاكمه. ثانيا: الإيمان المزيف. كل أحداث "الحادي عشر من سبتمر" اثبتت الان ان القاعدة هي حجة لا اكثر ,فكيف شربنا "نحن العرب" الطعم.شربناه بحجة الإيمان الزائف ,بأن قدرات القاعدة الضئيلة استطاعت ان تهزم امريكا وتتدمر الأبراج لانها مؤمنه بالله والإيمان طبعا يتخطى العقل.وللاسف السلطة الامريكية لعبت باحتراف ,واقنعت الشعب العربي والسلطة الحاكمه بأن القاعدة وراء التفجير ,فردخوا للارادة الامريكية. ثالثا: الدعاية. طبعا الدعاية كان لها الدور الرئيسي في تضخيم الحدث وإعلان "الحرب ضد الإرهاب" ,وصقل الخوف تارة والإيمان الزائف تارة اخرى, واعتقد نحن جميعا لمسنا ذلك. إذن هؤلاء الأعداء ,ولكن السؤال ماهو منبرهم ؟!...,منبرهم "التلفاز" هذا التلفاز "عين الشيطان" يحوي هذه الأساليب وغيرها ,والذي نمتلكه جميعا في بيوتنا ,وتستخدمه القوى الكبرى في تمرير ماتريد من مؤامرات . "فقد ثبت أن التلفاز يمكنه خلق ذكريات زائفة ،لها قوة الذكريات العادية نفسها وعند استعادتها يكون للذكريات المختلقه سيطرة الذكريات الحقيقة على المنظومة الانفاعلية" ... من كتاب "الهجوم على العقل" ,,, إذن لك ان تتخيل قدرة هذا الجهاز في الهجوم ونحن غافلون. اذن "العدو الخفي" يقوم بعملية "الهجوم على العقل" ,وهذا عنوان المؤلف الجور "نائب الرئيس كلنتون سابقا" لكتابه وهذا المقال من وحي هذا الكتاب.

2013-03-02