الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في زمن الخيبات ( الجزء السابع ) / عبد الهادي شلا

 *لا تكتم شيئا مما في نفسك..تحدث فربما كان عندي الحل لما يدور في خـُلدك !؟

=ما يشغلني هو حال الثقافة والإبداع في بلدنا التي لم تصبح دولة بمعنى الكلمة،ولكنني أعني تلك الثقافة والإبداع الذي حافظنا عليه سنوات الإغتراب أيضا.!

*إنه على أحسن حال وبخير ومازلنا نتحدث عن فوز واحد من أبنائنا "محمد عساف ".

= هنا وضعت يدك على الجرح.

*لا أفهم؟

= لقد عاد باللقب وهذا يسعدنا جميعا لأكثر من سبب.

أولها:أنه فلسطيني ولد في قلب المعاناة وترعرع في الحصار وهو عربي من أمة عظيمة وأخيرا يملك موهبة تكللت بنجاح ساحق من خلال مسابقة مفتوحة مع تحفظات لدى البعض على النواحي التكتيكية للبرنامج وما لحق به من كلام هو من طبيعتة مثل هذه البرامج.

*إذا مــاذا؟

=هذه البرامج ركيزتها الأساسية تجارية ولكن من نوع خاص إذ أنها تتاجر في " إكتشاف المواهب "...فلا بأس من الربح ما دام سيحقق هدفا نبيلا ومشروعا وعلى " المكشوف".

*وماذا بعد؟

=إنتهى المهرجان وعاد "عساف " إلى غزة مرفوعا على الأكتاف فقد حقق نصرا وفرحا في زمن غابت فيه الفرحة وأدمى القلوب الحزن على الشهداء والأسرى ومن ضغط الحصار.

ولم يحظ بمثل إستقباله سوى ياسر عرفات وفي نفس المكان من بوابة معبر رفح، والآن أمامه مرحلة جديدة.

فهل سيسير مع التيار القائم في عالم الغناء " الرخيص " الذي تعج به الساحة العربية منذ سنوات؟

أم سيصمد في وجه العـَـقد الذي أبرمه مع شركة الإنتاج ولمدة عشر سنوات كما توارد في الأخبار؟

سننتظر أول الغيث منه وعندها سيكون لنا حديث.. وللحوار بقية !!

*** *قلت: ما يشغلك هو حال الثقافة والإبداع في بلدنا،وتحدثت عن واحدة منها فقط؟!

=ما تحدثت عنه كان الباب لما سأكمل ، فالتقدير يأتي للمبدع وللثقافة من جهتين.

*أولها؟ =من الجماهير التي تتلقى عطاء المبدع ومنها القادرين على تقييمه ونقده بما يساعده على الاستمرار .

كما بينهم من سيقف سدا لمشروع إبداعه ويحطمه وهذه طبيعة التعامل مع الجماهيرفلكل فرد أو جماعة فكرها ورؤيتها في عالم الإبداع والثقافة،ونحن لسنا خارج الدائرة ولا بعيدين عن ما يدور من حولنا في عالم عربي يعج بالأفكار وعالم خارجي يترصدنا بالمزيد.

*الحل؟ =الإبداع الحقيقي ( الإنساني ) سيخترق السدود ويتغلب على المكائد. وستمتد إليه يد المثقفين من أصحاب الرسالات الإنسانية العظيمة.. وبها ينتصر المبدع وتزهو الثقافة ويرقى المجتمع.

*ثانيها؟ =الرعاية الرسمية ( الحكومة أو السلطة )، وهذه لها مقاييس تتعامل من خلالها ولديها ما يجعل اللعاب يسيل ، و أمام إغراءاتها فقد يسقط مبدع حقيقي فيقتل نفسه ، وعندها سيكون الجاني عليها،ولكننا نكون قد خسرنا مبدعا حقيقيا ويهتز عرش الثقافة الرفيعة.

*كيف؟

=الإغراءات المادية والمراكز الرفيعة لها سطوة وقلما ينجو منها مبدع أو غير مبدع فالحاجة تعمل على تغيير المسارات وأصحاب هذا النوع سيجدون مبررات لتوجههم إلى هذه الناحية "القاتلة " للإبداع وللثقافة.

*الحل مرة أخرى؟!

=مطلوب رعاية رسمية دون مراعاة وبعيدا عن ( الفئوية ) التي تسري نارها في مجالات حياتنا عامة بما فيها الثقافة والإبداع لأن رفع شأن المبدع " المخصوص بفئة معينة - ونحن فئاتنا كثيرة ومتعددة حتى ليصغب أن نحصيها " هو على حساب المبدع العام لكل المجتمع وللإنسانية .

وبهذا نكون قد أنصفنا الجميع... وللحوار بقية!!

26 يونيو/حزيران2013

2013-06-26