الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حوار في زمن الخيبات ( الجزء التاسع )/عبد الهادي شلا

 لن أسألك عن حال الأمة..فأنا نفسي محتار فيما يجري، وكيف جرت الأمور بهذه السرعة؟! *

ما جرى كان متوقع ،ولكن سرعة وتيرته كانت كبيرة ونتائجة غير محسوبة!

*كيف؟ *كل العيون الآن تتجه إلى ما يجري في مصر،أما سوريا فقد استفحل الأمر ولا رجعة عما يجري فيها فالنتائج والحسم مازالت بعيدة المنال! أما مصر ،فدعنا نقول أن السلوك العام ( الجديد) على الشعب المصري بهذه الصورة ( الدموية) فهذا يحتاج إلى وقفة ليس الآن وقتها.

*ماذا تقصد؟

* طبيعة المصريين أنهم مسالمون في حياتهم العادية وليسوا عدوانيين والكل يعرف محبتهم للناس ومحبة الناس لهم، ولكن الثورة (25 يناير) لفتت النظر إلى جيل جديد (عقلاني) ثار سلميا وحقق اندحار طغمة الفساد.

*ولكن؟! * نعم، ولكن جماعات وأحزاب كانت تترصد اللحظة المناسبة كي تنقض على المكاسب وتجيرها لنفسها وقد تم لها ما أرادت وحولت مسار الثورة إلى مسار الحزب(الأخوان) الذين وصلوا منهم(الرئيس محمد مرسي) إلى كرسي الحكم.

*الكل يعرف هذه التفاصيل وأكثر منها!

* أتفق معك، ولكن الأمور سارت بما خطط له (الأخوان) ومن ساعدهم في استلام قيادات الكثير من المرافق والمؤسسات والبدء في طلب تنفيذ ما يخطط له الحزب وهو مالا يتفق مع طبيعة الشعب المصري ولا العصر بكل انفتاحه ومتطلباته التي تقود مصر إلى مصاف الدول المتقدمة وهو هدف من الأهداف التي قامت من أجلها الثورة. الغريب في الأمر،أن الهتاف العالي بالمطالبة بـــ " الديمقراطية "قد تم فهمه على غير ما هو عليه،فكانت فرحة الشعب بها فوق تصوره لذلك تم تفسيرها بالشكل الذي آلت إليه الحالة الآن. الأحزاب والجيش والشعب كل فسرها على (هواه) ولم يجعلوا لها ضوابط هي من أسس الديمقراطية التي تعني في أبسط أشكالها " حكم الشعب للشعب" ! كان الخروج عن هذا المعنى هو " الشعرة التي قصمت ظهر البعير".!

*الكل يبحث عن مخرج،وحل؟!

*لا أتصور أن المخرج سهل ولا الحل قريب المنال.فهناك من يريد لهذه الحالة أن تطول بعض الوقت حتى يتم تحقيق مكاسب وليس فقط على المستوى المصري المحلي ،بل هناك "من الخارج"من يترقب ،ويؤجج،ويخطط لأكثر من هذا...وللحديث بقية!

2013-08-18