الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حوار في زمن الخيبات (الجزء العاشر)/عبد الهادي شلا

 كأن الأمر خطيراً،فملامحك غير التي أعرفها حين يكون هناك ما يشغلك؟!

*صدقت،فما يجري بوتيرة متسارعة من تناقل الأخبار على طول وعرض الوطن العربي والعالم يجعلنا في قلق ،كما يجعلنا نتفكر في الحالة التي من الصعب الوصول إلى تصور مقنع يشعرنا بالأمان أو الإطمئنان لما يجري بتواصل يقطع الأنفاس.

*لاشك أنك تقصد ما يتم تناقله من تصريحات وأخبار وتهيئة الأجواء لضرب سوريا ؟!

*نعم، ما يتم تناقله حول سوريا ومهاجمتها من قبل دول عظمى بحجة تشابه ما حصل في العراق منذ سنوات يجعلنا متشائمين مما هو أت.

*الحرب على العراق كانت كذبة أراد لها أصحابها أن تكون حقيقة،فأقدموا على دمار هذا البلد العربي الذي مازال يعاني من دمار مختلف.

*ماذا تقصد؟

* العراق بسبب هذه الحرب يعاني من شرذمة وطائفية وعنصرية وإنهيار اجتماعي وأخلاقي بسبب فئوي أتى على الأخضر واليابس فيه، والجاهل هو من يرى العراق..عراقا كسابق عهده.

*دعنا نتحدث عما يمكن أن يحدث في سوريا.

* التصريحات الغربية غير مطمئنة والنوايا - رغم أحساسي- بأنه يتم تصعيد نبرتها لغرض إعلامي يبرر ما ستؤول عليه الحالة السورية.

*هل تظن أن الضربة غير واردة وإن ما يتم تناقله هو زوبعة إعلامية من ورائها ،ما ورائها؟!

* السياسة ديدن الكاذبين، فكم من" فرقعة " كان صداها وهما ؟!

وللسياسيين طرائق غريبة وعجيبة لتفسير ورسم الخطط بما يتفق مع هوى أصحاب الأغراض البعيدة المدى منهم.

*لا أفهم؟!

* سوريا رغم نظام الحكم المستبد فيها منذ سنوات،وهي ترفع شعارات وطنية أكبر من حجمها ومن قدراتها وكان يتم التغاضي عن كل (هيلمانها القومي) حتى تستنفذ ما عندها ويأتي وقت (إلتزام الصمت) مكرهة لا طائعة فإن خضوعها وإكراهها سيكسر أنفها ولن تقوم لها قائمة بعدها،وقد حان الوقت. ولعل النظام كان يدرك هذه الحيثية من متابعته لما حدث مع غيره من الأنظمة وأن أول شرارة" للمعارضة" قد أشعلت نارا سرعان ما تأججت وصار من المستحيل السيطرة عليها.

*إذاً؟

*إذاً .. - رغم أن الحديث عن هذا قد فات أوانه - كان المطلوب من النظام أن يكون أكثر إدراكا لحقيقة قوته ومكانته وحقيقة التفاف أغلبية الشعب حوله،ولكنه لم يفعل ،وأخذ يتخبط في تدمير المدن والقرى السورية.فهل يعقل أن يتقبل العالم كله بما فيه البلاد العربية أن يتم ذلك؟

وقع النظام في سوء تقديره لحقيقة وضعه التي أنهكتها السنون لأسباب معروفة حتى لو ظن هذا النظام المتهالك أن هناك دول عظمة ستسانده فإن الحقيقة التي يؤكدها التاريخ أن المصالح هي التي تجبر الدول على خوض الحروب،وليس هناك مصلحة لمن أبدى التعاطف معه للمحاربة نيابة عنه. * إذاً قأنت متشائم وترى الصورة قاتمة؟ *دعنا ننتظر ..وللحديث بقية !

www.alsaraha.com

2013-08-28