الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
غزة أهلٌ للحياة والمقاومة /بهاء رحال

اليوم نتائج الثانوية العامة في فلسطين ، بعض الناجحين قضوا تحت نيران القصف فمضوا شهداء إلى جنات ربهم يرزقون وبعضهم أصيب ويرقد في المستشفيات يعالج من نار القصف والصواريخ وبعضهم من فقد والده أو والدته أو صديقه أو زميله في المدرسة وبعضهم من ينام في الخيام والعراء بعد أن أتى القصف على بيوتهم وبعضهم لا يجد قوت يومه في ظل الحرب والحصار المفروض على غزة من كل الجهات براً وبحراً وجواً ، ولكنها غزة التي تعلن جدارتها على الحياة وتصر على مواجهة الاحتلال الغاشم بكل الأشكال والوسائل وبإصرار كبير على الحياة تستقبل اليوم نتائج الثانوية العامة دون تأجيل رغم الحرب الدائرة ورغم الهجمات المتواصلة عليها ورغم كل أشكال الموت الذي تتعرض له بفعل العدوان الإسرائيلي ، فهذه لغة جديدة تفرضها غزة وتثبت أنها قادرة على الحياة كما هي قادرة على المقاومة والدفاع عن نفسها وأبنائها ، هذه لغة لا تعرفها العديد من المدن والعواصم التي تعج بالرفاهية ذات الحداثة والتطور المصطنع ، فوحدها غزة القادرة على النهوض وعلى تصويب أهدافها لتكن بذلك الأجدر على الحياة والمستقبل .
يأتي الإعلان عن نتائج الثانوية العامة في هذه الأيام والحرب مستمرة على غزة ، وكأن غزة تقول للعالم هذا نحن نقدم الحياة على الموت وها نحن نصر أن نكون لعل العالم الصامت على هذه الجرائم يتحرك لوقف هذا العدوان الغاشم ووقف هذه الهمجية التي يقوم بها الكيان المحتل الماضي من خلال سياسة القتل والقصف والدمار دون أي رادع ودون أي تدخل أممي خاصة وأن هذه الجرائم التي تنفذ في غزة وعلى السكان المدنيين والمواطنين والأطفال والشيوخ لم يعرفها التاريخ من قبل ، فقد تعدت بكثير من الدموية والنازية ما عرفه العالم عن الجرائم وما لوحت به قوانين الجنايات الدولية ، فهل سيبقى هذا العالم على صمته أم سيتحرك ليحاكم هؤلاء المجرمين القتلة .
الإعلان عن نتائج الثانوية العامة وسط هذه الحرب الشرسة وهذا العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة هو بمثابة رسالة لكل العالم أننا أهلٌ للحياة تماماً كما نحن أهلٌ للمقاومة ونحن نمسك بكل أسباب الحياة ونقدمها لأننا نستحق ككل شعوب الأرض أن نعيش بكرامة وحرية واستقلال فعلى العالم أن يوقف سياسته في الانحياز الأعمى وان لا يبقى يطأطئ رأسه وأن لا يساند هذا المحتل بل يجبره على الرحيل من أرضنا وبرنا وبحرنا وهواءنا وأن يكون صاحب كلمة حق لأننا نستحق وتستحق غزة منا الكثير .

2014-07-15