الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رؤى مغربية...كمال ازنيدر: 'فكر روسو يؤدي إلى رفض الاختلاف ونبذ الآخر'

أكد الكاتب المغربي المختص في قضايا الإسلام والإسلامفوبيا كمال ازنيدر على أن "الأزمة السياسية والاضطرابات المجتمعية التي تعيشها فرنسا اليوم بسبب الهوية الوطنية هي تستمد جذورها من تصور الفرنسيين القدامى ـ بما فيهم الآباء الروحيين لفرنسا ـ لمفهوم الوطن". وأضاف أن "هذا التصور هو تصور ضيق ولا يقبل الاختلاف وخصوصا الاختلاف الديني".

وربط الكاتب الإسلامي المغربي أجواء الكراهية والإقصاء التي أصبحت تسود فرنسا بفكر جان جاك روسو وقوله في رسالة وجهها للكولونيل شارل بيكطي: "ليست الجدران ولا الرجال من يكونون الوطن بل القوانين والآداب والأعراف ونمط الحكم والدستور وطريقة العيش التي تترتب عن كل هذا. فالوطن يكمن في الروابط التي تربط بين الدولة وأعضائها. هذه الروابط، عندما تتغير أو تتدمر، ينهار الوطن".

وأوضح أن "هذا الربط بين الوطن وآداب وأعراف وطريقة عيش ذات طبيعة وخصائص محددة هو من يتولد عنه رفض الاختلاف ونبذ الآخر. هو من يدفع بسكان فرنسا الأصليين إلى الضغط على المقيمين الجدد والقول لهم: *تخلوا عن هوياتكم الأصلية وصيروا كما نحن أو ارحلوا*، ويدفعهم كذلك إلى وصف الفرنسيين الأصليين الذين يدعون إلى تقبل الاختلاف بالخونة وأعداء الوطن".

وتابع: "فالوطن، بالنسبة لهم، ليس بأرض مفتوحة تتسع للجميع. بل هو كنادي ثقافي مغلق، لا يسمح بارتياده إلا للمتشبعين بثقافته أو الراغبين في اعتناقها. أما الرافضين لهذه الثقافة أو المرتدين عنها، فلا مكان لهم فيه".

2019-11-03