السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
السبت 12 آذار (مارس) 2022 par..... أيمن اللبدي

 أمس هو الحادي عشر من شهر اللوز، يعود مجددا ومكررا وسنوياً، ليحمل لكل فلسطيني طبيعي وحقيقي الذكرى الحقيقية لإعلان جمهورية فلسطين الديموقراطية على أرض فلسطين التاريخية، ذلك اليوم اللوزي من عام 1978 والذي قادته الفتاة دلال سعيد المغربي الفلسطينية اللبنانية المولد والتي اختارت لها اسماً حركياً يليق بها« جهاد»، هل تقرأ معي هذه اللوحة دلال وفي ذات الوقت جهاد، وإعلان جمهوري مشفوعاً بالعزّ والكرامة والأنفة والاقتدار، ولا يسبقه لا ناصب ولا جازم، لا متخلٍ عن ذرة تراب ولا مستبدل الحروف وخالط الفواصل، وبالمناسبة هو ما يجب أن يكون يوما للعيد الوطني الفلسطيني لدولة فلسطين المحررة لأنه هو إعلان دولتها الحقيقي لا غيره.

 

جهاد الفتاة والمرأة الربيعية اللوزية مواليد مخيم صبرا الذي عاد لينتقم منه« بلدوزر اسرائيل» الهالك شارون بمعية القوات اللبنانية وجعجعها بعد اربع سنوات ثأرا من مولدها، هي نفسها دلال المرأة الفلسطينية التي حملت كل ذاكرة هذا الشهب العظيم الأسطورة لتسجّل كل شيء اسمه فلسطيني ، رغم جور الدنيا بأسرها وبكل تفاصيل النكبة المستمرة حتى يومنا هذا بصورها الأصلية والمستعارة، مثلما تفعل ذاكرة عظيمة السعة مع أي كمبيوتر.

 

كالعادة يستذكر الشعب الفلسطيني نصفه في آذار يوما للمرأة ويوما للأم ويوما للشهيدات والتي لا زالت حكومة الكيان تحتفظ بكل فجور وخسة بجثامين ستة منهن حتى الآن، ويستذكر يوم دلال اللوزية أيضا، وهكذا قمت فوضعت صورة للشهيدة دلال ترتدي الثوب الفلسطيني والكوفية لا شيء أكثر و معنونة هكذا: دلال المغربي- الأسطورة التي لا تموت،على صفحة حسابي الشخصي في ما كان يسمى فيسبوك وغيّر تسميته إلى ميتة مؤخرا، وإذ بالصفحة تحمرّ وتصفرّ، وترغي وتزبد، وتعلو وتنخفض، ثم تتجمد فجأة، وكأن شيطانا ما قد مسّها.

 

بعد قليل أغلقت الصفحة وأعدت فتحها فإذا برسالة تأتي من هذا التطبيق لتقول أن هذا الحساب مقيّد لأنك قد وضعت ما يخالف معايير شركتنا الميتة، طبعاً استغربت حقا، فأنا في الواقع لم ابحث عن صورة أختي دلال بالبندقية والبدلة الكاكي التي طالما كنت أحب وضعها لها منذ سني الدراسة الأول، فقط كانت صورة عادية بالثوب الفلسطيني، ترى هل الثوب الفلسطيني يشكّل سلاحاَ فتاكاً أخطر، طالما هناك من يحرص على تخليع كل الأثواب عن المرأة الفلسطينية من هدى وصالونها وجرّ أسفل ؟! وما المشكلة بالضبط فالمواقع والحسابات« الإسرائلية» على ميتة تضع صورة دلال والوحش المجرم باراك حبيبهم يقلّب بجسدها الذي اخترقته بضع وخمسون رصاصة في ذلك اليوم اللوزي على شاطيء يافا الفلسطينية والذي لا زالوا يحتفظون بجسدها النحيل قرباً منه.!

بالتأكيد إذن المشكلة ليست بالصورة طالما الأمر هكذا، لعل المشكلة في وصية أختي الحبيبة الشهيدة دلال اللوزية، نعم ربما هي كذلك فدلال أوصت يوم رفعت العلم الفلسطيني وأعلنت جمهورية فلسطين الحقيقية على الباص الماشي فوق شوارع فلسطين التاريخية، قالت وصيتها التي ما زالت تنتظر التنفيذ، مثلما ينتظر جسدها الشريف من يستنقذه من بين أيدي القتلة أصحاب صاحب ميتة الذي هاله ربما أن توصف دلال بالأسطورة التي لا تموت، لكن تذكّرت أن هذه الشركة وهذه التطبيقات فصلت بوتين وامبراطوريته الروسية وحظرته فما بالك بالعبد الفقير إلى ربه، ستبقى دلال لوزية رغم أنفك ، لربما إذن ربما أقلق هذا الغرّ أن يقال عنها « لا تموت» سيّما وهو قد اختار اسمه الجديد من مشتقة الموت فسمّى شركته« مَيْتة» وهي حقاً الميتة والدم ولحم الخنزير...

2022-03-12