الإثنين 5/11/1445 هـ الموافق 13/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
جنين غراد، الخيمه الأخيره.....م. امجد عميرة

في كلّ انتفاضةٍ وهبَّه وفي كل مواجهة واقتحام 
يقف هذا المخيم ليسطر في صفحات المجد والعز أروع معاني البطولة، لأن جنين ومخيمها الصامد هو القلعة الاخيرة التي تتجلى فيها معاني الوِحده، وحدة الدم والسلاح  لترسّخ جنين في أذهان الكل الفلسطيني أننا ومهما اختلفت ألواننا بأن شعبٌ واحد وعقيدة  واحدة عنوانها الإيمان بحتمية النصر .

شهد اهالي مدينة جنين ومخيمها " عملية عسكرية واسعة " حيثُ وصفت بأنها اكبر عملية تشهدها جنين منذ انتفاضة الاقصى، حيث شارك في هذه العملية "وحدات الكومنادوز الخاصة"  "والدوفدوفان " وغيرها، بعتاد عسكري كامل وخطاء جوي وعدد من الطائرات المسيرة، حيث طال الاعتداء اقتحاماً لبيوت المدنيين وقصفها بالطائرات واعتقال أبنائهم وتدمير للشوارع والبُنى التحتيه على يد أطول وأبشع احتلال على مر التاريخ ، حيث كان حصيلة "بنك اهداف " الاحتلال  ١١ شهيدا من أبناء المدينة ومخيمها  معظمُهم من الاطفال واعتقالاتٍ طالت العشرات من ابناء جنين ومخيمها  وذلك تحت حجج واهية بذريعة القبض على مطلوبين ومطارين من ابناء المدينه، مُخلفين ورائهم عشرات الجرحى والمصابين والبيوت المدمرة.

وخلال هذه الهجمه المسعوره التي قام بها الاحتلال في جنين حيث طالت رصاصاته الصحفيين وكاميراتهم ليُطفئوا نور الحقيقة ولم تسلم ايضاً الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف ولا المستشفيات من رصاص بنادق الاحتلال واعتدائاته بكل ما أُتيح لهم من حقد وقمع محاولين عرقلة علاج ونقل المصابين .

بالرغم من كل هذا العتاد الضخم والترسانه العسكريه التي تُعد الأقوى في المنطقة وهذه الوحدات المُدربة والمجهزه، إلى أن عناصر كتيبة جنين أرغمو انف هذا المحتل بالتراب، برصاصهم الذي حمل وصايا الشهداء   والذي جرح عدداً من الجنود وأسقط اكثر من ١٥ طائرة مُسيره ومن عبواتهم محلية الصنع التي أعطبت عدداً من آليات وجرافات الاحتلال، في رسالة بأن هذه المدينه وهذا المخيم عصيٌ على الاحتلال وبأن دماء الشهيد جميل العموري والشهيد الدكتور عبدالله ابو التين وغيرهم من الشهداء الأشرف منا ستبقى تُطاردهم في أزقة وشوارع المخيم.
فهذه جنين غراد وهذا مخيمها، خيمتنا الأخيره وذخيرتنا الحيّه فعلى أرضها تُكتب الوصايا وفي أزقتها تودع الأمهات فلذات أكبادهن وفي شوارعها تُتلى الشهاده ..
فجمرُ الثأرِ في الأضلاع يغلي و هذه الأرضُ تهتف كُل حين عذابُ الله قد يأتي رياحاً و قد يأتي رجالاً من جنين .

2023-07-05