الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
30 عامًا على المجزرة..إسرائيل ترفض كشف وثائق صبرا وشاتيلا

رام الله-الوسط اليوم

ذكرت صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية اليوم أنه ورغم مرور 30 عامًا على المجزرة في مخيمي اللاجئين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا في لبنان، التي يصادف اليوم الأحد ذكرى إرتكابها، إلا أن إسرائيل ما زالت ترفض كشف الوثائق الهامة في أرشيفها والمتعلقة بهذه المجزرة التي استمرت من 16 حتى 18 سبتمبر/ ايلول من العام 1982 تحت غطاء الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

واضافت الصحيفة أن المسؤولين في أرشيف دولة إسرائيل يرفضون طلبات صحافيين الاطلاع على الوثائق الهامة والتي ما زال تخضع للسرية.

لجنة كاهن...اسرائيل لم تكن ضالعًا بالمجزرة

وكانت "لجنة كاهن" نشرت تقريرا حول تحقيقها في العام 1983 واعتبرت فيه إنها لم تجد إثباتات على أن الجيش الإسرائيلي كان ضالعا بصورة مباشرة في المجزرة، لكن اللجنة أكدت على أن ضباط الجيش الإسرائيلي علموا في مرحلة معينة بالمجزرة التي كانت لا تزال جارية ولم يفعلوا شيئا من أجل وقفها.

وأوصت اللجنة بإقالة وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه أريئيل شارون، وهو ما تم فعلا، وعدم تعيينه في مثل هذا المنصب مستقبلا، لكن بعد عشرين عاما تم انتخاب شارون رئيسا لوزراء إسرائيل.

مجزرة لم يشهدها التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية

وللتذكير فقط، فأن مجزرة صبرا وشاتيلا جاءت بعد اسبوعين من خروج منظمة التحرير من بيروت بحسب الاتفاق الذي ابرم وقتها بين المبعوث الامريكي فيليب حبيب وياسر عرفات وضمانات بعض الدول العربية ...ففي مثل هذا اليوم 16/09 /1982 حدث ما لم يكن احدا يتوقعه، فعلى مدار يومين كاملين وبعد ان حاصر الجيش الاسرائيلي المخيمين، سمح لقوات الكتائب بقيادة ايلي حبيقة بالدخول الى هذه المخيمات لارتكاب افظع مجزرة شهدها التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية ..فقد اغتصبت النساء، وذبح الاطفال والشيوخ كالانعام ..وعلى مدار يومين كاملين قتل ما يزيد على 6000 الاف من سكان المخيم ، بل اكثر من ذلك ، فقد بقرت بطون النساء الحوامل والقي بالاجنة على الشارع ...مشهد وصورة عجز عنها النازيون الالمان ...وبعد الانتهاء من العملية ودخول الصحفيين لتوثيق المشهد فوجئ البعض من ان المجرمون لم يرحموا حتى الخيول فتم اعدامها.
وأكدت مصادر إعلامية على أن الجيش الإسرائيلي حرس حينها عملية الإبادة وساعدوا الكتائب المتعطشة للدم عبر الإضاءات في السماء لتوجيههم في عملية القتل البشعة.

شوارع فلسطين المحتلة تنتفض غضبًا

يشار إلى أن صور القتلى وصل إلى العالم أجمع، وشاهد الفلسطيني بشاعة القتل مما اثار حفيظته، واجتاحت المظاهرات الصاخبة شوارع مدننا وقرانا العربية، بعد توارد الانباء عن المجزرة البشعة التي ارتكبت بحق ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل في مخيمي صبرا وشاتيلا بقيادة النازي والمجرم ايلي حبيقة من حزب الكتائب اللبناني.

المظاهرات تجتاح مدينة عكا ..والشرطة على اهبة الاستعداد

وقد استذكر عضو بلدية عكا أحمد عودة (الجبهة) تلك الحقبة من احداث المجزرة وقال :كنت حينها في سن 21 عاما، وقد تواردت الانباء عن المجازر التي ترتكب في المخيمات الفلسطينية صبرا وشاتيلا بلبنان، لم اصدق حين وقفنا مندهشين امام شاشة التلفاز ورؤية الاطفال والنساء مذبوحين كالنعاج وقد انتفخت بطونهم بعد ايام تحت الشمس الحارقة... كنت وقتها في الشبيبة الشيوعية ،رؤية هذه المشاهد كانت في غاية الصعوبة والاشمئزاز وخلال دقائق تحركت وقمت بالاتصال بعدد من الرفاق لتنطلق المظاهرات من ساحة الميناء مرورا بازقة وشوارع البلدة القديمة وصولا الى باحة جامع الجزار، وقد بحت الحناجر وارتفعت الاصوات المنددة احتجاجا على حمام الدم والذي كان بغطاء اسرائيلي وعلى راسه وزير الدفاع انذاك اريئيل شارون ...اتذكر ان الاهالي في عكا انضموا الى المظاهرة وقد رفعوني على الاكتاف حيث كنت احمل مكبر الصوت اليدوي واصرخ باعلى صوت بهتافات ضد شارون وحزب الكتائب، اما شرطة عكا فكانت على اهبة الاستعداد بقوات مكثفة بجانب بوابة عكا (شط العرب) ،واتذكر بين المتظاهرين الرفيق المرحوم جمال موسى

بكرا

2012-09-16