الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
زمن الرويبضة الإعلامي!!!/رامي الغف

  إعلام وأقلام تعتقد أن الزمان زمانها والأرض كل الأرض في متناول أكاذيبها وإنها علت حينما رفعها الوضيع وامتدحها السفيه وتملقها المجرم وأيدها الأحمق، أقلام هرمت وشاخت وأصابها الخرف والغباء والحمق والعجز تعتقد أن في زمن المعلومة المتاحة بسرعة البرق أن من الممكن تثبيت الحماقات أو السفاهات وكأنها حقائق ومسلمات ثابتة لا يمكن النيل من "مصداقيتها " وأوصيهم بان يراجعوا كيانهم الخاص ويقيموه فان وجدوه صالحا حق عليهم أن يكونوا الأوصياء على الآخرين" قناة الجزيرة نموذجاً ". فالإعلام مهنة رائعة ووسيلة ناجحة لنشر الثقافة والوعي بين البشرية، فسابقاً كان يوجد إعلام مخالف وهذا أفضل من الاعلام المعادي، الذي لا يتورع من استخدام الكلمات البذيئة والأكاذيب، هذا ناهيك عن فضح أخطاء الغير اذا ما حدثت وهذا الاعلام المنحط نجده بشكل عشوائي في بلدان العالم الثالث وبشكل مخطط ومدروس وسليم في البلدان المتطورة بحيث انها تصيب الهدف الذي تريده، أما في وقتنا الحاضر فالوسائل الإعلامية لا تتورع من استخدام الكذب ولا تخجل عندما يفضح ذلك واغلب هذه الوسائل وقحة ومجرمة وهي لتابعة بعض بلدان الشرق الأوسط. إن الاعلام لا يستطيع توظيف هذا الخطاب بشكل يتلاءم والأهداف الإنسانية التي يطالب بها المجتمع، اوباما الذي ضحك على بعض المسلمين عندما فاز بالانتخابات واعتبروه أملهم لأصوله الإسلامية بل و عنترهم القادم لتحقيق أحلامهم بالحرية والاستقلال، عندما قال السلام عليكم في إحدى خطاباته التي هولها الاعلام وخصوصا تلك التي ألقاها في مصر وماذا بعد خطاباته هذه؟ هل لاحظتم كيف هول الاعلام هذا الحدث الذي لم يخلف سوى الإجرام والإرهاب والثورات العربية التي لا ثمرة لها سوى سقوط طواغيتهم وأنا أمهلهم خمس سنوات إن استطاعوا انتخاب رئيس جمهورية لهم. أن من أهم الأسباب التي ساعد على الانحطاط الإعلامي هو اقتحام هذه المهنة من قبل كوادر لا تفقه شيئا بالإعلام وبأبجدية الاعلام، بل كل من يملك مالا يستطيع ان يؤسس مؤسسة إعلامية تعمل حسب هواه، وهناك نوعين من الاعلام فأما الأول فهو إعلام الدولة ولابد لهذا الاعلام ان يكون منضبطا بما يحفظ للدولة استقرارها وانضباطها ويعتمد هذا الاعلام بالدرجة الأولى على الخبر الصادر عن الدولة والحكومة ويتفاعل بصورة هادئة مع الحوادث والأخبار الداخلية والخارجية وهذا النمط من الاعلام كان سائدا بشكل كبير في القرن الماضي عموما وهو أعلام مسموع ومقروء ومرئي تعودنا عليه عشرات من السنين ونعتمد عليه. وبالنسبة للإعلام الآخر فهم الاعلام الحر المستقل خارج نطاق الدولة وصفته الاحتراف والاهتمام بمختلف الشؤون ومنها السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية والتربوية والعلمية ويساهم بدرجة كبيرة في دعم اتجاه الدولة ويمارس النقد الموضوعي لأوضاع المواطنين العامة ويتفاعل مع شكاواهم سواء كانوا في دوائر الدولة او خارجها دون تعارض مع السلطة أو افتعال مشاكل معها. وفي الآونة الأخيرة فقد ظهر إعلام عالمي ودولي وإقليمي واضح بسبب ظهور عالم الفضائيات كآلة إعلامية إذ دخلت هذه الفضائيات كل البيوت وتفاعلت مع كل الملل والشعوب والحكومات والدول والأحزاب والسياسيين واستغلت جميع الأمزجة بحيث تمكنت من زرع ما تريد في الأرض التي تريد، كما تمكنت من إصابة أهدافها وقت ما تشاء وبأي شكل شاءت، وساهمت في بناء دول وتحطيم أخرى وساهمت في إسقاط حكومات في أماكن وعززت حكومات في مناطق أخرى. إذاً أصبح الإعلام يشكل قوة فاعلة ويعتبر الوسيلة الأوسع تأثيرا ويلعب دورا هاما لتحقيق سياسات الدول وطموحاتها الاقتصادية والأمنية فقدمت دعمها المالي لجيش كامل من الإعلاميين يخدمها ويحقق لها أهدافها ومشاريعها المختلفة، وينطبق هذا الأمر على الدول الصغيرة كما ينطبق الحال على الدول الكبيرة وفق القياسات الإعلامية التي أخذت تتسع بعد إقامة قواعد إعلامية للدول الكبرى داخل المنظومات السياسية التابعة لها، ويمكن لهذه الفرق الإعلامية التي تعمل داخل منظومة أدارية متخصصة مثلها مثل الفرق العسكرية التي تعبئ الطاقات لمواجهة من يقف ضدها أو يقف حجر عثرة في طريقه، ومن أولى مهمات تلك الفرق إسقاط الأنظمة غير المرغوب بها وتهيئة الظروف والتمهيد لشن الحروب النفسية ومنها إسقاط هيبة الأحزاب والكتل والجماعات وإسقاط الرموز السياسية في هذا البلد أو ذاك بالإضافة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهي طريقة عصرية حديثة في المواجهات غير المباشرة. نحن اليوم نشهد حالة من الفساد الإعلامي، ونعيش في عصر الانحطاط الإعلامي خصوصا الإعلام العربي لأننا غير معنيين بثقافة البلدان الأخرى التي لها خصوصياتها وفلسفتها الاجتماعية المختلفة وان كانت تلك الدول لا تزال تحتفظ ببعض القيم السياسية التي لا تجعل أدائها الإعلامي يشابه الأداء الذي تمتهنه فضائيات وصحف الاعلام العربي. إعلامي وباحث سياسي [email protected]

2013-09-11