الأربعاء 22/10/1445 هـ الموافق 01/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
اليونسكو : تدمير مدينة تدمر السورية سيكون خسارة مهولة للبشرية

نيويورك-الوسط اليوم:أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" عن قلقها إزاء التدمير المحتمل لمدينة تدمر العتيقة في صحراء سورية ، وذلك بعدما اجتاح تنظيم "داعش" المنطقة.

وقالت إيرينا بوكوفا ،المدير العام لليونسكو :"تدمر هي موقع تراث عالمي استثنائي في الصحراء ، وأي تدمير لتدمر لا يعد فقط جريمة حرب بل سوف يعني خسارة مهولة للإنسانية".

وأضافت :"نتحدث عن أصل الحضارة البشرية . نتحدث عن شيء يخص البشرية بأكملها"، مشيرة إلى أن تنظيم"داعش" قد دمر بالفعل مواقع عتيقة في العراق.

وسيطر تنظيم "داعش" بشكل كامل على مدينة تدمر الاثرية بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، ما يثير مخاوف جدية على الآثار القيمة الموجودة في المدينة والمدرجة على لائحة التراث العالمي.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن اليوم "انتشر عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في كل انحاء المدينة بما فيها المنطقة الاثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها".

وبدأ التنظيم هجومه في اتجاه مدينة تدمر في 13 ايار/مايو وسيطر على مناطق محيطة بها خلال الايام الماضية وسط معارك ضارية مع قوات النظام. وتمكن من دخول المدينة بعد ظهر امس وتقدم فيها سريعا.

وبحسب المرصد، اسفرت معركة تدمر التي استمرت ثمانية ايام عن مقتل 462 شخصا على الأقل، هم 71 مدنيا و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية.

ويثير دخول التنظيم الجهادي الى المدينة العريقة قلقا في العالم، إذ سبق للتنظيم ان دمر وجرف مواقع وقرى اثرية في سوريا وفي العراق خصوصا بينها آثار الموصل ومدينتا نمرود والحضر التاريخيتان.

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ايرينا بوكوفا في شريط فيديو نشر على موقع المنظمة الالكتروني الخميس من ان "اي تدمير لمدينة تدمر لن يكون جريمة حرب فحسب وانما ايضا خسارة هائلة للبشرية".

وطالب المدير العام للمتاحف والآثار السورية مامون عبد الكريم الخميس المجتمع الدولي بالتحرك لانقاذ المدينة.

وقال لوكالة فرانس برس "اناشد المجتمع الدولي، لا تكونوا متقاعسين اكثر من ذلك يكفي من التقاعس... طالما ان التراث السوري هو تراث انساني فعلى المجتمع الدولي ان يتحرك ويمنع التهريب والتدمير بحق التراث".

وكانت تدمر قبل اندلاع الازمة السورية في 2011 الوجهة الاساسية للسياح في سوريا، اذ كان يزورها سنويا اكثر من 150 الف سائح.

وقالت مها قندلفت، المسؤولة في شركة أدونيس للسفر والسياحة، وهي من ابرز الشركات في القطاع السياحي السوري، لوكالة فرانس برس "كانت مكاتب السياحة العالمية تطلب ادراج تدمر على راس المعالم الاثرية في برامج الرحلات".

واضافت قندلفت "كانت حجوزاتنا (في المنشأة السياحية التي تملكها الشركة في تدمر) كاملة لمدة عام، ما كان يضطرنا الى الحجز في فنادق اخرى في المدينة".

2015-05-21