الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مهرجان موازين: مطالب برحيل وزير الإتصال و إتهامات لم تستثني الملك...نهاد الزبير

 

 أثارت الفنانة الأمريكية الشهيرة جنيفر لوبيز جدلا كبيرا بالمغرب بسبب ملابسها الشبه عارية هي و أعضاء فرقتها و الإيحاءات الجنسية لعروضهم الراقصة في الحفلة الإفتتاحية لمهرجان موازين المنظم بمدينة الرباط. و تم نقل الحفل مباشرة على القناة الثانية، و هو ما خلف إستياء كبيرا لدى المغاربة.

و أعلنت الشبيبة الإستقلالية عزمها عن تنظيم وقفة إحتجاجية تحت شعار "لا لإستهداف قيم أمتنا"، و ذلك يوم الثلاثاء 2 يونيو 2015 إبتداء من الساعة السادسة مساء أمام مقر القناة الثانية عين السبع بمدينة البيضاء. و قال عمر عباسي، الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الإستقلالية : "الوقفة تعبير واضح عن رفضنا لأن يتحول الإعلام العمومي الذي نموله من ضرائبنا إلى وسيلة هدامة لقيمنا، و هي أيضا تأكيد على وجوب مساءلة من يسيرون القناة الثانية، لأننا نعتقد أن زمن القناة المتفرعنة يجب أن ينتهي".

و أكد أن هدف الوقفة هو "أن نسمع الرأي العام و الدولة و حكومتها رأي الشعب الرافض للميوعة و الإنحلال الذي تمارسه القناة الثانية من خلال نقلها المهرجان المعلوم، كما نطالب القناة الثانية بالتوقف عن بث فقرات ذلك المهرجان، و عليه فإننا لا نحتج ضد المهرجان، و لكننا نرفض أن يتم فرض مضامينه على الشعب عبر النقل التلفزي خصوصا أن مضامينه في أغلبها لا تنسجم و القيم الحضارية للأمة".

كما ثارت مجموعة من قيادة حزب العدالة و التنمية و على رأسهم عضو الأمانة العامة خالد الرحموني و طالبوا زميلهم في الحزب، وزير الإتصال و الناطق الرسمي بإسم الحكومة مصطفى الخلفي، بالإستقالة بإعتباره المسؤول الأول على السياسة الإعلامية و على الفضيحة التي إقتحمت شاشات البيوت المغربية مساء الجمعة الماضية.

و كتب خالد الرحموني على صفحته الإجتماعية بموقع الفيسبوك "على وزير الإتصال مصطفى الخلفي بإعتباره (المسؤول الأول عن السياسة الإعلامية) أن يبادر بتقديم إستقالته فورا و أن يتم تقديم المسؤولين للمحاسبة الشعبية، و ذلك لعجزهم عن صيانة القيم و السمعة و السيادة من أن ينتهكها على الهواء مغتصب للكرامة".

و أضاف : "لا حرمة و لا سيادة للناس على أذواقهم في بيوتهم، إنه الإحتلال الداخلي بكل المقاييس، إنه تعميم الرداءة و السفالة و السفاهة، تعميم القذارة مدفوعة الأجر من جيوب المغاربة، دفع ثمن الموقف واجب".

و ذهب حسن حمورو، إبن حركة التوحيد و الإصلاح و عضو الفريق الإعلامي لحزب العدالة و التنمية، إلى حد تحميل الملك مسؤولية ما حدث لكونه الراعي الرسمي لمهرجان موازين. و أكد على أن "المسؤول الأول عن تسخير الإعلام العمومي لنقل سهرات الإيروتيك و الإيحاءات الجنسية على الهواء مباشرة في وقت الذروة، هو الملك رئيس الدولة و بعده رئيس الحكومة... مادونهما هو مجرد تحريف للنقاش".

و أضاف : "رعاية الإسلام و توزيع المصاحف في دول غرب إفريقيا لا تنسجم مع رعاية العري و العهر على منصات موازين".

التصريح هذا خلف إستياء لدى حزب الإستقلال الذي أصدر مقالا يحمل كعنوان "لتبرير فشلهم في تدبير الشأن العام أعضاء من حزب البيجيدي يتطاولون على أسيادهم". و جاء في المقال : "هذا التصرف مرفوض و مدان بكل الوسائل و لا يجب أن لا يمر مرور الكرام، لكي لا يكون سابقة في الحياة السياسية، فجلالة الملك و إن كان قد أمر بعدم متابعة المسيئين إليه، فإن اﻷمر ﻻ يجب أن يصل إلى أن يقوم شخص ينتمي لفصيل سياسي و حركة دعوية تعترف بالقواعد الدستورية و السياسية و الدينية و العرفية التي قامت عليها بلادنا بالتطاول على مقام أمير المؤمنين".

و ردا على مقال حزب الإستقلال، أكد المفكر الإسلامي المغربي كمال ازنيدر على أن "المقال الذي يتداوله الإستقلاليون (أو البعض منهم) لا يشرف مؤسسة كحزب الإستقلال و أزاح عن الوقفة التي تعتزم الشبيبة الإستقلالية تنظيمها غدا أمام مقر القناة الثانية كل مصداقية".

و تساءل مؤلف كتاب "الإسلام، أجمل ديانة في العالم" : "ما المقصود ب *تطاول على أسياده* ؟! ألم ينته بعد زمن العنصرية الطبقية ؟! أو لسنا اليوم كلنا سواسية ؟! أم هل تريدون إرجاعنا للعهود القديمة و أزمنة العبودية ؟!".

و أضاف : "حسن حمورو لم يقل علنا سوى ما يقوله العديد منا في الخفاء. فنحن لسنا ببلد ديمقراطي تمتلك فيه الحكومة السلطة الفعلية. دستور 2011 يعطي للحكومة المغربية سلطة رمزية. أما السلطة الفعلية فهي مازالت بيد المؤسسة الملكية. هذا هو الواقع. و إذا كان الإستقلاليون (أو البعض منهم) يرون العكس و يدعون أننا في بلد يمنح الحكومة "السلطة الفعلية"، فما سبب مطالبتهم بملكية برلمانية و دستور جديد يتماشى و تطلعات الشباب ؟!".

و تابع كمال ازنيدر : "بالمغرب، الحكومة المغربية مجرد ديكور. أما من يحكم فهو القصر. و لكي أكون عادلا مع محمد السادس كشخص، فهاته المؤسسة ليس الملك هو المتحكم الوحيد فيها كما يعتقد العديد. فما محمد السادس سوى مجرد جزء من المؤسسة الحاكمة. ما هو في واقع الأمر سوى واجهة هاته المؤسسة و خلفه هناك أمراء و أميرات و مقربين من العائلة الملكية يتشاركون معه في الحكم".

و أشار إلى أن المؤسسة الملكية "مؤسسة ذات تركيبة و أساليب إشتغال معقدة" و أنه "صعب الجزم بخصوص الموقف الشخصي لمحمد السادس مما يعرض من فن بمهرجان موازين. صعب معرفة إن كان مع أو ضد هذا المنكر الذي بثته القناة الثانية. كل ما بإمكاني الجزم به بخصوص هذا الأمر، هو أن غالبية أعضاء المؤسسة الملكية مع مهرجان موازين و ما يقدمه من فن يتنافى مع هويتنا الثقافية و مرجعيتنا الدينية".

و أوضح أن "الطبقة الحاكمة بالمغرب لم تعد في غالبيتها تلك الطبقة المتدينة و المحافظة كما عهدها الشعب المغربي من قبل. أفكارها و مواقفها و نمط عيشها اليوم يتقاطعون في العديد من النقط مع تقاليد و عادات عامة الشعب. فقد تبنت ثقافة الغرب و الليبيرالية المتوحشة منذ سنين عديدة و لا مشكل لديها مع عري و إباحة جنيفر لوبيز بل هي ترى في إنتقاد هاته المظاهر شكل من أشكال التخلف التي عليها محاربته".

و أضاف : "و هذا هو موضع الخلل و سبب هذا الفرق الشاسع بين السياسة الرسمية للدولة المغربية في ميادين السياحة و الإعلام و الثقافة و الفن و بين تطلعات و آمال الشعب المغربي".

2015-06-02